تجرى مشاورات عربية على أعلى مستوى لتحديد موعد لاجتماع استثنائي لجامعة الدولة العربية في اطار متابعتها الدائمة للازمة اللبنانية والموضوع الفلسطيني كما حدد ذلك الاجتماع الأخير الطارئ للجامعة قبل نحو أسبوعين.
وأفادت مصادر ديبلوماسية عربية بارزة أن هناك اتجاهاً عربياً لعقد الاجتماع منتصف شهر تموز المقبل، وهذا ما اقترحته تونس الرئيسة الحالية للمجلس الوزاري العربي، وتجري مشاورات في شأنه مع المملكة العربية السعودية الرئيسة الحالية للقمة العربية.
وأوضحت المصادر ان تحديد منتصف تموز له مدلولاته، إذ إنها تتوقع ان يكون هذا الشهر حاسماً بالنسبة لاتجاه الملف اللبناني، اما نحو الحلحلة نتيجة المساعي المتعددة الدولية والعربية لبلورة حل ما، قبل حوالي الشهر ونصف الشهر على موعد الاستحقاق الرئاسي اللبناني، أو التصعيد السياسي والأمني، اذا لم تحقق المبادرات والمساعي حلولاً واضحة.
وتبعاً للمعطيات، فإن الاجتماع الوزاري سيتحدد موعده في ظل عنصرين أساسيين، الأول: تقرير الأمين العام للجامعة عمرو موسى حول مهمته لحل الأزمة كما كلفته بها الجامعة والوفد العربي. وهذا التقرير المتصل بزيارته لبيروت قد انجز، وتسلمته الرئاسة السعودية للقمة خلال وجود موسى في باريس، حيث صودف وجود وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في اطار الزيارة الرسمية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الى العاصمة الفرنسية. الا ان الاتصالات العربية والاقليمية التي يفترض ان يُستكمل التقرير بها من خلال الزيارتين المرتقبتين لموسى الى كل من طهران ودمشق، وحتى ان ينجزا قبل اجتماع الجامعة، وهو ما يتم التشاور السعودي ـ الايراني، والسعودي ـ الفرنسي، والفرنسي ـ الايراني، في شأنهما، وقد شكلت باريس خلال الأيام الأخيرة محطة لافتة في الاتصالات والمشاورات الدولية والعربية، حول الحل في لبنان، والتنسيق مع الولايات المتحدة، من خلال وجود وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس فيها. والتوجه العربي هو، لاستكمال موسى الاتصالات التي كلفته إياها الجامعة، لتكوين صورة أكثر وضوحاً في تقريره الذي ستناقشه الجامعة، وأشارت المصادر الى ان المبادرة الفرنسية لجمع القيادات اللبنانية، ارجأت اللقاء المزمع عقده الى منتصف تموز بسبب المبادرة العربية.
أما العنصر الثاني في تحديد الاجتماع، هو تأجيل الاجتماع الثاني للجنة العربية الخاصة المبادرة العربية للسلام، الذي كان مقرراً أمس وأول من أمس، والاتجاه عربياً نحو حصول تقييم عربي على مستوى الجامعة، لكافة الاتصالات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع المجتمع الدولي لشرح المبادرة، لا سيما لقاءات نيويورك وبروكسل، واسلام اباد، وانتظار نتائج الاتصالات مع الرباعية الدولية، وهي التي طلبت من اللجنة العربية للمبادرة ارجاء اجتماعها لمزيد من المشاورات. الا ان اللجنة قد لا تجتمع قبل التئام مجلس الجامعة، وهناك تفضيل عربي، لأن تكون الجامعة على اطلاع وافٍ على تحركاتها قبل المضي بها في خطوات أخرى.
وأوضحت المصادر، ان الرئاسة السعودية للقمة باتت مطلعة على تفاصيل الموقف في لبنان من خلال تقرير موسى، ما يفسر موقف القيادة السعودية الأخير حول لبنان ومن الأردن، خلال زيارة الملك عبدالله لعمان، في ختام جولة أوروبية له. وهناك توافق في وجهات النظر الأميركية والفرنسية والسعودية، حول أولوية انتاج حل في لبنان خلال تموز المقبل، والسعي لتجنب نزاعات سياسية واسعة النطاق تؤثر في استقرار المنطقة انطلاقاً من لبنان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.