8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

باريس ستواصل مساعيها الديبلوماسية مع طهران رغم عدم ارتياحها لنتائج لقاء دوست بلازي ـ متكي

في الوقت الذي يعد مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار جديد يوفر إطاراً سياسياً لوقف النار الشامل بين إسرائيل و"حزب الله" أكدت مصادر ديبلوماسية أوروبية ان فرنسا ستستكمل مساعيها الديبلوماسية مع إيران حول الملفين اللبناني والإيراني، على الرغم من عدم ارتياحها للنتائج التي حققها اللقاء الذي جمع وزير خارجيتها فيليب دوست بلازي ونظيره الإيراني منوشهر متكي في بيروت.
وأوضحت المصادر ان الديبلوماسية الفرنسية أجرت تقويماً للقاء بين الوزيرين، وللآفاق التي يمكن ان يحملها استكمال الجهود الديبلوماسية الفرنسية في اتجاه طهران، لإبداء ايجابية وتعاون حول الحل الدولي المطروح في مجلس الأمن، والذي سيأخذ في الاعتبار إلى حد كبير خطة الحكومة اللبنانية من النقاط السبع المعروفة. وأكد التقويم على ما يلي:
ـ أن هناك دوراً محورياً لإيران في موضوع تطبيق القرار 1559، لما يتصل ذلك بنفوذها على "حزب الله". وتدرك فرنسا ان ما سمعه دوست بلازي من متكي هدفه رفع السقف في الموقف الإيراني، من أجل الحصول على مكاسب خلال مدة الشهر الفاصلة بين انتهاء المهلة التي حددها قرار مجلس الأمن حول ضرورة وقف تخصيب اليورانيوم الإيراني، ومن غير المستبعد أن تكون طهران راغبة في القيام بضغوط تجاه المجتمع الدولي مقابل تعاونها، بغية تحقيق مقاربة دولية جديدة لملفها النووي تسمح لها بتطوير قدراتها النووية لأغراض سلمية.
ـ ان الموقف الإيراني خلال اللقاء بين الوزيرين قد تجاوز تأييد "حزب الله" لخطة الحكومة اللبنانية، ما يطرح علامات استفهام حول الهدف من ذلك، فهل هو لإحراج الحزب، أم لرفع السقف مجدداً. إذ ان متكي رفض خلال اللقاء مع دوست بلازي مناقشة المشروع الفرنسي الذي عرض الأخير تفاصيله لمعرفة التعاون لتنفيذه وبعد صدور قرار بشأنه عن مجلس الأمن. كما ان متكي لم يبدِ تجاوباً حول مدى الاستعدادات الإيرانية لدعم خطة الحكومة، إنما ركّز على نقاط ثلاث، ضرورة حصول وقف نار فوري، وتبادل الأسرى بين لبنان وإسرائيل، والسعي لإعادة الوضع في الجنوب إلى ما كان عليه قبل 12 تموز الماضي، الأمر الذي فاجأ الوزير دوست بلازي، لكنه لن يثني فرنسا عن مواصلة التحرك في اتجاه طهران من ضمن قناعتها بذلك في إطار ما قرره مؤتمر روما بشأن وجوب تعاون إيراني لحل النزاع.
ـ تؤكد المصادر ان اللقاء بين الوزيرين لم يجر الإعداد الجيد له، ولم يكن مدرجاً منذ البداية على جدول أعمال دوست بلازي، والإعداد الجيد يعني في اللغة الديبلوماسية دراسة إمكانات نجاحه من خلال تبادل رسائل مسبقة حوله، ما انعكس على النتائج التي انتهى إليها.
ـ ان اللقاء بين الوزيرين جرى بعد أيام قليلة على صدور قرار جديد عن مجلس الأمن يمهل طهران حتى نهاية آب الحالي لوقف تخصيب اليورانيوم، ما انعكس صعوبة أمامها في إبداء تعاون ايجابي، ولو جزئي، مع ما سعى دوست بلازي لطرحه، إذ في اعتقاد بلاده ان فرنسا التي رأست دورياً مجلس الأمن خلال تموز ساهمت بقوة في استصدار القرار الذي تعتبره إيران ضد مصلحتها، وهذا ما اثر على إمكان الخروج من اللقاء بنتائج تؤسس لتقدم جوهري في تقريب وجهات النظر الدولية ـ الإيرانية حول الملف اللبناني، علماً ان باريس كانت أوفدت إلى طهران مبعوثاً خاصاً في شأن القرار قبل صدوره لمزيد من المساعي الديبلوماسية.
غير ان المصادر تؤكد ان العاصمة الفرنسية تعوّل جداً على الدور الذي يضطلع به رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا سيما في هذه المرحلة من الوضع الدقيق الذي يمر فيه لبنان، وما يمكن ان يؤثر ذلك في العمل مع الحكومة اللبنانية لاستمرار وحدة الموقف الوطني.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00