يشارك لبنان في المشاورات العربية القائمة تحضيراً لانعقاد الاجتماع الثاني للجنة الخاصة لمتابعة المبادرة العربية للسلام بهدف دراسة ما توصلت إليه، في تحركاتها الدولية لشرح المبادرة، وإعادة التأكيد على انها الخطة العربية الوحيدة لإنهاء النزاع العربي ـ الاسرائيلي وإقامة السلام مقابل الأرض.
وأكدت مصادر ديبلوماسية عربية، أن لبنان أبلغ توافقاً عربياً على عقد الاجتماع الثاني للجنة في 26 و27 حزيران الجاري في شرم الشيخ في مصر. ويرتقب ان يتم على هامش أعماله تقويم للتطورات اللبنانية وللمساعي العربية المبذولة لتحقيق الاستقرار في لبنان في ضوء الدعم العربي الكامل للحكومة وللجيش لإنهاء أي وضع يزعزع الأمن في البلاد. وتركز اللجنة في أعمالها على تقويم نتائج تحركها الدولي، وسبل استكماله بناء على المعطيات التي استجمعتها من كافة الأطراف الدوليين. وسترفع بنتيجة الاجتماع تقريراً إلى الرئاسة السعودية للقمة العربية.
وأوضحت المصادر انه سيتخلل موعد الاجتماع لقاءان بارزان. الأول في 26 الجاري بين وزيري خارجية كل من مصر والأردن من جهة، ومسؤول اسرائيلي لم تحدد تسميته بعد، من جهة ثانية، لاستكمال البحث العربي، ومن قبل الدول الأعضاء في اللجنة التي لديها علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل، بتطبيق المبادرة، والاستعدادات الاسرائيلية لتقديم خطوات في السلام، ووضع حد لسنوات من التراجع والاستمرار في تفضيل السعي لترتيب أمن اسرائيل، بدلاً من البحث السياسي الذي يؤدي إلى السلام والأمن معاً.
أما اللقاء الثاني، فسيعقد في 27 حزيران وهو سيجمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة المبادرة وهي 12 دولة والأمين العام للجامعة عمرو موسى، مع الرباعية الدولية المعنية بالسلام في المنطقة، وهي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية، والاجتماع سيشكل فرصة أمام العرب للاجتماع مجدداً بكافة الأطراف الدوليين الأكثر فاعلية، والطلب إليهم لعب دور في وضع آلية لإطلاق مؤتمر دولي على غرار مؤتمر مدريد للسلام في 1990، بغية تفعيل عملية السلام في المنطقة من خلال المبادرة العربية، وايجاد الوسائل التسهيلية لتحقيق ذلك.
ويقوم لبنان بدراسة الورقة التي سيقدمها إلى الاجتماع، وكذلك تفعل كل دولة عضو في اللجنة ولا سيما السعودية الرئيسة الحالية للقمة، ومصر الدولة المضيفة للاجتماع، على أن يجري في اللقاء جوجلة لكافة المساعي والأفكار التي يمكن طرحها بناء على التحرك الذي قامت به اللجنة منذ 18 نيسان الماضي، عندما اجتمعت للمرة الأولى وأطلقت آلية تحركها الدولي لشرح المبادرة. ويشار إلى ان اللجنة كانت أجرت لقاءات واتصالات مع "الرباعية الدولية" على هامش مؤتمر شرم الشيخ الدولي حول العراق مطلع أيار الماضي، ومع الأمم المتحدة في نيويورك، ومع الاتحاد الأوروبي من خلال لقاءات بروكسل على هامش أعمال اجتماع وزراء خارجيته الأخير.
وتفيد المصادر انه لا يمكن التقليل من أهمية الصعوبات التي تواجه المسعى العربي والدولي بالنسبة إلى استئناف محادثات السلام مع اسرائيل، في ظل الضعف الذي تواجهه الحكومة الاسرائيلية، واستبعاد أي طرف دولي ان تقوم اسرائيل بتقديم خطوات في السلام في ظل هذا الضعف، على اعتبار ان الحكومات القوية في اسرائيل هي التي كانت عادة تقبل بالسير بطروحات السلام مع العرب. ورغم ذلك، كان مسار السلام بالنسبة لاسرائيل صعب التقدم بسبب، اما عدم الرغبة في السلام أو عدم القدرة على تحقيقه لأسباب داخلية. وحتى الآن تبقى الصعوبات قائمة في اسرائيل ما يعكس ضرورة بذل جهود دولية لجعل مواقفها أكثر جدية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.