8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مسؤولوها يؤيّدون انتظار التحقيق وعدم اللجوء إلى الفصل السابع

يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مساء اليوم إلى موسكو حيث سيجري محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف والسكرتير العام لمجلس الأمن القومي إيغور إيفانوف ورئيس غرفة التجارة والصناعة يفغيني بريماكوف، تتناول تطورات الوضع اللبناني في ضوء المبادرة العربية المطروحة، فضلاً عن تطوّرات الوضع في فلسطين والعراق، والملفات الدولية ذات الصلة بالملفات الاقليمية، والملف اللبناني.
وتؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على العلاقات اللبنانية ـ الروسية، ان موسى سيستمع من المسؤولين الروس إلى نتائج ما توصل إليه المسعى الروسي بالنسبة إلى الدور الذي تضطلع به روسيا في مجال تهيئة البيئة اللبنانية المناسبة للحل الداخلي، وذلك في اطار تأييدها لضرورة أن يتفق اللبنانيون في ما بينهم لتمرير المسائل العالقة، وللدعم الكامل من جانب روسيا لمبادرة موسى المتوازنة، والتي توفر مبدأ لا غالب ولا مغلوب.
وأوضحت المصادر ان روسيا وخلال الأيام الأخيرة كانت مركز ثقل في المشاورات والاتصالات الاقليمية والدولية، وهي ستقوم بإطلاع موسى على حصيلة ما توصلت إليه في تحركها، وهذا التحرك بدأ بزيارة وزير خارجيتها سيرغي إيفانوف إلى طهران، وعودته ومن ثم مشاركته في الرباعية الدولية في واشنطن ممثلاً لبلاده لديها، ومناقشته الملف اللبناني مع أكثر من طرف دولي على هامش أعمالها، فضلاً عن اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الأميركيين لمناسبة وجوده في واشنطن وفي مقدمهم الرئيس جورج بوش، ثم في زيارة رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري إلى موسكو، وزيارة رئيس مجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان إليها بعد زيارتيه لطهران وواشنطن، وهو الذي يعدّ التحضير للقمة السعودية ـ الروسية التي ستعقد في المملكة في 11 شباط الجاري، وفي صلب جدول أعمالها الملف اللبناني بكلّ أبعاده وتفاصيله.
ومن المرتقب، استناداً إلى المصادر، أن تبلور لقاءات موسى في موسكو العديد من الأفكار المتصلة بمبادرته ولا سيما ما يتعلق بالمحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكون روسيا لا تزال المحاور شبه الوحيد مع سوريا على المستوى الدولي والعربي تقريباً، وكذلك مع إيران، ما عدا الخرق الذي حققته المملكة في مباحثاتها مع المسؤولين الايرانيين.
وبالتالي سيكون موسى في أجواء موقع التحرك الروسي من بنود مبادرته، ومدى القدرة على توفير قواسم مشترك بين بنود المبادرة من جهة، والموقف الروسي من جهة أخرى، ثم موقف سوريا في مجال آخر، ذلك ان الموقف الروسي الذي يحرص على ضرورة تشكيل المحكمة لمقاضاة المجرمين ووضع حد للجرائم في لبنان، يؤيد فكرة ان المهم ليس التعجيل بتشكيل هذه المحكمة، بل المهم أن لا تشكل عملية تشكيلها عاملاً يؤدي إلى تفجير الوضع اللبناني، خصوصاً أن المحكمة حالياً إذا تم تشكيلها، ستزيد خلافات اللبنانيين، ولا شيء مدرج على أعمالها لتنظر فيه لأن التحقيق في الجريمة لم ينته بعد. لكن روسيا في الوقت عينه، توافق وتؤيد ما يتفق حوله اللبنانيون الذين إذا وجدوا طريقة للموافقة على تشكيل المحكمة الآن، فلن تقف هي في وجه هذا القرار. ولا تقصد روسيا من جراء هذا الموقف الإبطاء في تشكيلها، إنما على العكس تعجيل إنشائها شرط عدم تسييس الأمر، لأن المحكمة يجب أن تكون عامل اتفاق لبناني وليس عامل نزاع، خصوصاً أن وجودها لمصلحة لبنان على المدى البعيد.
وأكدت المصادر ان روسيا ترى ان هناك فرصة زمنية موجودة قبل تشكيل المحكمة، وأيضاً قبل الحديث عن اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإنشاء محكمة دولية بحتة في الجريمة. ولا تزال روسيا حتى الآن ترفض اللجوء إلى الفصل السابع في تشكيل المحكمة، ويعود السبب في ذلك، إلى ان اللجوء إلى هذا الفصل قد ينعكس سلباً على الوضع اللبناني ما يؤدي إلى تخريبه، وبالتالي ان المحكمة ذات الطابع الدولي باتت حالياً في المراحل الأخيرة لإقرارها، ومن الأفضل إنجاز مسارها اللبناني عبر مبادرة موسى لأن المحكمة ستشكل في النهاية مهما مرّ الزمن ومهما واجهت من تحديات.
وتطرح المصادر أكثر من علامة استفهام حول الرابط بين مبادرة موسى المتوازنة والسعي الروسي لتأخير تشكيل المحكمة إلا إذا تفاهم اللبنانيون على خطة محددة في هذا المجال، وكيف يمكن لمبادرة موسى أن تنطلق إذا لم يتم التفاهم على إقرار المحكمة في أقرب فرصة، خصوصاً أن المعروف ان المبادرة مترابطة، وإذا كانت هناك مساع لتأخير تشكيل المحكمة وتأخير إجراءاتها اللبنانية، فإن ذلك سيؤثر على بقية عناصر المبادرة، بحيث إن توقيت تطبيق مبدأ الحكومة الموسعة يبقى رهن التوافق على صيغة إقرار المحكمة لبنانياً. ثمّ كيف يمكن لموسى أن يتحرك إذا تم إيجاد صيغة لتقريب موعد تحقيق مبادرته، تلافياً لأي مخاطر تتهدد الوضع اللبناني إذا بقيت الأمور على حالها، باستثناء ما يمكن أن يحققه وجوده في بيروت من إضفاء أجواء التهدئة واستكمال المشاورات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00