ما هي الايجابية التي تحدث عنها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعد المباحثات التي أجراها الاثنين الماضي في دمشق بشأن معالجة مسائل متصلة بالأزمة الداخلية اللبنانية، ولا سيما استئناف الحوار الوطني وضبط الحدود اللبنانية ـ السورية.
تؤكد مصادر ديبلوماسية قريبة من جامعة الدول العربية ان موسى لم يكن بإمكانه بنتيجة لقاءاته السورية، الا الكلام عن ايجابيات، في ضوء بصيص أمل وجده لدى تركيزه على الأهداف التي كلفته الجامعة السعي لتحقيقها. الا ان مباحثاته في دمشق، لا تزال في بداية الطريق، وهذه البداية سجلت وجود خلافات جدية سعودية ـ سورية، على مواضيع عدة مطروحة، ومن بينها الموضوع اللبناني.
وتشير المصادر إلى ان هذه الخلافات استؤنفت بعد أجواء التهدئة التي سادت خلال القمة العربية التي استضافتها الرياض نهاية آذار الماضي، وشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد وأجرى على هامشها لقاءات مع القيادة السعودية، أشيعت على اثرها أجواء ايجابية. لكن أجواء الخلافات الجدية بين الطرفين، ما لبثت ان عادت وخصوصاً بعد الانزعاج السعودي من الأداء السوري، في ضوء التطورات الأمنية التي حصلت في لبنان إبان إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في مجلس الأمن منتصف أيار الماضي، وما أعقبه من أحداث في مخيم نهر البارد في الشمال والتفجير الإرهابي الذي استهدف النائب وليد عيدو وابنه وآخرين.
وموضوع الأمن والاستقرار في لبنان كان من بين المواضيع التي ناقشها موسى في دمشق، فضلاً عن مسألة ضبط الحدود ومنع تهريب السلاح والمسلحين إلى لبنان، وموضوعي الحكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية.
وأفادت المصادر ان بصيص الأمل الذي وجده موسى خلال مباحثاته السورية لم يستدعِ منه زيارة لبيروت بعد دمشق، وهذه الزيارة غير واردة حتى الآن الا اذا طرأت معطيات وعناصر جديدة تحتم قيامه بها.
وأجرى موسى اتصالات بالمملكة العربية السعودية وأطلع المسؤولين فيها على أجواء زيارته لدمشق، ولا يبدو انه سيتوجه إلى ايران في وقت قريب، في ما يبدو انه تقسيم للأدوار بينه وبين المملكة في ما خص حل الموضوع اللبناني ومواضيع أخرى بالغة الحساسية عربياً.
ولا تزال المفاوضات السعودية مع ايران قائمة وبأشكال عدة حول مواضيع مختلفة ومن بينها الملف اللبناني. لكنها لم تحرز تقدماً أو نتيجة ملحوظة، في أي من الملفات التي تتناولها ومنها ما يختص بالأزمة في لبنان.
وبالتالي يهتم موسى بمعالجة الموقف على الخط السوري، بما في ذلك إيصال الرسائل السعودية، خصوصاً تلك المتعلقة بالتمني السعودي على سوريا التهدئة في لبنان، واستغراب حصول توترات أمنية تطال الأمن والاستقرار فيه، الأمر الذي أدى إلى خربطة الأمور بعد فترة التقارب التي أعقبت القمة، في حين تتولى المملكة المساعي على الخط الايراني، لمعالجة التعقيدات الايرانية، والسورية معاً.
ويقصد موسى لأيام معدودة بريطانيا في حين لم يتأكد بعد احتمال زيارته باريس بعد انتهاء اللقاء الحواري اللبناني الذي تستضيفه فرنسا بعد غد السبت.
ولفتت المصادر إلى ان هناك اتصالات غربية مع اسرائيل للوقوف على نظرتها حيال الاستحقاق الرئاسي اللبناني، خصوصاً انها تراقب بدقة تطورات هذا الملف، وانها ستعمل لعرقلة وصول اي رئيس يكون له موقف رافض لنزع سلاح "حزب الله".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.