8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الدعوة حملت معاني الدعم للحكومة والاستماع الى ثوابتها

تتجه الأنظار الدولية والاقليمية والمحلية الى اللقاء الذي سيعقده اليوم في موسكو، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان وجّه اليه دعوة رسمية لزيارة روسيا الاتحادية. اذ ستشكل الزيارة محطة مفصلية، في العلاقات اللبنانية ـ الروسية لما حملته الدعوة من معانٍ سياسية، وديبلوماسية في آن، خصوصاً في المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.
وكشف مصدر ديبلوماسي واسع الاطلاع على مسار العلاقات بين البلدين، ان الرئيس بوتين يسعى الى تأدية دور فاعل وبنّاء.
ظروف العلاقات اللبنانية ـ السورية هي التي تحتاج الى تهدئة، وتطبيع، والى أن تكون ايجابية، مع ما يعكسه ذلك على الأوضاع داخل البلدين. هذا ما يأمله المسؤولون الروس. لذا من المرتقب، ان تتم مناقشة تداعيات المرحلة الجديدة من مسار المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، بحيث انها دخلت عملياً حيّز الانشاء الفعلي تمهيداً لاطلاق عملها، اثر انتهاء التحقيق.
كذلك ستتم مناقشة الوضع الداخلي اللبناني، وتطوراته، وما آلت اليه المبادرة العربية المتواصلة لبلوغ حل توفيقي، لا سيما ان روسيا لديها تحرك خاص في هذا الموضوع، وتتابع وتواكب من كثب ما يحصل، وذلك انطلاقاً من موقفها الثابت بأن التوصل الى تفاهم داخلي لبناني، يزيل العقد من أمام مسألة المحكمة في جهوزيتها اللبنانية.
واستناداً الى المصدر، ترى روسيا انه من السابق لأوانه ان تعمد الى اتخاذ موقف نهائي من التوجه لإقرار المحكمة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وان الفرص لا تزال كافية، أمام تحقيق تفاهم لبناني على اقرارها وابرامها في مجلس النواب، ما دام التحقيق لم ينتهّ بعد. وما دامت المساعي العربية والدولية مكثفة لحل الأزمة المستجدة في لبنان، في أسرع وقت.
وأوضح المصدر ان الرئيس السنيورة سيشرح لبوتين بصورة وافية، حقيقة موقف الحكومة من هاتين المسألتين، وبالتالي، فإن الدور الروسي، يكمن، في الآمال اللبنانية، من أن يكون هذا الموقف محور بحث بين بوتين والرئيس السوري بشار الأسد الذي سيزور موسكو خلال الأيام المقبلة، وما يمكن أن تحرزه القمة الروسية ـ السورية من نتائج لتحقيق تعاون سوري ايجابي حيال الملف اللبناني.
وأشار المصدر الى ان توجيه الدعوة الى السنيورة يحمل في حدّ ذاته، دلالات واشارات روسية متمايزة وايجابية حيال الحكومة اللبنانية، ودورها، وعلى أساس شرعية وجودها ودستوريته، والدعم الشعبي الذي تلقاه في الداخل. كما ان تلبيتها الفورية تؤشر في الوقت نفسه الى مستوى الارتياح والثقة العاليين اللذين يتمتع بهما السنيورة في دوره الداخلي والثابت والمستقر، ما سيمكنه من طلب المساندة الروسية في قضايا لبنان العادلة والمحقة، ان بالنسبة الى حقيقة موقف الحكومة من موضوع المحكمة، وما يلقى على اطلاقها من آمال بوضع حد لزعزعة استقرار لبنان وأمنه وسيادته وأمن مسؤوليه، أو بالنسبة الى مسار السيادة والاستقلال وما أنجز على هذا الصعيد، وما هو مرتقب من الفرقاء الداخليين كافة من التزامات محسومة في هذا الشأن.
ولفت المصدر الى أن توقيت زيارة السنيورة هذه بالغ الأهمية. ويأتي في خضم التحركات الدولية والعربية المتصلة بالشأن اللبناني وقضية المحكمة. ونظراً الى وجود علاقات طيبة بين روسيا ولبنان من جهة، ورسيا وكل من سوريا وايران، من جهة أخرى، فإن حقيقة موقف الحكومة لا بد من أن يكون واضحاً، لدى صانعي القرار في روسيا، وهي من بين الدول الفاعلة في مجلس الأمن الدولي، وتتمتع بحق النقض "الفيتو". اذ، سيعمد الرئيس السنيورة الى شرح كل التفاصيل في موقف الحكومة وكل الثوابت التي لا عودة فيها الى الوراء.
ويرتقب بحسب المصدر ان يسمع السنيورة تأكيدات روسية داعمة لحكومته، وداعمة لضرورة التوصل عبر الحوار والمساعي السياسية، الى اتفاق سريع حول ابرام مسودة اتفاقية المحكمة في مجلس النواب، ومتابعة روسيا باهتمام وقلق شديدين، للملف اللبناني وتطوراته. وستعبر روسيا عن دعمها لمؤتمر "باريس ـ3" لدعم لبنان، ولاستقلال لبنان وسيادته على كامل أراضيه، خصوصاً وأن روسيا كانت وافقت على البيان الرئاسي الذي صدر الثلاثاء الماضي عن مجلس الأمن حول ما آل اليه تنفيذ القرار 1701، وهو بيان غير مسبوق وواضح في دعمه الحكومة والمسار الديموقراطي.
كما ستؤكد روسيا انها ستسعى، بقدر استطاعتها الى تهدئة الأوضاع بين لبنان وسوريا، نظراً الى الصداقة التاريخية التي تربطها بالبلدين، وازالة التوتر بينهما".
وسيؤكد السنيورة وبوتين على الرغبة في استمرار تطوير العلاقات الثنائية، والتشاور السياسي حول القضايا في المنطقة، وذات الاهتمام المشترك.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00