تبلّغ لبنان عبر القنوات الديبلوماسية أن الملف اللبناني سيكون في صلب محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة التي يعقدانها في الرياض الأسبوع المقبل، في إطار جولة بوتين في المنطقة فتبدأ بالسعودية وتشمل قطر والأردن.
وأوضحت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على العلاقات اللبنانية ـ الروسية، أن أكثر من طرف دولي وإقليمي يراقب باهتمام نتائج هذه القِمة، إن بشأن الملف اللبناني حيث للسعودية دور محوري وأساسي في تحريك الأفكار ومساعي التوفيق، وإن بالنسبة الى روسيا الاتحادية التي تتمتع أيضاً بدور محوري، ولا سيما لجهة كونها المحاور المباشر شبه الوحيد على المستوى الدولي، مع كل من إيران وسوريا، اللتين تتمتعان بنفوذ واسع في لبنان لدى القوى المعارضة للحكومة الشرعية والدستورية، والتي تعمل جاهدة للاستفادة من فرصة "باريس3" الذي يُعقد بعد غد الخميس، على المستوى الاقتصادي.
وستبحث القمة، فضلاً عن العلاقات الثنائية السعودية ـ الروسية، الموضوعين العراقي والفلسطيني، ومعاودة نشاط "الرباعية الدولية"، والوضع في المنطقة، والملف الإيراني النووي، وترابط كل ذلك في التشنج الحاصل، إن في الملف اللبناني الداخلي، أو في التحديات التي يواجهها الوضع الإقليمي برمته.
وتشير المصادر الى أن ثمة تقاطعاً كبيراً في المواقف السعودية والروسية حول الملف اللبناني، خصوصاً من حيث التهدئة والمنحى التوفيقي، والحل بالحوار الداخلي ورفض التوتر والنزاعات، وضرورة رص الصفوف في مواجهة التحديات، لا أن تكون الساحة اللبنانية ساحة لصراعات للآخرين، فضلاً عن التشديد على ضرورة قيام المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وسينقل بوتين الى الملك عبدالله وجهة نظر بلاده، حول تطورات الوضع اللبناني والتي تؤكد، ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمنع خلق بؤر توتر في المنطقة يكون لبنان منطلقاً جديداً لها. وهذا يمكن أن يتم في إطار الدور التوفيقي الروسي، والسعودي الذي يتميّز بتأثيره في الساحة اللبنانية، حيث تؤدي المملكة، في كل المراحل الدقيقة، التي مرّ بها لبنان، مهمة ريادية في التوافق اللبناني.
وتؤيد روسيا التوافق في لبنان في الإطار الداخلي، وتدعو الى العمل لهذا الاتفاق، وهي تقف ضد أي تدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وإن روسيا تفضل التوصل الى التوافق الداخلي ضمن الحل العربي حداً أقصى، لكن في الوقت عينه، ترى أنه لا يمكن ترك الأمور في لبنان تنزلق الى مستويات خطرة. لذا تقف روسيا الى جانب إعادة شحذ المبادرة العربية التي يقودها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وستدرس السبل الآيلة لذلك مع قادة المملكة، مع أن موسى سيزور موسكو بعد زيارة بوتين للمملكة، كما يلتقي الموفد الرئاسي الروسي للشرق الأوسط ألكسندر سلطانوف في باريس، على هامش أعمال مؤتمر "باريس3" واللذان سيحضرانه ممثلين للجامعة ولروسيا فيه.
كما ستبلغ روسيا المملكة بأن علاقتها بلبنان تقوم من خلال لبنان، وليس من خلال أي دولة أخرى. وما يهمها تاليا هو انطلاق عمل المحكمة في جريمة اغتيال الحريري لكن بعيداً من التسييس، وأن يصل التحقيق الى نتائجه، وأن موقفها من كشف رئيس لجنة التحقيق الدولية في الجريمة سيرج براميرتس للدول العشر التي تحدث في تقاريره عن عدم تعاونها، هو بغرض مساعدته على إيجاد السبل لتعاونها، على غرار مساهمتها ودورها في التعاون السوري مع التحقيق. ولا ترى روسيا أن ثمة دولاً في مجلس الأمن معنية بعدم التعاون هذا، كما أنها طبعا، أي روسيا، ليست معنية بعدم التعاون هذا. فإنها تستبعد تاليا ان توصَف الأطراف الفاعلة في المجلس بأنها ليست متعاونة.
وستبلغ روسيا المملكة دعمها للقرارات الدولية المتصلة بلبنان كلها، وبإقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، وبترسيم للحدود بين البلدين، تماماً كما دعمت وشجعت الانسحاب السوري من لبنان وفقاً للقرار 1559.
وستدرس روسيا مساهمات الدول في دعم لبنان من خلال مؤتمر "باريس3" لتحدد مساهمتها وأوجه هذه المساهمة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.