يُعد الاجتماع التحضيري الأول للقمة العربية، الذي ينعقد اليوم في الرياض على مستوى الموظفين الكبار في وزارات الخارجية في الدول العربية، بمثابة بدء أعمال القمة بصورة عملية وفعلية. حيث سيناقش كافة بنود جدول أعمال القمة، ويعمل على جوجلة نتائج المشاورات العربية الديبلوماسية التي تكثفت خلال الأسبوع الأخير الفاصل عن هذا الاجتماع، حول سبل التعامل مع مقررات القمة، وتوجهات "إعلان الرياض" الذي سيصدر عنها.
وقد وضع لبنان ملاحظاته وتوجهاته حول البنود المطروحة كافة، كما ان الدول العربية الاخرى سلكت الاتجاه نفسه. إلا ان التفاهم النهائي حول المقررات سيأخذ في الاعتبار المحاولات لتقريب وجهات النظر بين كافة الملاحظات والأفكار العربية في صياغة "إعلان الرياض" بحيث يتوازى سقفه السياسي بين الحفاظ على الثوابت العربية، واللبنانية تحديداً في ما خص "بند التضامن مع لبنان ودعمه"، وإضفاء أهمية الدور السعودي في الإمساك بالمرجعية العربية لتحديد المواقف، وما لا يشكل محور قلق دولي حيال التعامل مع القضايا الحساسة في المنطقة لا سيما ملف النزاع العربي ـ الإسرائيلي.
ومن المقرر، استناداً إلى أوساط ديبلوماسية تشارك اليوم في الاجتماع التحضيري الأول للقمة، ان يرفع هذا الاجتماع حصيلة مشاوراته إلى الاجتماع التحضيري الثاني للقمة، والذي ينعقد بعد غدٍ الاثنين على مستوى وزراء الخارجية، وهذه الحصيلة ستتخذ شكل مشروع "إعلان الرياض". وستحتل الأولوية في هذا المشروع سلسلة مواضيع أبرزها ما يلي:
ـ الموضوع اللبناني، الذي سيكون حاضراً بقوة في أعمال القمة، وفي اللقاءات الجانبية للملوك والرؤساء العرب. كما ان الثوابت التي يلحظها مشروع القرار اللبناني، الذي يؤمل ان تقره القمة، لا بدّ انه سيلحظ أي تقدم في الجهود العربية لاحداث خرق في فترة الأربعة أيام التي تفصل عن أعمال القمة على مستوى القادة العرب.
ويتناول المشروع جملة ثوابت كان لحظها قرار الدورة 127 العادية للجامعة العربية، التي انعقدت في 3 و4 آذار الحالي، حول "التضامن مع الجمهورية اللبنانية".
ـ القضية الفلسطينية والنزاع العربي ـ الإسرائيلي ستحتل بدورها أولوية في القمة، وستدعم مقرراتها الوحدة الوطنية الفلسطينية، واستتباب الأمن والاستقرار، وحكومة الوحدة الوطنية التي انبثقت عن اتفاق مكة المكرمة.
ـ التشديد على المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط بكافة عناصرها وبنودها كما أقرتها قمة بيروت 2002، والتي انطلقت من أفكار الملك عبدالله بن عبد العزيز.
ويهم لبنان إعادة التأكيد على هذه المبادرة وعدم إسقاط أي بند منها، نظراً إلى ما ينص عليه الدستور اللبناني خصوصاً لجهة رفض التوطين، ونظراً إلى ما تلحظه من حل متوازن للنزاع في المنطقة، يشكل إزالة الاحتلال للأراضي العربية عموده الفقري. وهي باتت ملك كل الدول العربية ولا تنازل عنها، إلى الحد الذي استدعى من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في أحد اللقاءات العربية المغلقة، إلى القول لزملاء عرب له، متسائلاً، هل تصدقونا أم انكم تصدقون وزيرة الخارجية الإسرائيلية. ما يعكس الحرص السعودي على المبادرة.
ـ الموضوع العراقي: إذ ستدعم مقررات القمة وحدة الأراضي العراقية وسيادة العراق عليها، واسترداده لقوته ودوره الفاعل عربياً وإقليمياً ودولياً لمعالجة مشاكله كافة.
وسيعمل اجتماع اليوم، على دمج مشروعين لـ"إعلان الرياض" أعد الأول في المملكة كدولة مضيفة للقمة، والثاني وضعته الأمانة العامة للجامعة في القاهرة.
وأوضحت الأوساط، ان افتتاح القمة، الأربعاء، سيشهد كلمات ثلاث، الأولى للرئيس الحالي للقمة، أي الرئيس السوداني عمر البشير الذي سيسلم رئاستها إلى خادم الحرمين الشريفين، والذي سيلقي أيضاً كلمة تسلم الرئاسة على مدى سنة كاملة. ثم هناك كلمة، للأمين العام للجامعة عمرو موسى. وقد تكون هناك كلمات للشخصيات الدولية المدعوة إلى افتتاح القمة وأبرزها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ويتضمن جدول أعمال القمة العربية في دورتها الـ19، ستة عشر بنداً هي كالآتي:
"أولاً: التقارير المرفوعة إلى القمة، وهما اثنان، تقرير رئاسة القمة عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والإلتزامات وتقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.
ثانياً: القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته: تطورات القضية الفلسطينية، وإدراج إسرائيل موقع القدس على قائمتها التمهيدية في قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو. والجولان العربي السوري المحتل. والتضامن مع لبنان ودعمه.
ثالثاً: تطورات الوضع في العراق.
رابعاً: احتلال إيران للجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الخليج العربي.
خامساً: معالجة الأضرار والإجراءات المترتبة عن النزاع حول قضية لوكيربي.
سادساً: رفض العقوبات الأميركية أحادية الجانب المفروضة على الجمهورية العربية السورية.
سابعاً: دعم السلام والتنمية والوحدة في جمهورية السودان.
ثامناً: دعم جمهورية الصومال.
تاسعاً: دعم جمهورية القمر المتحدة.
عاشراً: بلورة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
الحادي عشر: تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية.
الثاني عشر: العلاقات العربية مع التجمعات الدولية والإقليمية: التعاون العربي الافريقي، والتعاون العربي الأوروبي، والتعاون العربي مع جمهورية الصين الشعبية، والتعاون العربي مع الأميركتين.
الثالث عشر: دعم حوار الحضارات.
الرابع عشر: وضع خطة عربية نموذجية للتربية على مبادئ حقوق الانسان للفترة 2009 ـ 2014.
الخامس عشر: مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة (19).
السادس عشر: الوضع المالي للأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وما يستجد من أعمال".
ولن يتعدى "إعلان الرياض" أكثر من صفحتي فولسكاب، وسيصاغ بطريقة مقتضبة ومعبّرة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.