أكدت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان الجهد الفرنسي بالنسبة الى جمع الأفرقاء اللبنانيين في باريس نهاية حزيران الجاري، ينصب وبالتشاور مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، على تحديد سقف واضح للمبادرة والآفاق التي ستصل اليها. وقد تولى الموفد الفرنسي السفير جان كلود كوسران التباحث في شأنه مع القادة اللبنانيين. في حين ان بحث سقف المبادرة سيستكمل بجهد عربي واقليمي وستتبلور في آفاقها من خلال ثلاثة خطوط هي:
ـ التحرك السعودي في اتجاه ايران، من خلال الزيارة المرتقبة لوزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل الى طهران في وقت قريب، وهو يحمل مطلباً سعودياً من ايران بأن تقوم سوريا بتسهيل مهمة توسيع الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة. كما يحمل أيضاً مطلباً سعودياً آخر من ايران، وهو أن تمارس نفوذها في اطار العلاقات التي تربطها بسوريا لمنع تأزيم الوضع الأمني في لبنان، بحيث ان هناك تفاهماً سعودياً ـ ايرانياً من ضمن العلاقات الممتازة، وما تؤشر اليه الزيارة حول مستوى التنسيق بين البلدين على منع الفتنة، وعلى أن ليس لأي طرف منهما مصلحة في السماح بزعزعة الاستقرار والأمن في لبنان، وهذا ما كان موضع اصرار من البلدين خلال الأشهر الماضية، وسيجري التأكيد عليه مجدداً لدرء المخاطر التي تتهدد الوضع اللبناني في هذه المرحلة. ويهم ايران نجاح المبادرة الفرنسية، خصوصاً أن لديها ملف برنامجها النووي المطروح دولياً، وأهمية التعامل بإيجابية مع طروح المجتمع الدولي ما ينعكس ايجاباً بدوره على توسيع الأفق الحوارية أمامها لحلحلة سلمية لملفها.
ـ وجود مؤشرات حول اتصال متوقع وقريب، قبل موعد اللقاء اللبناني في باريس، بين فرنسا وسوريا قد يكون عبر موفد خاص أو غير معلن، لبحث التعاون السوري لمنع اي تدهور في لبنان على أبواب مرحلة الاستحقاق الرئاسي فيه، وسبل تسهيل لقاء باريس اللبناني. على ان يبقى اي حوار أو اتصال فرنسي بسوريا ضمن الشروط الدولية، لا سيما الفرنسية ـ الأميركية، حول تعاونها، أي ليس على حساب لبنان أو على حساب نقض الانجازات الدولية السيادية التي تحققت في ملفه منذ نحو عامين ونصف حتى الآن. فاذا كان الفرنسيون يعتبرون ان على سوريا ان تساهم في الحل، ويجب عدم ابعادها عن التعاون لارسائه، فإن ذلك لن يكون عن طريق تسليمها الورقة اللبنانية.
وفي هذا السياق، تؤكد المصادر، ان هناك تفاهما اميركيا ـ فرنسيا على ان تقوم فرنسا في ظل الحكم الجديد برئاسة نيكولا ساركوزي القريب من الادارة الأميركية والوثيق الصلات باسرائيل، بتجربة رعاية الورقة الحوارية اللبنانية والسير فيها الى أبعد حد وتقويم نتائجها. وبالتالي هناك تشاور مع الرياض سعياً للقيام بدورها لدى ايران لتوفير مقومات النجاح للمبادرة. وستشكل القمة الفرنسية ـ السعودية المقبلة محطة مفصلية حول الجهود لدفع المبادرة.
ـ ان تحديد سقف المبادرة لا بد ان يأخذ في الاعتبار المناخ الجديد القائم في العلاقات الدولية ـ الاقليمية لكن على قاعدة الثوابت التي أرستها الشرعية الدولية، وإن تم اللجوء الى اختبار التوجه الحواري. كما انه سيأخذ في الاعتبار، وفي اطار المناخ نفسه، المبادرة العربية للسلام المطروحة من جديد في المنطقة، والمساعي التي تقوم بها جامعة الدول العربية والقادة العرب البارزين لاعادة تفعيلها على أساس انها السبيل الوحيد لحل النزاع العربي ـ الاسرائيلي وإقامة السلام، بحيث ان أي توجه لاعطاء سوريا دور في السلام في المنطقة يبقى أساسياً في مجال الحوار معها، من دون ان يكون هناك توقعا بحصول مساومات حول الملف اللبناني.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.