8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

متري يمثل لبنان ويحمل أفكاراً حول مهمته

يجتمع اليوم في بروكسل وفد من وزراء الخارجية العرب يمثل اللجنة الخاصة لمتابعة المبادرة العربية للسلام، مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعين على مدى يومين حتى غدٍ الثلاثاء في مؤتمر دوري لهم، يشارك فيه 27 وزير خارجية أوروبي يمثلون كافة الدول الأعضاء في الاتحاد.
ويهدف اللقاء إلى شرح المبادرة العربية وطلب دعمها وإيجاد الوسائل التسهيلية لتطبيقها. ويعوّل الوفد العربي، بحسب مصادره، على اللقاء، ويأمل ان يلقى من الأوروبيين آذاناً صاغية تمهد لقيام دور أوروبي يساعد في التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط، عبر تحقيق المبادرة العربية التي أعادت قمة الرياض في نهاية آذار الماضي إقرار تفعيلها من جديد على أساس انها الحل العربي للنزاع مع إسرائيل.
وسيكون الدور اللبناني فاعلاً في مهمة الوفد العربي، وسيتمثل لبنان بوزير الخارجية والمغتربين بالوكالة طارق متري الذي يحمل أفكاراً تتناول أسلوب شرح المبادرة أمام الأوروبيين، وسيجري التنسيق في شأنها مع كافة أعضاء الوفد الذي يضم وزير خارجية المملكة العربية السعودية الرئيسة الحالية للقمة العربية، الأمير سعود الفيصل، ووزراء خارجية، مصر والأردن وقطر وسوريا، والأمين العام للجامعة عمرو موسى.
وتضم لجنة المبادرة 12 دولة عربية اضافة إلى الأمين العام للجامعة، وتتشكل الوفود فيها لشرح المبادرة دولياً بناء على اتصالات بين القادة العرب في حينه، وعلى الحماسة التي تبديها أي دولة في ان يكون وزير خارجيتها في عداد الوفد.
وأوضحت المصادر ان اللجنة تنتظر حالياً تحديد موعد لها مع وزير الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في واشنطن، سيعلن خلال الأيام المقبلة، مع العلم ان رايس التقت على هامش أعمال مؤتمر شرم الشيخ حول العراق العديد من وزراء الخارجية العرب وناقشت معهم المبادرة العربية للسلام.
ومن الضروري ان تنهي اللجنة اتصالاتها الدولية قبل نهاية شهر أيار الجاري، نظراً لانها ستجتمع مرة اخرى في حزيران لتقويم نتائج تحركها الدولي وآفاقه، وسبل استكماله وأوجه ذلك.
والقصد من مباحثات الوفد الوزاري العربي مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل هو الاجتماع بهم جميعاً، ليشكل انعقاد مؤتمرهم مناسبة بالغة الأهمية أمامهم من شأنها تسهيل مهمتهم. لذلك تتناول المباحثات جملة معطيات أبرزها:
ـ التعبير أمام جميع هؤلاء الوزراء، ان العرب لديهم موقفاً موحداً هو إرادة السلام، وان المبادرة العربية هي فرصة لحل النزاع العربي ـ الإسرائيلي، وهي مبنية على مبدأ الأرض مقابل السلام، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 حول ذلك. وسيشرح الوزراء العرب تفاصيل هذه المبادرة التي ستؤدي في حال استعاد العرب الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1967 إلى سلام شامل معها وتطبيع للعلاقات.
ـ سيؤكد العرب على الدور الأوروبي لحمل إسرائيل على القبول بالمبادرة، وعلى الأخذ في الاعتبار ان الاعتدال العربي يجب ان يُعطي فرصة للاستماع إليه، وإلا فإن لا أحد يمكنه الوقوف في وجه التطرف والتطرف المضاد، والذي لا يؤدي في النهاية إلى السلام.
ـ ان هدف التحرك العربي بعد شرح المبادرة على المستوى الأوروبي والدولي، إيجاد إطار لدفع المبادرة إلى التنفيذ. ومن المفيد، ان يحصل ذلك عبر انعقاد مؤتمر دولي على غرار مؤتمر مدريد للسلام الذي انعقد في 1990 واطلق عملية السلام في الشرق الأوسط ومفاوضات على المسارات اللبنانية والسورية والفلسطينية والأردنية مع إسرائيل. وحتى 1993 كان الفلسطينيين والأردنيون ينجزون اتفاقاتهم، واستمرت المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري، مع إسرائيل، إلى ان توقفت في 1996. ومن المهم لدى العرب السعي لخلق آلية للتوصل إلى عقد مثل هذا المؤتمر الدولي، بغية إعادة تأكيد الثوابت العربية من جديد عبره، والتي تشكل المبادرة العربية الحجر الأساس فيها.
ـ ان العرب يدركون جيداً التطورات الداخلية في إسرائيل، لكن اللقاء الذي جمع وفد لجنة المبادرة المكلف شرحها لإسرائيل، والمؤلف من وزيري خارجية مصر والأردن كون بلديهما على علاقات ديبلوماسية معها، مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في القاهرة، كان بمثابة العنصر الجديد في التحرك العربي، الذي يؤمل من إسرائيل التجاوب معه بالفعل وعدم اقتصار التجاوب على اطلاق ليفني مواقف إيجابية قد تكون عائدة إلى إبداء مرونة تساعد في تعزيز شعبيتها داخل حزب "كاديما" ما يوهلها لخلافة ايهود أولمرت في رئاسة الوزراء مستقبلاً. لكن العرب يبذلون أقصى جهدهم توصلاً إلى تحقيق المبادرة، والبقاء وراء المطالبة بحقهم، ويأملون من المجتمع الدولي وإسرائيل الأخذ بمبادرتهم.
ـ بحلول السنة المقبلة 2008، يكون قد مرّ على انطلاق النزاع العربي ـ الإسرائيلي في 1948 ستون سنة، وهي فترة زمنية غير عادية. لذا فإن العرب الذين قاموا بالمبادرة يرغبون في الحل السلمي لهذا النزاع بعيداً عن الحلول الاخرى العنفية أو العسكرية. كما يرغبون في ان يكون الحل واقعياً لا ان يبقى في إطار الكلام، نتيجة الأفكار التوراتية العائدة إلى العهد القديم لليهود في إسرائيل والتي تدفع في اتجاه التردد لإقامة السلام مع العرب، على الرغم من انه في الأعماق الإسرائيلية هناك تفكير بضرورة حل هذا النزاع الذي وجد منذ نحو 60 عاماً، وثمة نقاش إسرائيلي داخلي غير معلن حول السلام. ومن المفيد بالنسبة إلى العرب ان يتلازم ذلك مع الدفع الجديد الذي ستخلقه المبادرة، لكن بمساعدة المجتمع الدولي.
ويذكر ان الأمين العام للجامعة كان أجرى لقاءات الأسبوع الماضي في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومسؤولين في المنظمة، ومعه وفد من مندوبي الدول العربية لدى المنظمة الدولية لشرح المبادرة، وذلك في إطار مفاعيل اجتماع لجنتها في 18 نيسان الماضي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00