كشفت مصادر ديبلوماسية غربية بارزة ان الولايات المتحدة الأميركية تلقت من "حزب الله"، عبر قنوات خاصة، إشارات ورسائل، متصلة باستعدادات الحزب للتعاون في مسائل لبنانية ومسائل إقليمية، على أساس انه يمتلك أوراقاً مهمة على الساحتين اللبنانية والشرق أوسطية تمكنه من تأدية دور مهم في الاستقرار على كل المستويات.
وكشفت ايضاً ان الإدارة الأميركية التي تلقفت الرسائل بدهشة، أبدت أمام معنيين، ان ليس لديها أي قرار بإجراء حوار مع "حزب الله" لكونه منظمة تابعة لسوريا ولإيران. وتاليا لا قرار أميركيا بالحوار الان مع هاتين الدولتين.
ولاحظت المصادر ان هذه الرسائل والإشارات جاءت مشابهة للسلوك السوري المستجد حيال الولايات المتحدة من حيث إرسال الرسائل إلى واشنطن، لكن قد لا تكون رسائل الحزب منسقة مع دمشق، بل في إطار محاولات مستقلة للتفاوض مع الولايات المتحدة وعبر ذلك، يطرح الحزب نفسه مفاوضا لبنانيا وشرق أوسطيّا في مرحلة مستقبلية، يعمد إلى إعداد نفسه لالتقاط الفرص في شأنها.
وأشارت المصادر إلى ان أكثر من طرف دولي فاعل يراقب الان، أداء الحزب الداخلي، في ضوء صمود الحكومة، وصمود مسار 14 آذار اللذين أديا إلى صمود المسار السيادي والاستقلالي، والذي سيساهم مؤتمر "باريس ـ 3" في تعزيز مقوماته ودعمه، تأكيداً على الأهمية الدولية التي تعطى لعزل الملف اللبناني عن أي تداعيات إقليمية، والتأكيد على دعم الحكومة الشرعية.
كما ان ترقب أداء الحزب، يتم دولياً، انطلاقاً مما يمكن ان تُبديه المحادثات التي أجراها وفده في السعودية مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وتوقع تعديلات جذرية في الدور الذي أداه في المرحلة الأخيرة على الساحة الداخلية تحديداً.
وأوضحت المصادر ان ما يهم المملكة، هو تجاوب الحزب في أدائه مع طروحها، التي تركز على إيجاد عناصر التهدئة في الداخل اللبناني وفقاً للأجندة العربية التي تدعم حكومة السنيورة، وإنشاءالمحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتنفيذ القرار 1701 وكل القرارات المتصلة به تنفيذا كاملا.
وتوقفت المصادر عند تعبير وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الذي أشار فيه إلى "الحسابات الخاطئة"، ورأت انه رسالة مماثلة حول ما أطلق على الحسابات الخاطئة التي أدت إلى حرب تموز الأخيرة، وضرورة ألا تتكرر، وخصوصاً ان إيران مهدّدة بالتعرض لضربة، ويفترض أخذ ذلك بالحسبان، ولا يجوز من الآن وصاعداً إلا إجراء حسابات دقيقة في المنطقة، يفترض ان تأخذ في الاعتبار أساسا عدم خروج الوضع اللبناني عن السيطرة، وضرورة ضبط النفس والقدرة على اتخاذ قرارات سيادية واستراتيجية تحفظ موقع لبنان السياسي وكيانه، ووحدة أراضيه. وهذا ما تركز عليه المملكة العربية السعودية في مسعاها حول لبنان، لذا على كل الأفرقاء فك روابطهم الإقليمية والسلوك وفقاً للأجندة اللبنانية الوطنية السيادية والاستقلالية.
ويفترض بحسب المصادر، وبحسب ما تأمله كل من السعودية ومصر من لبنان والأفرقاء اللبنانيين العمل لتمرير هذه المرحلة الدقيقة ليس بأقل الخسائر فحسب، بل بالتماسك لدرء مخاطر أي مراحل صعبة.
ومهم جدا، استناداً إلى المصادر، ان تستمر الحكومة اللبنانية، وفريق 14 آذار، في إبداء مواقف إيجابية حيال التعاطي مع الفريق اللبناني الآخر، وتقديم حوافز تشجيعية لهم، تساعدهم في العودة إلى حظيرة الدولة، وفي إيجاد المخارج اللازمة لمواقفهم والتي تؤمن هذه العودة. ولعل اللقاءات البعيدة عن الأضواء التي تعقد بين أفرقاء لبنانيين تساهم في تحقيق هذا الغرض.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.