8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

إصرار دولي على التزام دمشق تنفيذ سلة المطالب الإقليمية

محطة دمشق، في تحرك الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، تبدو الأبرز في استقطاب الأنظار داخلياً ودولياً، ذلك ان مفاعيلها ستظهر خلال الساعات المقبلة، في ما ستؤشر إليه بالنسبة إلى حصول تقدم جوهري في تطبيق المبادرة العربية أم لا، وما إذا كانت ستؤدي إلى نتائج، أم ستكون كسابقاتها بلا نتائج.
وتكشف مصادر ديبلوماسية عربية مطلعة، أن اتصالات دولية على أرفع المستويات، سبقت اتخاذ موسى قراره بزيارة دمشق مساء الأحد. وبالتالي ان أي عناصر إيجابية يكون موسى قد حققها في دمشق، حول دفع مبادرته إلى الأمام لا سيما في موضوعي إبرام مسوّدة اتفاقية المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتوسيع الحكومة الحالية كمرحلة أولى، ستعكسها المواقف التي سيعبر عنها قادة الرابع عشر من آذار في مناسبة الذكرى الثانية لوقوع الجريمة غداً الاربعاء، وردود الفعل عليها من أفرقاء المعارضة، فضلاً عن الدور الذي سيقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري نتيجة لذلك.
وتشير المصادر، إلى الدور الروسي في التأثير في الموقف السوري المطلوب ان يكون متعاوناً، وهذا الدور تجلى أيضاً في القرار الذي اتخذه موسى بزيارة دمشق، بحيث ستتحدد وجهة تحركه المرتقبة بعد هذه الزيارة، والتي يمكن ان يقصد فيها السعودية، التي استضافت أخيراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كذلك من المحتمل مشاركته في الذكرى غداً.
ولفتت المصادر إلى ان الولايات المتحدة التي لا تزال تعارض بقوة إجراء حوار مباشر مع سوريا حول المطالب الدولية منها، ترغب في استمرار الضغوط على دمشق لتقديم مواقف إيجابية في الملفات العالقة إقليمياً، لا سيما في الملف اللبناني، من أجل كسب التعاون السوري على مراحل. بحيث يتم إعطاؤها فسحة تحرك وشعور بالارتياح، تمهيداً لمعاودة الضغط، التي قامت حيال سوريا منذ صدور القرار الدولي 1559 وحتى الآن. وهذه الضغوط، ستبقى ضمن معادلة السعي لمكاسب إيجابية وتعاون من سوريا، من دون ان تصل إلى مستوى تعريض النظام للخطر بتوجيه ضربات عسكرية ضدها، لكي تبدي تعاوناً.
وفي اعتقاد واشنطن، وأكثر من عاصمة عربية ودولية، ان سوريا، ومعها إيران بالطبع، ساهمت في إنجاح مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في شأن الملف الفلسطيني ومن الضروري ان تبدي سوريا مزيداً من التعاون حيال المطالب الدولية، والآن في الملف اللبناني كبادرة حُسن نية، اذ لا مجال لأن تتوقف القيادة السورية عند ما أعطته على الصعيد الفلسطيني، سعودياً، وانتظار شيء مقابل.
واستناداً الى المصادر، فإن روسيا التي لمست آمالاً مبدئية قد تفضي الى استكمال تقديم سوريا ايجابيات يمكن استثمارها في الملف اللبناني، قامت بمشاورات متعددة الطرف، جعلت محادثات موسى في دمشق تنطلق من الموقف السوري فلسطينياً، وإمكان ان تعطي دمشق لبنانياً أيضاً. على أن تستمر المساعي مع سوريا دولياً وعربياً لتقديم مواقف ايجابية في مرحلة لاحقة على مستوى الملف العراقي. بحيث تسهم مجموعة هذه المواقف الايجابية المنتظرة في تنقية الأجواء السعودية ـ السورية قبيل عقد القمة العربية في 28 آذار المقبل في المملكة. وبالتالي يتمكن الرئيس السوري بشار الأسد من المشاركة فيها.
على ان المخارج السياسية لإضفاء اجواء الارتياح التي تهيئ لهذه المشاركة وللترحيب السعودي بها، يجري اعدادها، بالتزامن مع قرار ذَهاب موسى الى دمشق. فتكرّس القمة عند ذلك، المصالحة السورية ـ العربية، كما تكرس كافة الاستعدادات لفك عزلة سوريا الدولية.
وتفيد المصادر انه لا يمكن التوصل ايضاً الى تحقيق بعض الايجابيات من الطرف السوري، بمعزل عن الدور الايراني، وبالتفاهم مع روسيا.
على أن المصادر، تستبعد قيام موسى بزيارة طهران في هذه المرحلة، اذ ان المملكة العربية السعودية تتولى المسار الايراني وهي حققت تقدماً جوهرياً في مختلف المواضيع المطروحة مع ايران لا سيما حول الملف اللبناني. ويجري الآن، العمل لاخراج أفكار سعودية ـ ايرانية جديدة، مع أكثر من طرف داخلي لبناني، ويمكن تثميرها في اعادة جمع شمل اللبنانيين والتوافق حول العودة الى الحوار وفق أولوية المحكمة والحكومة.
كما يجري وفقا لهذه الأفكار اعادة تظهير الدينامية السياسية الداخلية اللبنانية، والاستعدادات لعودتها الى حد معقول من التفاعل. ولذلك، لاحظت المصادر، توقف الحركة المعلنة للسفراء العرب المهتمين بالملف اللبناني، افساحاً في المجال أمام القادة اللبنانيين للحديث المباشر في ما بينهم، وإخراج بوادر حلّ لبناني للأزمة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00