8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ارتياح دولي للمواقف اللبنانية وضغوط على إسرائيل

يُعدّ اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم، لتحديد موقف نهائي من المساهمة في قوة "اليونيفيل" الجديدة التي ستنتشر في جنوب لبنان، استحقاقا كبيرا في مسيرة تطبيق القرار 1701، وتأكيد المسؤولية التي يضطلع بها المجتمع الدولي في التزام مقتضياته، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. ويعلق لبنان أهمية خاصة على صدور موقف ايجابي عن المجتمعين من أجل تعجيل نشر القوة على الأرض.
وكشفت مصادر ديبلوماسية معنية أن الحكومة اللبنانية حمّلت وزراء الخارجية الأوروبيين والمسؤولين الدوليين الذين زاروا لبنان أخيراً، دعوتها المجتمعين لتنفيذ القرار 1701 تنفيذا كاملا، وإزالة الحصار الاسرائيلي البحري والجوي وان يوصي الاجتماع الأوروبي بإعادة التأكيد على ذلك.
كما كشفت المصادر ان المشاورات الدولية مع اسرائيل تكثفت قبيل انعقاد الاجتماع لضمان إنجاحه بالقبول الأوروبي المشاركة في "اليونيفيل"، الذي لم يتراحع، بل جُمّدَ العمل به في انتظار الضمانات من الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية للدول الراغبة في المساهمة، من حيث ضرورة رفع الحصار، ودور "اليونيفيل" بالجنوب في تنفيذ القرار.
وأكدت المصادر ان المشاورات الدولية تمحورت على ما يأتي:
ـ الحصول من اسرائيل على ضمانات واضحة وموثوقة حول إزالة الحصار وعدم خرق القرار، وهما عاملان أساسيان لحضّ الدول على المضي في قرارها المساهمة في القوة. ولعل اسباب التركيز الأوروبي على الضمانات الاسرائيلية يعزى الى أن نتائج الاتصالات والمشاورات الدولية مع لبنان واسرائيل أكدت ان اسرائيل لم تكن واضحة في موقفها من الضمانات، في حين قدمت الحكومة اللبنانية كل الضمانات المطلوبة منها. ويشدد لبنان على ضرورة وحدة الموقف الداخلي في تطبيق القرار 1701، وهذا ما يتحقق من جراء التفاهم بين رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بما في ذلك موقف "حزب الله"، حيث ثمة اقتناع لبناني بضرورة التمسك بتنفيذ القرار ولا سيما لجهة اقامة المنطقة الخالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، لعدم ترك اي ذريعة لاسرائيل لعرقلة التوصل الى وقف النار الشامل ومرحلة الاستقرار السياسي والأمني في الفترة اللاحقة. وقد أشاد المجتمع الدولي بهذا الموقف اللبناني، وسعت المشاورات التي سبقت اجتماع بروكسل لموقف اسرائيلي مماثل.
ـ تركزت الاتصالات الديبلوماسية الدولية مع تل أبيب على ضرورة تجاوز الوضع الاسرائيلي الداخلي الحرج من جراء عدم التمكن من تحقيق انتصار عسكري واضح لاستثماره في المعركة السياسية، في مرحلة صدور القرار 1701 وما بعد صدوره. ذلك ان هذا الاحراج كان خلال الأيام الماضية لا يزال يمنعها من الالتزام بضمانات نهائية حول المطالب المتصلة بوجود "اليونيفيل" ودورها.
وخلافاً للتوجهات الدولية، سعت اسرائيل من خلال عدم اعطائها الضمانات لعرقلة حشد "اليونيفيل" لترك المجال أمامها للقيام بخروق للقرار لتحقيق انتصار او انجاز على الأرض من خلال عمليات اغتيال لقياديين في الحزب، أو لإيجاد "ستاتيكو" أمني يصعب ان يبقى دوماً تحت السيطرة، الى حين تحقيق هذا الانتصار. وواجهت اسرائيل ضغوطاً دولية في الساعات الاخيرة كي تقدم الضمانات المطلوبة. ونجاح الضغوط سيعكسها اليوم، مدى نجاح اجتماع بروكسل في الالتزام الأوروبي بـ"اليونيفيل".
وكانت المشاورات الدولية تكثفت قبل الاجتماع توصلا الى تفاهمات دولية حول مهمة "اليونيفيل" بموجب القرار 1701، ستوازي في أهميتها صدور قرار جديد عن مجلس الأمن، كانت واشنطن سعت اليه لطمأنة الأوروبيين، والفرنسيين تحديداً وتشجيعهم على المساهمة في القوة، على أن يتضمن القرار الزام اسرائيل و"حزب الله" ضمانات واضحة. وقد يتراجع احتمال صدور القرار في ظل التفاهمات التي يتم السعي للتوصل اليها مع اسرائيل. في حين، أن ثمة ارتياحا دوليا للتفاهم الضمني بين الجيش والمقاومة بأن الأول هو المسؤول عن الوضع على الأرض. وستتناول هذه التفاهمات دور "اليونيفيل" على الأرض، وصلاحياتها التي قد لا تكون واردة تحديداً في القرار 1701، الا انها ستكون على شكل قواعد انهاء الاشتباك لا ان تكون مهمتها كمهمة "اليونيفيل" في السابق والتي لم تكن تتعدى المراقبة وتسجيل الخروق والتحركات ومن ثم تحديد سبل التنسيق مع الجيش اللبناني على الأرض لمؤازرته في تنفيذ القرار.
وترغب الدول الأوروبية في التفاهم دولياً حول مهمة واضحة تتمتع بحق التصرف حيال الخروق والأسس الكاملة لدور القوة وصلاحياتها قبل الالتزام النهائي بالمساهمة.
يشار الى أن فرنسا ترفض ابقاء الجبهة مفتوحة في الجنوب بانتظار تحقيق اسرائيل لانتصار. كما ترفض تسلم القوة الدولية مهامها من دون ضمانات لئلا تتعرض لمخاطر أمنية في حال دخلت المنطقة من دون التشديد على هذه الضمانات.
وتتوقع المصادر، أن يتجدد الموسم السياحي في لبنان حتى مطلع السنة المقبلة وأن تعود رؤوس الأموال والسياح اذا ما أثمرت التفاهمات الدولية، حول مهمة "اليونيفيل" اليوم.
ويمثل الوجود الأوروبي في القوة ضمانة بحد ذاته.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00