8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مشاورات لبنانية ـ عربية حول القرارات:

كثّفت الحكومة اللبنانية مشاوراتها الديبلوماسية العربية، في شأن ما يمكن أن يخرج به اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بمبادرة السلام العربية، التي قررت قمة الرياض تفعيلها والتمسك بها كحل عربي للنزاع العربي ـ الإسرائيلي. وسينعقد الاجتماع غداً الأربعاء في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة بمشاركة وزير خارجية 12 دولة عربية، والأمين العام للجامعة عمرو موسى.
وتتركز المشاورات اللبنانية ـ العربية على المشاريع المطروحة لإعداد آلية محددة، لتفعيل المبادرة شكلاً ومضموناً. وأفادت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن أحد أبرز هذه المشاريع يقضي بتشكيل لجان وزارية تتولى عقد لقاءات مع المجتمع الدولي لشرح المبادرة والسعي للتوصل الى تفاهمات مع الدول لإيجاد الإطار المناسب لبحثها مع إسرائيل بغية الالتزام بتحقيق عناصرها، والتي تقع في إطار الأرض مقابل السلام وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.
وأوضحت المصادر أن تشكيل اللجان الوزارية العربية يأخذ في الاعتبار طريقة الاتصال بإسرائيل مباشرة أو غير مباشرة، وبالتالي، فإن إحدى اللجان ستكون مولجة بالاتصال المباشر بإسرائيل وعقد لقاءات مع المسؤولين فيها. وستشكل من وزراء خارجية الدول العربية التي لديها علاقات ديبلوماسية بالدولة العبرية أي من مصر والأردن، بالإضافة الى فلسطين. وستعقد هذه اللجنة أيضاً اجتماعات مع الجانب الفلسطيني، بغية إعادة إطلاق مسار السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لإرساء الحل النهائي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. كما يمكن لهذه اللجنة في العديد من المحطات، أن تلعب دور الوسيط بين اللجنة وإسرائيل لتحريك الأفكار الملائمة من جانب الدول العربية، وتسويقها.
أما اللجان الأخرى، فسيأخذ تشكيلها بالاعتبار أن الوزراء فيها سيمثلون دولاً عربية تقاطع إسرائيل. وهذه اللجان ستركز في جهودها لتفعيل المبادرة، على التحرك مباشرة في اتجاه الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والدول الأعضاء في المجلس، خصوصاً الخمس الدائمة العضوية، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا الاتحادية والصين، ثم الرباعية الدولية التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وروسيا.
وأكدت المصادر أن هدف تفعيل المبادرة هو رسالة عربية واضحة، بأن ما انتجته قمة الرياض من حما عربية، للسلام سيوضع أمام الامتحان الدولي والمسؤولية الدولية، في مدى الدور الذي ستتم تأديته للمساعدة في إحراز السلام، والضغط على إسرائيل لتقديم خطوات جوهرية في هذه المسيرة.
وستطرح أعمال اللجنة تساؤلات على وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بالنسبة إلى العرض السوري للسلام مع إسرائيل والذي كان عبّر عنه رجل الأعمال الأميركي من أصل سوري ابراهيم سليمان، ومبررات الحماسة السورية لهذه الخطوة بعد نحو أسبوعين على اتخاذ قرار القمة بتفعيل المبادرة، لكي يكون السلام مع إسرائيل شاملاً لكل مسارات التفاوض اللبناني والسوري والفلسطيني على السواء.
وإذا كان الرئيس الأميركي جورج بوش، يحاول قبل نهاية عهده، دفع الاعتدال العربي إلى إطلاق محاولاته للسلام خصوصاً للفلسطينيين، فإن هناك أكثر من علامة استفهام تتناول مسائل عدة حول إتمام السلام، وتتكامل مع الرغبة والحماس العربيين لتحقيق ذلك. وهذه المسائل هي:
ـ استعدادات الولايات المتحدة، ومدى قدرتها الضغط على إسرائيل للتوصل إلى السلام.
ـ الاستعدادات الإسرائيلية للسلام، وتبدو ضعيفة، فإسرائيل برغم التصريحات من المستبعد ان تقبل بإقامة مفاوضات لإنهاء احتلالها الجولان السوري. وبالنسبة إلى لبنان، فهي تريد ان تُبقي ورقة مزارع شبعا في يدها لاستعمالها في إطار الضغوط لمزيد من الانقسام الداخلي اللبناني. وعلى الصعيد الفلسطيني، لم يحصل تقدم حتى الآن في أي التزامات جدية بالعودة إلى التفاوض. كذلك، ان حكومة ايهود أولمرت، هي حكومة ضعيفة ومرشحة للانهيار، والبديل المطروح حكومة متشدّدة برئاسة بنيامين نتنياهو، ومن المعروف تاريخياً، ان الحكومات القوية في إسرائيل هي التي كانت تخطو في اتجاه صنع السلام، بمؤازرة مؤسسة عسكرية منسجمة معها في الأهداف. وإذا لم تحصل قناعة إسرائيلية بضرورة إحلال السلام العادل والشامل والدائم، فمن المستبعد تحقيقه، مهما كانت نظرة بعض الدول العربية، معتدلة إلى الحد الذي تؤيد فيه فكرة التفاوض المتدرج مع إسرائيل من المسائل الأقل أهمية إلى المسائل الجوهرية كلما تقدمت عملية التفاوض تجنباً لإثارة حساسيات داخل المجتمع الإسرائيلي، وتسهيلاً للحل.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00