8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الضغوط والاستهدافات الأمنية ستنعكس تسريعاً للتدويل

سيعيد التفجير الارهابي الذي استهدف موكبا تابعا للسفارة الأميركية في بيروت أمس، خلط الأولويات بالنسبة الى محاور الاهتمام الدولي والعربي بالملف اللبناني، نظراً لارتباطات هذا الحدث بالرسائل الموجهة الى الادارة الأميركية والى حلفائها في لبنان والمنطقة، وبمنحى تدويل أزمة الرئاسة في لبنان، الذي بدأ يلوح به أكثر من مسؤول عربي وغربي بارز.
وتفيد مصادر غربية واسعة الاطلاع على المشاورات العربية والعربية ـ الدولية بشأن الأزمة في لبنان، بوجود قلق جدي من سيناريوهات وتحركات تؤدي الى اضطرابات أمنية على الأرض، جرى التداول في ان تبدأ جدياً في فترة ما بين 3 و4 شباط المقبل، سينعكس تعجيلاً وتسريعاً لعملية تدويل الأزمة وايجاد آلية الحل لها. وبالتالي، ان أحد الاستهدافات من جراء انفجار الموكب التابع للسفارة، توجيه موقف استباقي لأي تدويل، بأن اللجوء الى مثل هذا التصعيد الدولي للحل في لبنان له محاذيره، وان الدولة العظمى، وهي الولايات المتحدة الأميركية، التي ستدفع في اتجاهه في حال لم تتوصل المبادرة العربية الى النتائج المرجوة لها، لن تكون بعيدة عن هذه المحاذير، التي ستطال اي جهة تدعم المنحى السيادي والاستقلالي، وأي وضع أو ظرف يمكن ان يجسد لبنان من خلاله قدرته على بناء الدولة القوية والقادرة. لذلك، فإن الرسائل الأمنية مجتمعة، وقبل استكمال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مهمته في تنفيذ المبادرة العربية، مع التحركات في وجه الحكومة سعياً لاضعافها، تصب في خلق واقع جديد في لبنان عنوانه التدهور والفوضى الأمنية والاقتصادية كردة فعل على تثبيت الحل دولياً.
الأولوية للمبادرة العربية
وتشير المصادر الى ان هذا الاستهداف سبقه تخوف أبدته أكثر من بعثة ديبلوماسية عربية وغربية في لبنان من تطور الموقف سلباً على المستوى الأمني بسبب استبعاد حصول تعاون سوري ـ ايراني مع المبادرة العربية. وتبعاً لذلك، جرى تمرير رسائل عربية ودولية حول امكان اللجوء الى مجلس الأمن، في حين انه لم يكن يجري بعد اعداد أي مشروع قرار ليطرح امامه، لكن هناك العديد من الأفكار يجري بحثها، لكنها لا تزال بعيدة عن التداول، في انتظار اعطاء الوقت الكافي لاستنفاد كافة الوسائل التي تتيح تطبيق المبادرة العربية، التي لها أولوية دولية، بسبب الأخذ بالاعتبار المحاذير الداخلية اللبنانية من جراء أي لجوء الى تدويل الحل للأزمة.
انتظار مراحل ثلاث
وتؤكد المصادر ان نقاشاً دولياً لا سيما اميركياً ـ فرنسياً، يجري حول التعامل مع الملف اللبناني بعد استهداف الموكب الأميركي لما يحمله من مدلولات واشارات متعددة، وبالتالي، ان تسريع الحل دولياً لا بد انه سيأخذ في الاعتبار ما ستتوصل اليه الجهود العربية ـ الدولية حول لبنان، لا سيما من خلال القمتين السعودية ـ الأميركية، والسعودية ـ الفرنسية، التي تحمل تفاهماتهما حول الأزمة اللبنانية جدية بالغة. اذا هناك انتظار لثلاث مراحل قبل اللجوء الى التدويل، وهي:
ـ نتائج المبادرة العربية التي سيستأنف موسى بدءاً من اليوم في بيروت جولته الثانية، بدعم عربي سعودي ـ مصري متجدد، اثر مشاورات مكثفة اجريت خلال الساعات الماضية للاستمرار في المبادرة واعطائها الزخم الكافي والقيام بكل ما يلزم لتنفيذها.
ـ اعادة تفعيل المسعى القطري حول الأزمة، وهو دور يتكامل مع الدور الذي يقوم به موسى. وتكشف المصادر ان الدوحة سجلت انزعاجاً من الظروف التي أدت الى إرجاء زيارة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لبيروت، التي كانت مقررة السبت الماضي، لا سيما ما يتصل بالعناصر التي ساهمت في تعقيد الطريق امام انجاح المبادرة، لكن هناك ارادة قطرية لمتابعة التحرك، ولا سيما ان قطر هي الدولة العربية شبه الوحيدة التي لا تشوب علاقاتها السياسية بسوريا أي شوائب أو تعثر، ويمكنها في ضوء ذلك تأدية دور مسهل ومساعد للمبادرة العربية.
ـ وجود رغبة دولية بانتظار حدث القمة العربية في دمشق نهاية آذار المقبل، على الرغم من الموقف السوري الاستباقي الذي اشار الى الاهتمامات الاستراتيجية الكبرى لدى دمشق والتي تفوق القمة أهمية. وهناك رهان على الضغط العربي في موعد القمة، لناحية مستوى المشاركة فيها، ومكانها وامكان تعديله في آخر لحظة. وبعد ذلك يتم تبني افكار لتحرك دولي من نوع آخر.
واذا ما فشلت كل المبادرات والمساعي والرهانات، فإنه لن يكون هناك تخل دولي عن لبنان، وهذا موقف عربي ـ دولي أعيد الالتزام به مجدداً، بحيث انه عند التوصل الى قناعة لدى الأطراف الدوليين والعرب كافة بأن كل التحركات لم تؤدِ الى نتيجة، فإن هناك جدية أكيدة في استصدار قرار جديد عن مجلس الأمن، أو قرارات تتعامل مع الواقع الجديد، يبنى على الأفكار التي يجري تداولها سرياً حالياً.
ويبقى ان أهمية حل للبنان هي في النتائج الفضلى على ساحته التي تمتاز بدقة ظروفها وحساسيتها الشديدة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00