تكثفت المشاورات اللبنانية ـ العربية خلال الساعات الماضية للتوافق حول مضمون البيان الختامي الذي سيصدر اليوم عن الاجتماع الاستثنائي لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي يستضيفه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في السرايا الكبيرة في الحادية عشرة قبل الظهر.
وثمة اتفاق أساسي على ان يشمل البيان تأكيد الدعم العربي لخطة الحكومة اللبنانية للحل بين لبنان وإسرائيل، عشية صدور قرارين جديدين عن مجلس الأمن. وسيشدّد العرب على وقوفهم إلى جانب لبنان في استعادة سيادته كاملة على أراضيه واحتواء تداعيات المرحلة المصيرية التي يمرّ بها.
ومن الواضح ان الدول العربية باتت تتبنى خلفية الخصوصية التي يتمتع بها كل مسار من مسارات الحل مع إسرائيل لكن في إطار عناصر الارتباط في ما بينها في النزاع العربي ـ الإسرائيلي.
ويؤكد مصدر حكومي ان من المهم أن لا يتحول المؤتمر العربي إلى تظاهرة دعم للبنان في المعنى العام، بل ان يجسد الدعم العربي لمشروع الحكومة اللبنانية الآني والطويل الأمد في آن، والذي من خلاله سيتم نقل لبنان نهائياً وفورياً إلى مرحلة بناء الدولة القوية والقادرة في إطار خطة النقاط السبع مع ما أضيف إليها من نقطتين تضمنهما اقتراح التعديل اللبناني لمشروع القرار الأميركي ـ الفرنسي المعروض على مجلس الأمن الدولي.
والنقطتان هما: انسحاب إسرائيلي فوري من المواقع التي تمّ احتلالها أخيراً، وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا لمصلحة القوات الدولية.
وأوضح المصدر الحكومي أن الجامعة العربية ستدعم في المقرّرات المرتقب صدورها، دور الدولة في استعادة سلطتها على كامل أراضيها، ودورها في مركزية السلاح وحصريته، وفي انتشار الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية بما في ذلك الجنوب، وإنهاء إطلاق النار فوراً وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي احتلها، وكلّ ذلك بصورة واضحة لا لبس فيها.
وأشار المصدر إلى ان هذه الخطة التي ستحظى بدعم عربي، تشكل مدخلاً لا بدّ منه لإرساء الحل عبر وقف النار الفوري، على أن يكون ذلك تمهيداً لاستعادة لبنان حقوقه وعودة الاستقرار إلى الجنوب وإلى الحدود الدولية وتوفير سيادته على كامل أراضيه.
وكشف المصدر ان هناك تفهّماً دولياً برز خلال الساعات القليلة الماضية لمقترحات الحكومة اللبنانية لتعديل المشروع الأميركي ـ الفرنسي، يقوم رئيس مجلس الوزراء باتصالات دولية موسعة للأخذ بها للوصول إلى وقف نار جدّي وتوفير حلّ دائم للنزاع.
وقال إنه "ينبغي ترجمة هذا التحرك إلى تعديلات في المشروع المطروح لكي يتم الانتقال من الوضع الحالي إلى مرحلة انسحاب القوات الإسرائيلية وتسلم الجيش اللبناني الأمن في الجنوب بوجود دور للقوة الدولية "اليونيفيل"، لذا من المهم أن لا تبقى الأمور في إطار المبادئ، ولكن يفترض تحويلها إلى خطوات قابلة للتنفيذ عبر تحصين مشروع القرار وتقويته، وهذا ما يطلبه لبنان من المجتمع الدولي ومن الدول العربية ايضاً عبر اجتماعهم غداً (اليوم) في بيروت".
وأكد المصدر أن "ثمة ثغر أساسية في المشروع المطروح لعل أبرزها ان لا موعد لوقف النار النهائي، ولا موعد للانسحاب العسكري من المواقع التي احتلتها إسرائيل، ولا موعد لتسلم الجيش اللبناني مهمته في حفظ الأمن في الجنوب، ما يعني انها فترة انتقالية غير واضحة الآفاق والأبعاد ما يتوجب من لبنان العمل عربياً ودولياً لتحصين القرار المنتظر".
كذلك، فإن من المرتقب ان يقرّ اجتماع الجامعة تحركاً عربياً في اتجاه سوريا للعب دور في مسألة تحديد الحدود بين لبنان وسوريا ولا سيما في ما يتعلق بمزارع شبعا ودعم جهود الحكومة اللبنانية حول ذلك.
وأكد المصدر ان التحرك العربي في هذا المجال سيساهم في تسهيل حلّ جانب كبير من هذه المشكلة التي كان لبنان يعاني حيالها بسبب عدم التعاون السوري.
إلى ذلك، سيتضمّن البيان استمرار تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والانساني للبنان وللشعب اللبناني، وتأكيد الدعم العربي في مجال إعادة إعمار ما هدم من جراء العدوان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.