8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

هل تركز مشاوراته لدى عودته بعد أيام على تقريب الثوابت "غير الثابتة" الى تلك "الثابتة"؟

ترك وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مساء أمس بيروت بعد يوم مكثف من اللقاءات مع كافة الأفرقاء، وسينتظر لأيام معدودة كيف سيأخذ المسار اللبناني الداخلي طريقه، في ضوء الأفكار التي طرحها، لتسهيل انجاز البطريرك الماروني لائحة أسماء المرشحين للرئاسة لكي يتم التوافق على اسم من بينها.
ويعمل كوشنير، استناداً الى أوساط ديبلوماسية بارزة، لجر الأفرقاء الى الانتخاب، وهو لن يألو جهداً في الوقت الفاصل عن موعد الحادي والعشرين من الشهر الحالي، لدفع الأطراف الى التوافق ومواكبة الوضع بكل تفاصيله، وهو سيعود بعد خمسة أيام الى بيروت لاستكمال البحث في الآلية التي طرحها، والتي تتوازى ومشاورات على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي، يقوم بها بعيداً من الأضواء.
إعلان اللائحة قريباً جداً
ووسط تفاؤل حذر أبداه أكثر من قيادي لبناني بارز، حيال الصعوبات التي لا تزال تلف الموقف وما يتصل منها بالثوابت التي يجري التداول بها لتأمين حدّ معين من التوافق، تشير مصادر وزارية، الى ان تقدماً تحقق على صعيد اعلان البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير لائحة بأسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية وسيستجيب البطريرك للرغبة الفرنسية التي تعطي أولوية في الاهتمام لعامل الوقت، وضرورة تسريع تقديم اللائحة، وهو ما سيتم خلال الساعات القليلة المقبلة، وهي لن تكون لائحة طويلة بالأسماء. ويبدو ان الأهم هو في ما ستنتهي اليه هذه اللائحة من ردود فعل.
وقد ركز كوشنير خلال لقاءاته التي بدأت في بكركي وانتهت فيها، على تقديم الأفكار المحفّزة لتسريع صدور اللائحة، وعلى المساعدة في التسمية من دون ان يكون لفرنسا مرشح محدد تتمسك به دون سواه.
ومن المهم لدى فريق الاكثرية، الحفاظ على الثوابت الأساسية الوطنية في مسألة مطابقة المواصفات على الأسماء. وتكمن المسألة حالياً بين مدى للتمسك بالثوابت "الثابتة" اي السيادة والاستقلال والالتزام بالقرارات الدولية لدى المرشح للرئاسة، وبين السعي لتحويل الثوابت "غير الثابتة" ـ والتي تدرجها اكثر من جهة خارجية، ومن بينها فرنسا، تحت اطار التوافق ـ الى ثوابت ثابتة، وتقريبها منها، وتحديد تفاهمات مسبقة وضمانات حولها.
ذلك ان اوساط ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية لفتت الى ان كوشنير يحمل ضمانات حيال مشروع الحل الذي يجب ان يصدر عن بكركي، وجرى حوله تبادل وجهات النظر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، وان الوزير الفرنسي الذي يهدف في مهمته الى مواكبة حصول اختراق، سعى الى تفاهم اللبنانيين على أسماء توافقية و"غير استفزازية" للأكثرية عبر الابتعاد عن الأسماء المحسوبة على دمشق، أو لسوريا عبر الابتعاد عن الأسماء المعادية لها.
ويدرج مسعى كوشنير في لبنان في اطار متابعة ما التزمت به دمشق مع فرنسا حول عدم عرقلة للاستحقاق الرئاسي على الأرض. بحيث سيظهر من مواقف بري والمعارضة من التسميات، مدى عمق هذا الالتزام وبعده عن المناورة السياسية ورمي الكرة في ملعب الداخل اللبناني. وهذا ما يشكل في الوقت نفسه جزءاً لا يتجزأ من الضمانات المفترضة والتي سعى كوشنير لتقديمها وسيستمر في مسعاه لدى عودته الى بيروت مجدداً. وتتفق فرنسا مع اكثر من دولة عربية محورية حول تقييمها لخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الأخير، حيث تم الاصغاء اليه "بأذن انتقادية" لكن على الرغم من مضمونه المعاكس للتوافق المطروح للنقاش، فإن المبادرة الفرنسية تتقدم، وان خلفية الموقف الفرنسي ­ الأوروبي ­ العربي حياله، تكمن في ان ايران تتحمل مسؤوليته اكثر مما تم تحميل ذلك الى دمشق. وثمة احتمالان في تقييم هذا الخطاب، فإما هناك رغبة برفع مستوى المكاسب السياسية حيال الرئاسة في هذا التوقيت بالذات من التفاوض حول التوافق، او ان هناك نية حقيقية بالاستمرار في المواقف المعرقلة للحلول.
الصيغ البديلة للتوافق لم يحن طرحها
وتُعتبر زيارة كوشنير المرتقبة مفصلية بالنسبة الى اكتمال كافة عناصر السير بالتوافق على الرئيس وانتخابه في الجلسة النيابية في 21 الجاري او عدمه، مع ان حظوظ التوافق تبقى مرتفعة. لكن احتمال عدم التوافق سيرتب على الأكثرية اخذ المبادرة والبحث في صيغ بديلة للتوافق لن يكون المجتمعين الدولي والعربي بعيدين عنها، ويبقى طرحها في هذه المرحلة سابقا لأوانه، والمجال حول حسم التوافق سيبقى مفتوحاً حتى الساعة العاشرة والنصف من صباح 21 تشرين الثاني موعد افتتاح الجلسة المحددة للانتخاب.
ولاحظت اوساط العاصمة الفرنسية ان دمشق تمنعت عن طرح اسماء محددة، وهي حاولت بالشكل ان تتعامل مع ملف الرئاسة في موضوع الأسماء، مثل الفرنسيين، وسط اصرارها على مبدأ عدم العدائية لها.
وستبلور الساعات المقبلة الاتجاهات الحقيقية للتوافق المطروح على الأرض، مع انه في خلفية المشاورات الفرنسية ­ الدولية مع ايران وسوريا، وضع العلاقات الأميركية ­ السورية والأميركية ­ الايرانية، والضغوط الغربية على كل من دمشق وطهران حول ملفاتهما العالقة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00