8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

السفير فريد حبيب: حياة وعبرة

"السفير فريد حبيب حياة وعبرة" كتاب وضعته عائلة السفير حبيب، جمع مآثر هذه الشخصية البارزة في السيرة والرأي والإنجازات في مراحل حياته التي بدأت في العام 1909 وحتى 1982. تلك الإنجازات تميّزت بحصاد وافر في العمل الديبلوماسي والإداري كان طابعها الحفاظ على تطبيق القوانين، وبلورة مبادئ خلقية في الوظيفة العامة، وأضحى قدوة ورسالة في آن.
وتحدث الكتاب عن تدرّج السفير حبيب في مهام الوظيفة العامة، من كاتب لدى محكمة بيروت العام 1929، الى مساعد قضائي تمهيداً لتسلّمه منصب قاضي تحقيق في الجنوب ثم في جبل لبنان في 1938، وتسلّمه في 1939 منصب قاضي تحقيق في البقاع. وما لبث أن تم تعيينه قائمقاماً في مرجعيون بعد نقله الى وزارة الداخلية في أيلول 1939. ولدى حصول توترات أمنية في الجنوب بين قوات فيشي آذاك وقوات الحلفاء، كانت تحوط بمهمته دقة بالغة، ما لبث أن تمت ترقيته الى مدير للأحوال الشخصية. وقد كان يردد على مسامع الكثيرين لا سيما من بين أولئك الذين كتبوا عنه، "إن الجنسية اللبنانية ليست غيورة" ما يعني بذلك أن اللبناني له الحق باكتساب جنسية غير لبنانية ويظل لبنانياً.
تزوّج السفير حبيب عام 1943 من هند تامر، وفي العام نفسه قام بجولة في الولايات المتحدة الأميركية لقيد المغتربين، والاطلاع على أحدث وسائل قيد الأحوال الشخصية وتصوير السجلات بالميكروفيلم.
وفي 1955، رقّي الى مدير عام للأحوال الشخصية، بحيث لم يكن ليخفي على أصدقائه تدخل السياسيين في إدارته. وإثر هذا التعيين قام بجولة في أميركا اللاتينية والشمالية لقيد المغتربين هناك، وذلك في 12/6/1956. وفي كل جولاته كان يلقى الترحاب.
من القضاء، الى الإدارة، الى الديبلوماسية، فعيّن سفيراً للبنان في كل من يوغوسلافيا واليونان ونزويلا والكاريبي وفي البرازيل والعراق، وذلك ما بين عامي 1958 و1969. وفي 26 حزيران 1972 أحيل الى التقاعد. وعندما وافته المنية في 13 كانون الثاني 1982، دفن موقتاً في بيروت. إلا أنه تم نقل رفاته الى مسقط رأسه في بلدة كوسبا الكورة في الثاني من آب 1992 في احتفال وقدّاس لراحة نفسه للمناسبة.
شهادات
في الكتاب شهادات من شخصيات لبنانية واغترابية بالسفير فريد حبيب، ألقت الضوء على المهمات الكبرى التي قام بها بصمت، وهو جسّد مدرسة في القضاء والإدارة والديبلوماسية. والطريق التي سلكها يسير عليها بالخطى عينها ابنه السفير وليم حبيب الذي هو اليوم ركناً بارزاً في السلك الديبلوماسي اللبناني، وهو خير خلف لخير سلف. وقد أجمعت هذه الشهادات بالسفير الراحل على متانة خلقه وحصانة رأيه ورقة شمائله، ونقاء أحدوثته.
ويتميّز الكتاب بوفرة الوقائع، والوثائق، والصور، كما يعدد صفات الأوسمة الـ14 التي منحت له، خصوصاً من رؤساء جمهوريات لبنان من بينهم: الفرد نقاش وبشارة الخوري وكميل شمعون، والياس سركيس. وكذلك من بطاركة الروم الأرثوذكس في أنطاكية والاسكندرية والقسطنطينية. ثم من رئيس يوغوسلافيا السابق تيتو، وبول ملك اليونان السابق، وراوول ليوني الرئيس السابق لنزويلا، وارتور كوستا دا سليا الرئيس البرازيلي السابق.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00