8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

موسى يعود على أساس مبادرته وأولوية الحكومة والمحكمة وإصرار سعودي على إيران لتحييد لبنان عن الموضوع الإقليمي

تؤكد مصادر ديبلوماسية بارزة، ان عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت خلال الأيام المقبلة، تؤشر إلى وجود بوادر حلحلة متجددة للتعقيدات التي تلف الوضع اللبناني، وذلك على اسس معينة في اطار مبادرته التي كان طرحها على الأفرقاء اللبنانيين في شهر كانون الأول الماضي.
وأوضحت المصادر أن عودة موسى تأتي على وقع ما حققته حتى الآن المباحثات السعودية ـ الإيرانية، والسعودية ـ الأميركية، حول الملف اللبناني وعدد من ملفات المنطقة، حيث الترابط حاصل بصورة مباشرة وغير مباشرة، وسط استعدادات برزت لدى أكثر من طرف إقليمي مؤثر في الساحة اللبنانية، للحفاظ على استقرار لبنان وعدم القبول بالتفريط بأمنه، وانفجار وضعه.
وفي ظل استمرار عدم الاتفاق النهائي بين الرياض وطهران، على تنفيذ الأولويات من بين بنود مبادرة موسى التي باتت معروفة، تتوقع المصادر ان يحمل موسى أولوية لديه تتناول الحكومة والمحكمة الدولية. إذ ثمة اقتراحان حول توسيع الحكومة الحالية، الاول وفق معادلة 19/10/1، والثاني وفق معادلة 19 للأكثرية و11 أي الثلث الضامن، والمطروح ان يكون في عهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي الوقت نفسه، يتولى بري العمل لانعقاد دورة استثنائية لمجلس النواب، يتم خلالها إقرار مسوّدة اتفاقية إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي بين لبنان والأمم المتحدة، بعد مراجعة لها في الحكومة الجديدة.
وتشير المصادر إلى ان نتائج التحرك السعودي ـ الإيراني حول الملف اللبناني، ستتبلور في النصف الأول من شهر شباط الجاري. وينتظر ان يشهد هذا الشهر سلسلة لقاءات إقليمية ودولية، ستكون سبل الحل للوضع اللبناني في صلب أعمالها.
ولعل البارز في هذا المجال، القمة السعودية ـ الروسية في 11 شباط خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة، والتي يرتقب ان تساهم في تذليل بعض العقبات الإقليمية للحل، نظراً إلى الروابط الروسية ـ الإيرانية والروسية ـ السورية، وإلى الدخول الروسي على خط الحل في لبنان بقوة.
وتكشف المصادر ان من بين النقاط المهمة لدى المملكة في مباحثاتها مع إيران، التي يقودها مسؤول مجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان، والتي ترغب المملكة في تحقيق تقدم جوهري وإيجابي في الأداء الإيراني حيالها، تحييد الموضوع اللبناني عن ملفات المنطقة، ولا يزال النقاش بين الجانبين مستمراً حول ذلك، بحيث ان إيران وبالرغم من وقوفها إلى جانب العودة إلى التهدئة وتجنب العنف والقتال، تتمسك بأن يندرج الحل على الصعيد اللبناني في إطار سلة إقليمية تشمل المواضيع المطروحة كافة في المنطقة، ومن بين ذلك فلسطين والعراق وصولاً إلى الملف النووي الإيراني.
وتفهم المصادر ان الموقف الإيراني هذا، يعكس رغبة إيران في الإفادة من فرصة وجود حوار غير مباشر بينها وبين الولايات المتحدة، وهو ما يحصل حالياً عبر المملكة، التي كلفت استطلاع الاستعدادات الإيرانية حيال مختلف الثوابت الدولية المعروفة. وبالتالي تحاول إيران التعامل مع هذه الفرصة، بطرح مواقف تفاوضية، جرى نقلها إلى الإدارة الأميركية عبر زيارة الأمير بندر واللقاءات المغلقة التي عقدها في واشنطن، وقصد بعدها روسيا الاتحادية، حيث أجرى محادثات مع المسؤولين الكبار فيها، تناولت كل المواضيع المطروحة في المسألة اللبنانية، والتحضيرات للقمة السعودية ـ الروسية المقبلة.
وتفهم المصادر من الموقف السعودي ايضاً، رغبة المملكة في التفاهم مع إيران على مختلف القضايا المطروحة لا سيما لبنان، قبل انعقاد القمة العربية العادية في الرياض في نهاية آذار المقبل، بحيث يفترض ان يحصل تطور في الأداء الإيراني قبل القمة، الأمر الذي يساعد المملكة في تأدية الدور المطلوب في الملفات العربية الشائكة عبر الحل العربي.
وتستنتج المصادر من تطورات المباحثات بين الرياض وطهران، ان المملكة تعتقد ان إيران تؤيد التعاون في هذا الإطار، ولا تقف مع معاكسة الموقف السعودي، الذي يفضل حل الأمور بهدوء وتفاهم.
وتوضح المصادر ان ايفاد الأمير بندر تحديدا إلى طهران، يشكل في حد ذاته رسالة، تعني ان المسعى السعودي جدي وحساس، ويفهم الإيرانيون انه لا يمكن مقابلة هذا النوع من التحرك الا بتقديم مواقف جدية. وما نقل عن إيران اثر زيارته إليها، هو استعدادها للتعاون في الملف اللبناني لتُحل الأمور مع ضرورة إعطاء فئة كبيرة من اللبنانيين مطالبها.
وتشير المصادر إلى ان الأمير بندر هو من بين "الصقور" في المملكة، ويتميز بدوره الفاعل على أكثر من مستوى، ولدى وجوده لسنوات في واشنطن حيث شغل منصب السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، مع الإشارة إلى ان السفير السعودي الجديد في واشنطن عادل الجبير شغل سابقاً منصب المستشار الإعلامي للأمير بندر، وهو من مدرسته.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00