يلقي استهداف قوة "اليونيفيل" بالتفجير الإرهابي مساء أول من أمس بظلاله على مجمل اللقاءات التي يعقدها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في باريس، وهي ستكون متميزة بشموليتها، بحيث لن تقتصر فقط على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس حكومته ووزير الخارجية، بل أيضاً سيلتقي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الموجودين في العاصمة الفرنسية.
وأفادت مصادر ديبلوماسية غربية بارزة أن السنيورة سيسمع تأكيدات دولية ـ أميركية ـ فرنسية للإصرار على تنفيذ القرار 1701 واستكمال "اليونفيل" لمهمتها، وأن أي حادث تتعرض له لن يثنيها عن إكمال الدور الذي كلّفها به القرار. كذلك ان ردة الفعل في مجلس الأمن على التقرير الدوري للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول مجريات تنفيذ القرار 1701، والذي سيحيله اليوم أو غداً الى المجلس، ستكون واضحة وستتضمن إدانة لكل الأعمال الإرهابية والإجرامية.
وسيستمع المسؤولون الفرنسيون والأميركيون من الرئيس السنيورة الى موقفه بالنسبة الى التحديات التي يواجهها لبنان، لا سيما على المستوى الداخلي ومن حيث التطورات الأمنية والدعم الدولي لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحماية أمنها واستقرارها وعدم إخضاعه لأي مساومات، على الرغم من المرحلة الحالية التي تحكمها المحاولات لتجميع الأوراق الاقليمية. ويقتضي لذلك الحفاظ على الإنجازات السيادية في المنحى الاستقلالي الذي تحقّق.
وستتناول المحادثات الأميركية والفرنسية مع السنيورة، استناداً الى المصادر، تسريع إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهناك توجه دولي سيبلغ إلى لبنان، بأنه كلما تم تسريع انشاءها كلما اتجه الوضع اللبناني الى التوقف عن التعرض لأعمال الإرهاب والعنف، وبالتالي هناك حاجة ماسة الى إنهاء مرحلة تشكيلها والانطلاق بعملها.
وستتناول المباحثات أيضاً، الاستحقاق الرئاسي اللبناني وضرورة العمل على إجرائه في موعده وعدم اللجوء الى عراقيل وفذلكات دستورية تضفي واقعاً جديداً من الشرذمة. ويسعى المسؤولون الأميركيون في هذا الصدد الى إيجاد توافق مسيحي على شخص الرئيس المقبل، تمهيداً لتوفير تفاهم لبناني شامل حوله.
وفي هذا الإطار، سيناقش الجانبان الأميركي والفرنسي مع الرئيس السنيورة موقف الحكومة اللبنانية مما آلت اليه المبادرة العربية الأخيرة بهدف التعرف الى استعدادات الحكومة. وتؤدي باريس دوراً خصوصاً على مستوى الاتصالات مع السعودية وإيران. وسيعيد الجانبان تأكيد دعمهما المطلق للحكومة وعدم التهاون مع كل ما يمسّ الأمن والاستقرار في لبنان، كما سيتم التطرق الى معرفة موقف الحكومة من المبادرة الفرنسية لجمع القادة اللبنانيين منتصف تموز المقبل في باريس. ولا ترى الإدارة الأميركية مانعاً في مرحلة انشغالها بالعراق وبالتحضير للانتخابات الرئاسية، من أن تقوم فرنسا بدور محوري في ظل رئاسة ساركوزي القريب جداً منها، والذي انتهت بلاده من استحقاقاتها الرئاسية والانتخابية. لكن بالنسبة الى واشنطن فإن هناك مرحلة من إعداد لخطّة محددة ستتبلور في غضو أشهر ثلاثة، لكن قبل ذلك لا يجدر اتخاذ مواقف تحوي تنازلات سيادية، في الوقت الذي أعدت الإدارة تقييماً للأشهر الثلاثة الماضية من الانفتاح على منحى الحوار مع إيران أو مع سوريا، وتبين أن مردوده سجل تصعيداً أكبر من هاتين الدولتين، ومزيداً من التطرف في مواقفهما وعدم تسجيل نقاط ربح في مواقع ما لدى حلفاء الولايات المتحدة.
لذلك، تفيد المصادر، أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستنتهي الى تطور ما في تعامل واشنطن إن بالنسبة الى إيران أو سوريا، وستكون الأولوية موجهة لإيران من دون إسقاط انعكاسات ذلك على المستوى السوري.
وأوضحت المصادر أن مباحثات الرئيس السنيورة ستركز أيضاً على الوضعية الدفاعية للجيش اللبناني، في إطار مكافحته للعمليات الإرهابية المتنقلة وحمايته للأمن والسلم. وستستكمل الولايات المتحدة تسليم مساعداتها التقنية للجيش وفقاً للبرنامج المتفق عليه والذي يبلغ مجموعه 300 مليون دولار أميركي، في حين أن المساعدات الأميركية للبنان ازدادت عملياً وخصصت لشتى المجالات وتجاوزت قيمتها مجتمعة المليار دولار.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.