8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

وسط دراسة فائدتها على الإدارة وعلى المسار السيادي ولعدم إعطاء ذريعة لتصعيد المعارضة

تصبّ كافة المعطيات والمعلومات في خانة عدم إدراج لبنان في الجولة التي يقوم بها الرئيس الأميركي جورج بوش في المنطقة، إذ تستبعد جداً مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على العلاقات اللبنانية ـ الأميركية، ان تكون بيروت احدى محطات بوش في المنطقة، إلا في حالة واحدة، وهي حصول مستجدات ما تحتم حصولها.
وبالتالي لم تتلق الحكومة اللبنانية حتى الساعة أي إشارات بإمكان حصول الزيارة، وهناك العديد من العوامل التي يجري أخذها بالاعتبار أميركيا في استبعاد اتمامها ليس فقط على المستوى الأمني، إنما أيضاً على المستوى السياسي.
مواقف داعمة من الدول المحيطة
وتكمن هذه العوامل في ما يلي:
ـ دراسة الفائدة السياسية من الزيارة بالنسبة إلى الإدارة الأميركية والحكومة اللبنانية والمسار السيادي والاستقلالي على حد سواء، إذ ان المواقف التي سيتخذها بوش خلال وجوده في المنطقة، لا سيما في الدول العربية المحورية، تؤكد المصادر، انها ستتناول لبنان حيث سيعاد التركيز على دعم الديموقراطية والاستقلال والسيادة في هذا البلد، ودعم إجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت وتوفير انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. وبالتالي فإنّ موقف بوش الداعم لهذا المسار سيتم من خارج لبنان ومن الدول القريبة منه والمهتمة بالاستقرار فيه. كما ستحمل مواقفه المرتقبة، إصراراً أميركيا على الدول العربية هذه لأن تكون نشيطة في الموضوع اللبناني، وأن تمضي في دورها الفاعل لتوفير التفاهم والتوافق والاستقرار فيه.
وتشير المصادر إلى انه ليس صدفة ان يتحرك العرب مجدداً في شأن لبنان، وأن يطرحوا مبادرة متكاملة، بل ان التهيئة لها حظيت بمباركة أميركية، لوجوب إحداث اختراق في الانتخابات الرئاسية حتى استنفاد كافة الوسائل.
ـ وفي اطار دراسة الفائدة من الزيارة، فإنّ التوجه الأميركي يقضي بعدم إعطاء المعارضة في لبنان والجهات الاقليمية التي تقف وراءها ذريعة للجوء إلى التحركات الرافضة للزيارة، والتي ترغب عبر هذه التحركات في توجيه رسائل لعل أبرزها يتناول ما وصلت إليه الخطة الأميركية في لبنان، وبأن الحل لا بد أن يكون عبر الحوار المباشر مع دمشق وطهران اللتين تعتبران أنهما تمسكان بمفتاح ترجيح الكفة في الداخل وليس أي أمر آخر. كما تعتبران ان حلفاءهما هم الأقوى على الأرض نظراً إلى تمركز السلاح وإلى قدرتهم على اللعب بالورقة الأمنية.
لذلك، ليس هناك بالنسبة إلى الأميركيين فائدة لإثارة أجواء جديدة في لبنان خصوصاً بالتزامن مع المساعي التي يقوم بها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لتكريس مبادرة الجامعة وإرساء الحل المنشود، كذلك فإنه ليس من فائدة بالنسبة إليهم في أي قرار حول الزيارة ينعكس إيجاباً في إظهار المعارضة بأنها قوية وأنها استطاعت تأجيج الشارع كأسلوب في التعامل مع الزيارة قد ينعكس سلباً على العديد من التطورات في الموقف داخلياً. وهناك تجنب أميركي لاستثارة مثل هذه السلبيات، بحيث ان الاستمرار في دعم الفريق الاستقلالي قد لا يستلزم بالضرورة زيارة من هذا النوع.
استبعاد أميركي لتعاون سوري
ووسط استبعاد الرئيس بوش وإدارته حصول تعاون سوري جدّي في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، بحسب المصادر، إلا ان موقف بوش المرتقب حول لبنان خلال وجوده في المنطقة سيحمل إشارات حول ان الدور والكلمة أولاً وأخيراً هما للأميركيين على الرغم من تقديره للجهود غير الأميركية ولا سيما العربية والفرنسية في شأن لبنان، وإن بلاده لن تتخلى عن كافة المكوّنات التي تزيد في تثبيت نفسها كقوّة عظمى استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً. وعلى الرغم من المراحل المتصلة بتوزيع الأدوار بين واشنطن وباريس في قضايا مثل لبنان والمنطقة عن طريق التفاهم على اهتمام فرنسي مباشر بلبنان وترك الاهتمام بأمور الخليج للأميركيين أنفسهم، فإنّ مستلزمات وقف العمل بهذا التفاهم تبقى قائمة بالاستناد إلى الظروف والمستجدات والتنسيق الوثيق بين الطرفين الأميركي والفرنسي، لكن الأولوية التي تحسم الأمر لدى مراحل الحسم هي الاستراتيجية الأميركية ومقتضياتها.
720 مركز انتشار
وللحفاظ على هذه الاستراتيجية، يفترض بالادارة الحفاظ على أصدقائها وعلى حلفائها عبر تطوّر العمل الديبلوماسي والتشاوري والاقتصادي والعسكري كذلك. ولدى الولايات المتحدة 720 سفارة وقنصلية ومقراً ذات انشطة مدنية وعسكرية بما فيها القواعد والمواقع الأمنية في العالم، وهي تعد بمثابة مراكز انتشار، عددها ليس بالمسألة السهلة، وهي تعتبر ان الحفاظ على المصالح والأصدقاء يتطلب منها هذا الجهد، وهو من بين أبرز أهداف جولة بوش في المنطقة.
كما يهدف الرئيس الأميركي في جولته إلى التأكيد ان مشروع الديموقراطية في المنطقة مستمر، وانه لم ينته عند هذا الحد، وهذا ما يمكن له ان يستثمره لدعم الحزب الجمهوري وإنجازاته خارجياً في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل.
ويشكل الموقف النووي الايراني خطراً كبيراً بالنسبة إلى الإدارة الأميركية، لذلك ستؤكد مواقف بوش في جولته، خصوصاً التي لم تعلن بعد، على وحدة الموقف داخل الإدارة حيال خطورة هذا الملف، وان الكلمة الحاسمة تعود إليه كرئيس يتمتع بالقرار النهائي في مقتضيات السياسة الخارجية والتهديدات الاستراتيجية.
مع الإشارة إلى ان الجيش والمخابرات الأميركية اللذين يقفا ضد توجيه ضربة عسكرية إلى إيران عملوا على تسريب التقرير حول النشاط الايراني النووي لإحراج بوش وجعله يتراجع عن أي اتجاه لديه بالقيام بالضربة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00