8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

واشنطن تجري اتصالات دولية لما بعد الحرب في لبنان

تتوقع مصادر ديبلوماسية في واشنطن أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية بمساع دولية للتأسيس لمرحلة ما بعد الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" التي أنتجت معطيات جديدة تجسّدت في مضمون القرار 1701 الذي أكد ان إسرائيل لم تنتصر وأن الحزب لم يُهزم.
والقرار استناداً إلى المصادر، يهيّئ لمرحلة جديدة سيبدأ شكلها بالظهور في الوقائع على الأرض بعد الرد الأميركي والدولي على المبادرة الإيرانية من "رزمة الحوافز" الأوروبية التي أعلنت في 22 آب الجاري وقبيل أسبوع من انتهاء المهلة التي أعطاها قرار مجلس الأمن 1669 لطهران بضرورة وقف تخصيب اليورانيوم في 31 من هذا الشهر. وقد تناول الرد الدعوة إلى فتح آفاق تفاوضية جديدة حول الملف النووي ولم يحمل رفضاً كلياً لتنفيذ القرار على الرغم من الأجواء التشاؤمية التي سبقت الرد، والاعتبار حينذاك ان مصادفة توقيته مع ذكرى البعثة النبوية وهي ذكرى بالغة الأهمية في إيران، لم تكن توحي بأن الرد سيحمل أي ايجابيات.
وتشير المصادر إلى ان الزيارة التي سيقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى إيران السبت المقبل ستوضح التفاهمات التي تمت بين طهران والأوروبيين عبر القنوات الديبلوماسية، والتي أدت إلى نجاح مؤتمر الاتحاد الأوروبي في بروكسل حول المشاركة في القوة الدولية والضمانات التي قدّمتها إيران بالتوازي مع الضمانات التي قدّمتها إسرائيل للمشاركة الأوروبية، الأمر الذي عبّر عن تحول كبير حاصل في ما خص السعي الدولي قدماً إلى تطبيق القرار 1701.
وأوضحت المصادر ان الموقف بالحلّ "المشرف" الذي اتخذه "حزب الله" بالقبول في أثناء مرحلة التحضيرات لاستصدار القرار 1701، بالجيش في المنطقة المنزوعة السلاح في الجنوب، كان خطوة تكتيكية أولية من الحزب، إلا ان قرار التخلي عن السلاح لن يكون منعزلاً عن التنسيق مع إيران لأنه يتصل بثقافة المقاومة ومفهومها لمشروع الدولة والانخراط فيه، وهو موضوع يأتي بته مرتبطاً بالمفاوضات الإيرانية ـ الدولية والأميركية تحديداً كما يتوقع في الفترة المقبلة.
ولاحظت المصادر ان خطوة الحزب التكتيكية جاءت بعدما بات البديل على الأرض لدخول الجيش و"اليونيفيل"، استمرار بقاء القوات الإسرائيلية في الجنوب، وقد أثبت الحزب، خلال المرحلة الانتقالية الحالية بعد وقف الأعمال العدوانية، وانتظاراً لانتشار "اليونيفيل"، انه ليس حجر عثرة أمام الحلول، على الرغم مما رافق هذه المرحلة من خروق واستفزازات إسرائيلية واستمرار الحصار البحري والجوي على لبنان الذي ينتظر ان تسفر احدى نتائج زيارة أنان اليوم إلى لبنان، ومن ثم انتقاله إلى إسرائيل، عن رفعه.
وأفادت المصادر أن الأفكار التي يحملها أنان إلى لبنان ودول المنطقة لتوفير الدعم السياسي والتفاهم حول تنفيذ القرار 1701 سترتكز بصورة أساسية على الاتصالات الأوروبية مع طهران مع ما يعني ذلك من السعي إلى تطبيق القرارين 1559 و1680 في الوقت نفسه.
وترى المصادر ان الحوار الدولي مع إيران يفيد في مطالب دولية في أكثر من موقع في الشرق الأوسط، في لبنان بالنسبة إلى "حزب الله"، وفي سوريا بالنسبة إلى الحزب والسلاح الفلسطيني وترسيم الحدود، وإقامة العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق مع ما يحمله الوضع في شأن البند الأول من القرار 1559 المتصل بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في لبنان في وقت لاحق، ثم بالنسبة إلى "حماس" في الأراضي الفلسطينية.
ولفتت المصادر إلى ان ثمة دعوات تتصاعد داخل الإدارة الأميركية تطالبها بإعادة النظر في أسلوب التعامل مع الأزمات في الشرق الأوسط، وتطبيق المنحى الحواري مع المنطقة بديلاً من التهديد باستعمال القوة بحيث ثمة قناعة بأن ذلك يوصل إلى النتائج التي تريدها واشنطن، ويأتي تصاعد هذه الأصوات بعد ما سمي بالتعادل السلبي في المعركة بين إسرائيل و"حزب الله"، واحتمال دخول المنطقة عتبة جديدة، مع ما يرافق ذلك من تعادل سلبي في التحديات في العراق، وبين إسرائيل والفلسطينيين، ما دفع هذه الأصوات إلى طرح أسئلة داخل الإدارة حول المدى الزمني الذي سيبقى فيه وضع المنطقة مقتصراً على الحروب وبعيداً عن الحوار والسلام والمفاوضات.
وأشارت المصادر إلى ان قيام توجه ايجابي دولي نتيجة الموقف الإيراني التفاوضي سيجمع الأوراق الأميركية والإيرانية على الطاولة، ما سينتج منه تراجع في الخيارات التصعيدية لمصلحة التهدئة والحلول السياسية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00