8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مباحثات الأسد في طهران مفصلية حول المحكمة وإيران تطلب إبعاد العراقيل عن تفاهمها مع المملكة

أفادت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان التقدم الجوهري الحاصل نتيجة المباحثات السعودية ـ الايرانية حول الملف اللبناني وحلحلة الأزمة ومواضيع أخرى اقليمية، كان حافزاً وراء الزيارة التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران اليوم. وهي استدعت سقفاً عالياً من المحادثات السورية ـ الايرانية عبر لقاء رئيسي البلدين في قمة تتصف بأنها محورية في العلاقات الثنائية بينهما، وما يتفرع من هذه العلاقات من مصالح مشتركة.
وأوضحت المصادر انه بالنسبة إلى الملف اللبناني، فهناك مسألة رئيسية مطروحة على أعمال القمة وهي الاستفسار الايراني من الأسد عن استعداده الفعلي للسير بالمحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو عدم استعداده لذلك، وما يرتبه هذا الأمر من تداعيات على الوضع السوري دولياً من جهة، وعلى الوضع اللبناني من جهة أخرى، تعقيداً للحل على الأرض، أو تسهيلاً للبدء بتكريس عوامل التهدئة، تنفيذاً للبننة الحل الداخلي الذي يجري العمل لإخراجه بين الرياض وطهران وفقاً لقاعدة الضمانات لإنشاء المحكمة بالصيغة التي وقعت بين لبنان والأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار، كشفت المصادر ان القادة الايرانيين سيبلغون الأسد نتائج المحادثات السعودية ـ الايرانية، وكذلك حصيلة المشاورات التي قامت بها إيران مع أكثر من طرف عربي ودولي في شأن ملفها النووي واتجاهات مصالحها في هذا الظرف الدقيق الذي تمرّ به والضغوط التي تواجهها، وتبعاً لذلك، سيجري ابلاغ الأسد باهتمام طهران الشديد بأن لا يشكل التحالف بينها وبين دمشق عامل عرقلة في وجه أي تقدم حاصل حالياً، أو أي تفاهم قد يجري التوصل إليه مع السعودية حول العديد من القضايا المطروحة ولا سيما حيال عناصر التفاهم لحل الأزمة اللبنانية الناشئة.
وترى إيران بحسب المصادر، ان لديها كما لدى سوريا، مصالح متنوعة قد تلتقي وقد تتضارب، الا انه من المفيد العودة إلى إعادة تقويم كلّ التطورات والتحديات التي تواجه البلدين معاً، وتواجه المنطقة ككلّ، والعمل لنبذ الفتنة المذهبية ورفض تعريض السلم الأهلي والاستقرار في لبنان والمنطقة للخطر. لذا، سيسمع الأسد في طهران عن وجود رغبة إيرانية بأن لا تكون سوريا وأداؤها عامل "خربطة" لما يتم العمل لإنجازه بين إيران والمملكة لكونهما دولتين جارتين ولديهما مصالح مشتركة في نبذ العنف ودفع مقومات التهدئة والحلول السلمية إلى الواجهة، لما فيه مصلحة المنطقة ككل.
وستبلغ إيران الرئيس السوري استنادا إلى المصادر، ان مشاوراتها مع أكثر من طرف دولي وعربي تشير إلى ان الأمور قد تغيّرت حالياً ولا عودة إلى الوراء في ما إذا كان لدمشق رهان على اللعب على عامل الوقت بالنسبة إلى المحكمة، مثلما نجحت في مراحل سابقة لدى مواجهتها العديد من الاستحقاقات في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وبالتالي، إن أخذ هذا الجو الدولي في الاعتبار مفيد لإعادة تقويم أدائها اللبناني وخصوصاً حيال المحكمة، والإقليمي.
ومثلما تتجه إيران إلى الأخذ في الاعتبار جدياً التحذيرات الروسية والسعودية من عدم التمادي في رفض المفاوضات الدولية حول ملفها، فإنها تأمل من دمشق التعامل مع التحديات بالطريقة نفسها، وهذا ما يطلبه منها المجتمع العربي والدولي.
كما تفيد المصادر ان الأسد سيستمع في طهران إلى موقف إيران الذي لا يشجع سوريا على اللجوء إلى مواقف سلبية وفقاً لمنطق أمني في لبنان، قد تكون قادرة على ممارستها، وقد تمكنها من تحقيق بعض المكاسب بالنسبة إلى استخدام نفوذها عبر أصدقائها اللبنانيين للوقوف في وجه المحكمة أو لتأخير قيامها، إلا انه من المفيد التعاون الإيجابي بديلاً من اتباع السلبيات التي تؤدي إلى هزّ الاستقرار الإقليمي.
وفي كل الأحوال، تؤكد المصادر، ان زيارة الأسد إلى طهران ستكون مفصلية بالنسبة إلى الملف اللبناني، وهي ستناقش مجموعة رسائل عربية ودولية، مشيرة إلى ان أكثر من تقرير ديبلوماسي عربي وارد من طهران عشية الزيارة، تضمّن آمالاً بحصول إيجابيات في التفاهم السوري ـ الإيراني على المرحلة المقبلة قد تنعكس ارتياحاً في الملف اللبناني بكامله، كما تضمن بأنه قد يحصل التزام إيراني ـ سوري بتفضيل الحل الثنائي بين السلطة والمعارضة حول كل المسائل. لكن بالنسبة إلى المصادر، فإن الترقب سيتناول ترجمة أي تفاؤل محتمل في الاتصالات والحل اللبناني، كما يتناول ما إذا كانت هناك نية غير معلنة وراء أي إعلان للسير بالحل اللبناني بغية تأجيل توقيت أيّ ضغوط جديدة ستمارس على الساحة اللبنانية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00