8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لا طرح أميركياً لتطوّرات لبنان مع دمشق منعاً لتحويلها ورقة

في خضمّ التطوّرات اللبنانية لاسيما على المستوى الأمني، أكدت مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، ان هناك عاملين اثنين سيكون لهما التأثير الإيجابي في مساعدة لبنان على تخطي الصعوبات التي يمرّ بها، وهما: "بدايات" الحوار الأميركي ـ الإيراني وإحدى حلقاته اجتماعات بغداد اول من أمس، ثم المسعى الروسي الذي يمكنه التأثير في موقف سوريا حيال موضوع الاستقرار والأمن في لبنان، بحيث يمكن لموسكو ان تؤدي دوراً في التأكيد على ان مواقف دمشق المعلنة من "فتح الإسلام" والإرهاب، ستكون حقيقة واقعة، ولن تكون مغايرة في باطنها.
وأفادت المصادر بأن تحركاً قد تجدّد بعيداً عن الأضواء، على خط المباحثات السعودية ـ الإيرانية، حول الوضع اللبناني. وقد أفضت هذه المباحثات إلى التفاهم على نقاط مشتركة وثوابت أساسية في مواقف البلدين حيال لبنان، في مقدمها اثنان: الأول رفض البلدين ان يكون لبنان مسرحاً للإرهاب، وهو رفض مطلق وبالكامل، وثانياً: إعادة التأكيد ان لا صدام سنياً ـ شيعياً وعدم السماح بأي عمل يؤدي إلى فتنة من هذا النوع.
وأوضحت المصادر ان التحركات السعودية ـ الإيرانية، يضاف إليها الالتفاف الداخلي السياسي والشعبي حول الجيش اللبناني ودعمه، ثم الدعم الدولي لهذا الجيش الذي هو عماد البلاد، ساهمت في تعزيز الثقة بالأمن اللبناني، وأكدت ان هناك ارتياحاً دولياً كبيراً لأداء هذا الجيش والحكمة في معالجته لموضوع "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد. وتوقعت المصادر تزايد المواقف الداخلية الداعمة له، انما مع تزايد القلق الشامل، بالنسبة إلى خطورة المرحلة الراهنة منذ الآن وحتى موعد الانتخابات الرئاسية، يغدو دور الجيش مفصلياً، وان لا خلاص إلا بدعمه، في حين ان ليس في قدرة الساحة اللبنانية ان تنتظر فترات زمنية طويلة لإنعكاس أي حلحلة دولية ـ إقليمية عليها، ويلزمها تحرك سريع ينأى بلبنان عن الأخطار. من هنا الدعم الدولي الكامل لدور الجيش وقيامه بصلاحياته حتى النهاية.
وأشارت إلى ان الساعات القليلة المقبلة، تفصل الوضع اللبناني عن محطتين حاسمتين، ستتبلور نتائجهما لاحقاً في مسار الأمور، ويأتي تزامنهما منتصف هذا الأسبوع ليؤشر إلى مدى انتصار محاولات التهدئة وإزالة الفتنة، على المحاولات الاخرى لتفشي احداث نهر البارد في أكثر من منطقة وتعميمها على كل الأراضي اللبنانية. الأولى: صدور قرار مجلس الأمن المنتظر حول قيام المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اليوم الاربعاء، والثانية: اتضاح صورة الموقف نتيجة المساعي والاتصالات لحل مشكلة "فتح الإسلام".
وأكدت المصادر ان المشهد اللبناني يسير في موازاة المشهد الدولي ـ الإقليمي، فهناك فرصة معطاة لإيران وسوريا حتى شهر أيلول المقبل لتقديم إيجابيات عبر الحوار القائم بينهما وبين الولايات المتحدة الأميركية حول العراق. وقد نأت الإدارة الأميركية بالملف اللبناني بالرغم من كل تطوّراته الأمنية، والخلفيات شبه المؤكدة لهذه التطوّرات، عن طرحها مع القيادة السورية، بغية الاستمرار في عدم تعريض الموضوع اللبناني، لان يوضع على أي جدول أعمال دولي ـ إقليمي. ولا تزال الإدارة الأميركية تقف عند ثوابتها في الحصول على تقدم في المواقف السورية والإيرانية عبر الحوار ومن دون مقايضة، لكن حتى الآن، لا يمكن القول ان ما يحصل هو حوار بينهما، بل بداية حوار، وإذا ما نجح سيستتبع بخطوات اخرى، وأي تطوّر يتوقف على مدى نجاح هذه البداية، التي ستخضع لتقويم من الإدارة في أيلول المقبل لتحديد الخطوات اللاحقة.
وفي موازاة اجتماع بغداد اول من أمس بين الولايات المتحدة وإيران، أطلقت الأخيرة مواقف متصلة بدعمها الاستقرار في لبنان وقدرتها على المساعدة لتحقيق ذلك. لكن المصادر اشارت إلى ان حل الأزمة الأميركية ـ الإيرانية عبر إعادة بناء جسور الحوار لن يكون امراً سهلاً، انما يلزمه الكثير من التفاهمات والإعداد الجيد والتأكد من الاستعدادات الحقيقية. كما ان الخلاف الأميركي ـ الإيراني يعود إلى 29 عاماً، وهو تاريخي لم تقم إدارة الرئيس جورج بوش بإحداث خروق لمساره، بدليل ان موضوع البرنامج النووي في إيران بدأ طرحه أميركياً في العام 2003.
لكن واشنطن تعتقد انه إذا كان من لاعب أساسي في المنطقة مناوئ للسياسة الأميركية فهو إيران، وليس سوريا، التي ليس لديها الكثير لتقدمه، استناداً إلى المصادر، ما يفسر ازدياد المحاولات السورية الحثيثة لبدء حوار مع واشنطن وبسرعة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00