8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

حوارها الإقليمي وتغيير سياستها في العراق للمرحلة التالية

تربط أوساط ديبلوماسية غربية بارزة بين رفع سقف الضغوط الداخلية في لبنان من جانب المعارضة، وما تستشرفه إيران من تحضيرات دولية ما تعد لها على خلفية ملفها النووي، بموازاة دراسة مجلس الأمن لفرض عقوبات عليها. بحيث أن التباعد الكبير في الموقفين الأميركي والإيراني انعكس على الساحة اللبنانية من خلال محاولة الرموز الإيرانية ـ السورية ممارسة ضغوط على الحكومة، للإطاحة، بحسب اعتقادها، بما أنجزه المجتمع الدولي على مدى سنة ونصف السنة حيال الملف اللبناني.
في حين أن أي حوار أميركي ـ إيراني محتمل، سينعكس ارتياحاً على الساحة اللبنانية وتراجعاً في الضغوط.
وتشير المصادر، إلى أن المنطقة تتجه نحو أجواء تحقيق انتصار أميركي كبير، يسبق أي خطة أميركية للانسحاب من العراق إذا ما توصلت إليها الإدارة من جراء إعادتها النظر في سياستها هناك. وسيكون هذا الانتصار الذي يجري الإعداد له في مكان آخر في المنطقة إلا أن شكله وحجمه وتوقيته، أمور لا تزال غير واضحة وتستلزم مزيداً من الدرس.
وبالتالي، تتوقع المصادر، أن يستهدف التصعيد الأميركي، إيران ليكون ذلك مدخلاً للجلوس معاً على طاولة الحوار لذا، تتحدث المصادر، عن دخول الوضع الإقليمي مرحلة صعبة، ستواكب الرغبة الأميركية بإثبات قدرتها كقوة عظمى بعد الانتكاسة التي واجهتها في العراق، وضرورة التفتيش عن انتصار ما في المنطقة، يكون بمثابة رسالة واضحة إلى الدول الذين تعتبرهم أعداء لها، وإلى الدول الصديقة وتلك المتضامنة على حد سواء.
وتوضح المصادر، أن الإدارة الأميركية لن تبدل سياستها في لبنان، وأن ليس هناك من صفقة حول مصالحه في السيادة والاستقلال والحرية، وحول معرفة الحقيقة كاملة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومقاضاة المتورطين، وأن هذه الإدارة تتوق إلى تشكيل المحكمة الخاصة بهذه الجريمة في أسرع وقت، وأنه بمجرد إقرار المحكمة، فإنه في حال حصول جرائم سياسية في لبنان سيتحول أمر المحاكمة فيها إلى صلاحية هذه المحكمة مباشرة من الآن وصاعداً.
ولا تنفي المصادر، إمكان إحداث الإدارة تغييراً في أسلوب تحقيقها لسياساتها في المنطقة، لكنها رأت أن هذا التغيير لن يكون جذرياً، بل بطريقة طفيفة، إذ لا يزال الموقف من سوريا هو ذاته، وقريباً جداً، ليس هناك من قرارات حاسمة تجاه الموضوع العراقي، وما خسرته الولايات المتحدة في ذلك، قد خسرته، وبالتالي إن أي حوار مع سوريا أو مع إيران حول العراق أو أي ملف في المنطقة، لن يكون لتقديم مكاسب لهذين البلدين، وليس بالعمل لكي يدفع لبنان السيد المستقل ثمناً نتيجة تطورات الوضع في المنطقة والعراق بالنسبة إلى الأميركيين. وفي اعتقاد المصادر، أن الولايات المتحدة لن تحاور البلدين إلا انطلاقاً من أنهما يدركان ما عليهما تقديمه إقليمياً وفي الملف اللبناني، والقرارات الدولية ذات الصلة عكست ضرورة تعاونهما لتنفيذ هذه القرارات.
وأكدت المصادر، أن هناك محاولة أميركية لانتصار سريع وخاطف لكي يكون التحاور ذا مردود إيجابي، ولا تعتبر هذه المصادر، أن الهدف الرئيسي لإيران هو السلاح النووي بقدر ما هو السعي لاقتسام النفوذ مع الأميركيين في المنطقة بأكبر معدل من الأرباح، انطلاقاً من أنها قوة دولية وليست إقليمية.
وفي موازاة ذلك، لا يزال العامل الإسرائيلي ضاغطاً بقوة في الملف اللبناني، بحيث أن إسرائيل بدورها تقوم بتحضيرات عسكرية قد تفضي إلى حرب جديدة على لبنان بعد نحو سنة أو سنة ونصف، وذلك بحسب المصادر للتعويض عن عدم الربح الذي حققته في حرب تموز، وهي تعد لذلك عبر ثلاثة مستويات، استخباراتي وعسكري، وعلى صعيد التخطيط.
غير أن المصادر، تستبعد أن تحصل حرب أهلية في لبنان في ضوء كل هذه الأجواء، وتؤكد أن الرغبة في النزول إلى الشارع من المعارضة، سيواكبها إجراء حسابات دقيقة، على أكثر من مستوى، في ظل إعادة التأكيد على الدعم الدولي لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة والدعم الشعبي والنيابي لها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00