8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

يسعيان لتطوير المبادرة الفرنسية مع التنسيق الإقليمي

تستمر الديبلوماسية الفرنسية في محاولاتها لإيجاد اختراق جوهري في الملف اللبناني من أجل التوصل إلى حل للخلافات وتمرير مرحلة الاستحقاق الرئاسي بحد مقبول من التفاهم والتوافق.
ولهذه الغاية يوفد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير إلى بيروت غداً الاربعاء، السفير جان كلود كوسران، بصفته مكلفاً متابعة وتنفيذ المبادرة الفرنسية حول لبنان، لإجراء لقاءات مع المسؤولين والأفرقاء كافة، ووضعهم في صورة اللقاء الحواري اللبناني الذي دعا إليه كوشنير واختتم أعماله مساء الاحد الماضي في فرنسا.
وتؤكد مصادر ديبلوماسية في باريس، ان فرنسا بدأت تحضيراتها لمرحلة ما بعد اللقاء الحواري، الذي ترغب بتثمير ما حققه من أجواء تهدئة وكسر للجليد بين القيادات وشبه اختراق جزئي، وان لم يكن في كل النقاط من حيث المضمون، انما بصورة كبيرة في الشكل.
وتأمل فرنسا بقوة، ان تؤدي مبادرتها إلى تجاوز لبنان للمرحلة الحرجة التي تتهدده. وبالتالي، فقد ادرجت على جدول أعمال كوسران خلال وجوده في لبنان أهداف أبرزها:
ـ السعي لتطوير المبادرة الفرنسية وطرح أفكار منبثقة من النقاط التي جرى التوافق حولها بين ممثلي الأفرقاء اللبنانيين في باريس، لا سيما في مسألة استئناف الحوار الوطني، وعدم اللجوء إلى العنف، والأداء السياسي تحت سقف الدستور اللبناني. وسيركز كوسران في الوقت نفسه على إيجاد قواسم مشتركة في المواضيع التي طرحت في فرنسا ولكنها لا تزال موضع خلاف داخلي، وأبرزها انتخابات رئاسة الجمهورية، وتوسيع الحكومة الحالية، وتحديد أولوية البحث فيهما.
سيقوم كوسران في بيروت بالإعداد لزيارة كوشنير في 28 تموز الحالي حيث سيلتقي القيادات اللبنانية من الصف الأول، ويضعها في صورة المواقف الفرنسية والتقييم الفرنسي لنتائج المؤتمر وسبل تفعيلها للحفاظ على لبنان كوطن له سيادته واستقلاله.
وقبيل وصول كوشنير، لا بد للسفير كوسران من لقاء القيادات، خصوصاً انه سيرفع تقريراً بنتائج لقاءاته في لبنان إلى كوشنير الذي سيستفيد منه لطرح أفكار متقدمة لتطوير مبادرته.
ان زيارة كوسران والتي ستستتبع بزيارة لكوشنير إلى بيروت ولقاءاتهما بالصف الأول من القيادات، إضافة إلى الاتصالات الإقليمية اللازمة المتوقع ان يجريها كوسران في إطار تكليفه، من الآن وحتى انتهاء زيارة كوشنير، كل هذا التحرك، تعد الخارجية الفرنسية لان يؤدي إلى وضع آلية لتنفيذ ما اتفق حوله في اللقاء، وما سيطرح للتفاهم والتوافق حوله من النقاط التي لم تحقق تقدماً جوهرياً خلال اللقاء. وهذه الآلية لا بدّ ان تحظى باتفاق الجميع، كما انه لا بد من ان تجرى اتصالات فرنسية مع إيران التي لاحظ كوشنير موقفها التسهيلي للحل، وأخرى مع سوريا لا يزال الإعداد لشكلها وتوقيتها جارٍ بصورة مكثفة، لكن استناداً إلى احترام سيادة لبنان واستقراره واستقلاله وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.
ولا تضع الديبلوماسية الفرنسية الحذر الذي تبديه بعض القيادات في لبنان لتفاصيل الحوار في خانة السلبيات، انما تنظر إليه بقدر إيجابي من شأنه المساعدة في توضيح بعض المسائل لتذليل بعض التعقيدات في إطار استكمال خلق الآلية المطلوبة لإيجاد التفاهم حول كل النقاط المطروحة لإحراز التوافق لهذه المرحلة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00