8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

اتجاه تصعيدي يبدأ بزيادة العقوبات وصولاً إلى الخيار العسكري

على الرغم من أن لبنان لم يكن بنداً رئيسياً على جدول أعمال القمة الأميركية ـ الروسية التي انعقدت الاثنين الماضي، إلا أن مصادر ديبلوماسية بارزة في العاصمة الروسية سجلت وجود توافق متجدّد في وجهات النظر بين الطرفين حول المسائل اللبنانية المطروحة ولا سيما دعم المنحى الحواري واستئنافه، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ودعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وتوسيعها، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالوضع اللبناني.
غير أن المصادر لا تستبعد أيّ تأثير لسبل المعالجة الأميركية والدولية للملف النووي الإيراني على الملف اللبناني، بسبب النفوذ الإيراني من خلال حلفاء طهران في لبنان، فالملف الإيراني كان حاضراً بقوة في القمة، وطلبت الولايات المتحدة من روسيا الاتحادية دعم أي موقف يمكن أن تتخذه في إطار تصعيد العقوبات على طهران في مجلس الأمن الدولي، إذ إن الأجواء والمعطيات الدولية تؤشر الى نية تصعيدية لدى واشنطن حيال إيران إذا لم تسفر الفرصة الحوارية التي أتاحتها لإيران وسوريا والتي لن تتعدى الستة أشهر وتنتهي في أيلول المقبل، عن نتيجة لحل الخلاف على برنامج إيران النووي سلمياً. أما بالنسبة الى سوريا، فإن أمامها تحقيق المطالب الدولية منها في لبنان والعراق وفلسطين.
وقبيل تحديد واشنطن لاتجاهات الحسم العسكري التي تشير التوقعات الى أنه سيتم قبل شهر شباط المقبل، فإن أفكاراً أميركية بدأت تعدّ لتقديم مشروع قرار لرفع مستوى العقوبات على إيران بداية الخريف المقبل، وقد حصلت واشنطن من روسيا على موقف غير معرقل لصدور هذا القرار عن مجلس الأمن، إذ لن تستعمل حق النقض "اليتو" لإسقاطه، مع أنها ستعمد الى تلطيف القرار والتخفيف من مستوى العقوبات أو عناصرها. وكل ذلك، إذا لم تحقق المبادرات الأوروبية والفرنسية حول الملف الإيراني أي تقدم جوهري وإيجابي، مع العلم بأن واشنطن لا تقيم حواراً مباشراً مع إيران حول هذا الموضوع، إنما تتولى هذه المهمة فرنسا والاتحاد الروسي ودول خليجية وعربية محورية كالسعودية ودولة الإمارات ومصر.
وفي هذا السياق، ترى أوساط ديبلوماسية غربية أن واشنطن التي تسعى لتحقيق انتصار خلال السنة الأخيرة من ولاية الرئيس جورج بوش، لن تترك جانباً المسائل التي تعوق تنفيذ القرارات الدولية في المنطقة ولبنان. من هنا تنعكس تداعيات إعطاء الفرصة للحوار الإقليمي على الموضوع اللبناني الذي يواجه صعوبات حقيقية خلال هذه المرحلة، بتحقيق تقدم جوهري في تسوية وضعه الذي لن يكون محسوماً إلا على وقع تطورات الموضوع الأميركي ـ الإيراني. وبالتالي، إن المبادرات الفرنسية والعربية والجهود المبذولة لتحييد لبنان عن استمرار اللاحسم الدولي ـ الإقليمي قبل الخريف المقبل، تهدف الى تعزيز فرص الحوار الداخلي وتمرير الاستحقاق الرئاسي بأقل الخسائر الممكنة سياسياً وأمنياً من دون نقض ما تحقق على المستوى السيادي والاستقلالي.
ولا تستبعد المصادر أن تتخذ الإدارة الأميركية قراراً كبيراً في الخريف المقبل بتوجيه ضربات عسكرية قبل شباط 2008، ليس الى إيران فحسب، بل قد تستهدف سوريا أيضاً. ذلك أن قرارا في هذا الإطار، هدفه بلوغ استراتيجية ترمي الى:
ـ إضعاف إيران والعودة بها 50 عاماً الى الوراء، على أن يتم ذلك بمباركة أطلسية ـ روسية، لكن ذلك يطرح علامات استفهام حول الموقف السوري إذا طال أمد هذه الضربة أكثر من 100 ساعة. وكذلك حول مواقف حلفاء إيران في الشرق الأوسط ولبنان، وحول ما إذا كانت إيران ستبقى قادرة على استئناف العمل ببرنامجها النووي بعد ذلك، وتحت أي شروط وصيغة.
ـ إزالة التحالف الإيراني ـ السوري، فبحسب المصادر إن الإدارة الاميركية تعتقد أن توجيه ضربة الى سوريا سيبعد إيران عن حلفائها ويقطع خط التواصل والإمداد السوري معهم، مع ما قد يطال هؤلاء الحلفاء في مجال التصعيد الشامل.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00