8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

موسى يسعى لتحقيق اختراق انطلاقاً من الاستحقاق الرئاسي ومهّمته الاقليمية تحتاج الى جهود وزراء الخارجية المحوريين

أفادت مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، ان مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على رأس وفد عربي بدأت استطلاعية في يومها الأول لتحقيق الأهداف التي حدّدها الاجتماع الطارئ للجامعة حول الموضوع اللبناني، لكنها بعد ذلك، انطلقت في اطار التعرف الى الامكانات لدى كافة الأفرقاء على الساحة للخروج من الأزمة الحالية من أجل العودة الى الحوار الوطني والعمل لمنع زعزعة الأمن والاستقرار ووقف مسلسل الاغتيالات السياسية والتفجيرات الأمنية، وضبط الحدود اللبنانية ـ السورية.
ويأمل موسى في ان يحقق اختراقاً في الأفق المسدود للأزمة، وهو يعي خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان، انما في الوقت نفسه لا يستبعد على الاطلاق وجود امكان للتقارب في المواقف لتحقيق التوافق، واحباط محاولات التصعيد الذي قد يصل الى تشكيل حكومة أخرى وتوتير اضافي للأمن، ما يزيد مناخ الانقسام.
وقد وضع موسى خطة عمل لتحركه وهو صاحب فكرة تكليف وفد عربي للسعي للحل في لبنان، ولديه من الحماسة لاستكمال كافة لقاءاته اليوم وغداً على الأرجح، وإعطاء الفرصة كاملة أمام تحركه لإحداث الاختراق الذي يرغب في تحقيقه، وأبلغ قبل مجيئه الى لبنان، أكثر من طرف عربي فاعل، انه لن يأتي لأجل لا شيء انما لإحراز تقدم ما، وان خطوته لن تكون في المجهول.
ولذلك، تشير المصادر، الى ان الموضوع الأبرز الذي يحاول موسى احداث اختراق حياله، وفقاً للخطة التي رسمها، هو موضوع رئاسة الجمهورية. اذ ان أنظار كافة الأفرقاء تتجه الى هذا الاستحقاق، خصوصاً أن أي حكومة أخرى محوطة بالعديد من علامات الاستفهام حول أهدافها وبيانها الوزاري، وقابلية رئيس الجمهورية اميل لحود لأن يوقع على توسيع هذه الحكومة مع عضوية الوزراء الذي هو غير راض عنهم من مفهومه الخاص، وأيضاً من حيث مدتها الزمنية لثلاثة أو أربعة أشهر، وأهمية ذلك.
والخطة التي رسمها موسى لتحركه تعتمد على نقاط قرار الجامعة، لكن الأولوية هي لطرح الموضوع الأكثر قدرة على توضيح تفاصيل المواقف تمهيداً لطرح المواضيع الأخرى.
واستناداً الى المصادر، فإن موسى يتبع آلية تحرك كان اتبعها في مبادرته السابقة التي طرحها في كانون الأول الماضي حول الأزمة اللبنانية. وهي تقضي بالعمل على "الطوابق". وقد بدأ حالياً السعي عبر الطابق اللبناني الداخلي وسط تفاؤل يبديه دوماً بالتوصل الى حل، غير انه اذا ما وجد في نهاية لقاءاته انه يدور في حلقة مفرغة وان امكانات الحل الداخلي لا تزال مسدودة الأفق، فإنه سيقرر العمل على "الطابق الثاني"، وهو الاقليمي، مع الاشارة الى ان قرار الجامعة تضمن اتصال الوفد العربي بدول اقليمية في اطار مهمته.
واذا كان موسى في تحركه على مستوى "الطابق" اللبناني يرى تأثيراً ما، الا انه قد يكون أكثر حذراً في التحرك الاقليمي، لا سيما بالنسبة الى سوريا، وكذلك بالنسبة الى ايران. من هنا فإن توصل مهمة موسى الى اقرار بأنه لا بد من اجراء مشاورات واتصالات اقليمية، فإن هذه الخطوة لن تتم الا بشكل مختلف، بحيث يتولاها وزراء خارجية دول عربية محورية، وقد تتوسع لتشمل دولا مؤثرة في دمشق وان لم تكن عربية.
لذلك، ان مسألة كيفية تعامل موسى مع الأطراف اللبنانيين والاقليميين هي أمام امتحان كبير. وهو، وإن حاول امتصاص صدمة النزاع الذي حصل داخل الاجتماع الطارئ للجامعة السبت الماضي، سيكون أيضاً في مقدوره امتصاص أي عقبات اذا ما واجهت مهمته.
ويبدو من خلال المصادر، ان مؤثرات موسى الاقليمية محدودة مقارنة مع مؤثراته اللبنانية، اذ ليست لديه اتصالات مباشرة مع ايران في الموضوع اللبناني. كما ان هناك تساؤلات حول ما اذا كانت أي مهمة له في دمشق ستواجهها العاصمة السورية بالموقف نفسه الذي سمعه منها خلال زيارته الأخيرة اليها اثناء طرح مبادرته السابقة، حين كان جوابها انه "على المملكة العربية السعودية ومصر ان يتباحثوا معنا في الموضوع اللبناني".
ويغدو موضوع الأمن والاستقرار في لبنان سلة متكاملة. وتضغط الأطراف الاقليمية باستعمال هذه الورقة، بهدف الاعتراف العربي والدولي لها بدور من الصعب التوصل اليه والقبول به، لأن الفاعلين من الدول العربية والولايات المتحدة وفرنسا، ترى أن دور الدول الاقليمية هو تنفيذ المطالب الدولية منها، واحترام سيادة لبنان واستقراره واستقلاله وعدم الرهان على ثمن لذلك. وفي هذه النقطة يترابط الطابق الاقليمي مع الآخر الدولي وتأثيرهما في مهمة موسى.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00