يشهد لبنان هذا الأسبوع تحركاً دولياً ناشطاً بهدف تسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري وفي اطار التوافق بين الأفرقاء اللبنانيين. اذ يقوم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بزيارة لبيروت الخميس المقبل في وقت يكون قد بدأ الموفد الرئاسي الروسي للمنطقة ألكسندر سلطانوف زيارته لبيروت أيضاً للقاء المسؤولين وكافة الأطراف.
وأفادت مصادر وزارية لبنانية، ان كوشنير سيسعى مجدداً في بيروت، من أجل حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها ووفق الأطر الدستورية. وهو يساهم ممثلاً فرنسا، في الحركة الدولية التي تعمل لانتاج تفاهم لبناني على الرئيس الجديد ودستورية انتخابه.
وتأتي الزيارة انطلاقاً من ان فرنسا لن تألو جهداً في سياق الجو الدولي السائد والذي يصر على أهمية وإلزامية وجود رئيس جديد للبنان في الخريف المقبل. مع العلم، انها لا تبدي اي مجاملات للتدخل في الاسم، انما تبذل أقصى مساعيها لحصولها في موعدها، ذلك ان باريس ليس لديها مرشح محدد، ولا ترغب في الدخول في النقاش الدستوري حول الاستحقاق والانتخاب، انما تعمل لتقريب وجهات النظر وتشجيع الانفاق الداخلي حول ذلك، مستفيدة من ما حققه اجتماع سان كلو، وزيارة كوشنير التي تبعته لبيروت، ومن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي التي رحبت بها فرنسا. ولا تريد باريس ان يكون الاستحقاق مسألة خلافية، أو أن يؤدي الى مزيد من النزاع والانقسام.
ومن بين أهداف زيارة كوشنير بيروت، استيضاح تطورات الموقف اللبناني، في ضوء المبادرة، والاستفسار من الرئيس بري حول تفاصيل في بنودها. كذلك في ضوء ما توصلت اليه فرنسا في تحركها على مختلف المستويات، مع المسؤولين الغربيين والعرب والايرانيين حول الرئاسة في لبنان. اذ ان السفير جان كلود كوسران المكلف تنفيذ المبادرة الفرنسية، يزور في هذه المرحلة عواصم المنطقة بعد واشنطن من اجل الموضوع اللبناني، وقد ينضم الى كوشنير خلال مهمته في بيروت.
روسيا تنضم الى الحركة الدولية
وتنضم روسيا الاتحادية الى التحرك الدولي في الجهود الرامية الى تحقيق الانتخابات الرئاسية في لبنان، بإيفاد سلطانوف الى لبنان والمنطقة، بادئاً جولته بالقاهرة، ثم يقصد دمشق على ان يجري لقاءاته في لبنان الأربعاء والخميس.
وتتقاطع المواقف الفرنسية الروسية، لجهة العمل لوجود رئيس جديد، والارتياح لمبادر بري واسقاط أولوية الحكومة الموسعة، وللتركيز على حصول الانتخابات في موعدها وفي المهل الدستورية المحددة، وضرورة اجرائها في اجواء توافقية، وان الطرفين ليس لديهما اسم معين يدعمان طرحه، بقدر ما يدعمان ازالة الضغوط المختلفة عن الداخل لتقريب وجهات النظر للتفاهم على اسم الرئيس، ولنجاح جلسة الانتخاب وعدم تطييرها.
الا ان الدور الروسي يبرز في مساعيه الحميدة التي يبذلها مع دمشق لتحويل تصاريح مسؤوليها حول الاستحقاق الى وقائع، لا سيما ما أدلى به نائب الرئيس فاروق الشرع في الفاتيكان وروما. في الوقت الذي لا تزال فرنسا تنتظر رداً سورياً على موقف الرئيس نيكولا ساركوزي.
وسيزور سلطانوف دمشق قبل زيارته بيروت، حيث سيتم تبادل لوجهات النظر حول لبنان ومواضيع اخرى متصلة بالشرق الأوسط والمؤتمر الدولي للسلام في المنطقة الذي دعا الرئيس الأميركي بوش الى عقده في الخريف المقبل. وحيث روسيا تقف ضد استثناء سوريا من الدعوة الى المشاركة فيه.
وسيبلغ سلطانوف الى دمشق رسائل روسية متصلة بضرورة تمكين اللبنانيين لا سيما فريق المعارضة من ان يكون قابلاً للوفاق مع الفريق الآخر، وان تكون سوريا جزءاً من الحل وليس من التعقيدات وان لا تقف في وجه الضغوط الدولية التي تصر على وجود رئيس جديد للبنان قريباً، وان تسهل حصول الانتخابات.
ارتفاع نسبة الحظوظ
وتؤكد المصادر، ان حظوظ انتخاب رئيس جديد ترتفع تدريجياً. وهذا ما يشكل مع توقيت بري 25 أيلول عقد جلسة الانتخاب حافزاً للتحرك الدولي المكثف في لبنان، والذي سيستتبع بمزيد من المشاورات والاتصالات اثر لقاءات الفاتيكان التي جمعت مسؤولين كبار أميركيين مع الكرسي الرسولي، وسعوديين، وسوريين فضلاً عن اللبنانيين لا سيما البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.
وفي اعتقاد المصادر، ان بري يقصد من خلال تحديده لموعد الجلسة، القول انه جدّي في مسألة الاستحقاق، بفتح ابواب المجلس أمام الانتخابات. لكن الأهم التئام الجلسة وعدم تطيير النصاب بالمواقف المتناقضة، لأن "النصاب سلاح يعطل الوطن" وليس الاستحقاق فحسب، كما يقول البطريرك صفير. ولا ترى المصادر ان تحديد الجلسة سيعطي نتائج قريباً انما مؤثراته ستحفز على تجديد المبادرات الدولية والعربية حول تسهيل تفاهم اللبنانيين لانتخاب رئيسهم، والتوافق المسبق تلافياً لتعطيل النصاب، بمزيد من المشاورات.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.