كشفت مصادر ديبلوماسية غربية بارزة أن الإدارة الأميركية فوجئت باللقاء الذي جمع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في مقر السفارة الإيرانية لدى زيارتي الوزيرين لبيروت خلال الساعات الماضية.
وأوضحت المصادر أن اللقاء تم من دون وجود تنسيق مسبق حول انعقاده بين باريس وواشنطن، إلا أنه يأتي في إطار مسعى إضافي من جانب الديبلوماسية الفرنسية في اتجاه إيران لإقناعها بالتعاون الايجابي مع توجهات المجتمع الدولي في الموضوعين الأساسيين المطروحين على أعمال مجلس الأمن الدولي وهما:
ـ الموضوع اللبناني، لناحية ما يمكن لطهران أن تبذله من جهود، نسبة إلى ما تتمتع به من نفوذ على "حزب الله" من أجل العمل لتطبيق القرار 1559، والإفراج عن الأسيرين الإسرائيليين في إطار العناصر التي يحملها مشروع القرار الفرنسي المعروض للنقاش الدولي، والذي سيلتئم مجلس الأمن غداً للبدء بدراسته تمهيداً لاتخاذ موقف واستصدار قرار جديد حول الوضع اللبناني ـ الإسرائيلي في وقت لاحق.
ـ والموضوع الثاني، هو حث فرنسا لإيران على التعاون في مسألة ملفها النووي في ضوء قرار مجلس الأمن الأخير، والذي أعطى مهلة لإيران تنتهي آخر آب الجاري لوقف تخصيب اليورانيوم، وإلا انتقلت المسألة إلى فرض عقوبات ومن خلال الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة. وترغب فرنسا في إطار المحاولة التي قام بها وزير خارجيتها لاستطلاع الاستعدادات الإيرانية حول ذلك، في التأكيد لطهران أن الحلول السلمية لا تزال متاحة خلال فترة شهر من الزمن، وهي لا تزال تشكل أفضلية لدى المجتمع الدولي. لكن هذا المجتمع يتوقع من إيران اختيار إحدى ثلاثة خيارات هي: الالتزام بقرار مجلس الأمن الأخير، وهذا موقف إيجابي، وإما رفض الالتزام بالقرار، وهو موقف سلبي حيال المتطلبات الدولية، أو اتخاذ موقف وسطي يحمل في طيّاته علامات استفهام كثيرة قد تُطرح دولياً حول الموقف. إلا أن التوجه الدولي يقضي بأنه في حال اتخذت إيران الموقف الوسطي فإن ذلك لا يعني التزاماً كاملاً بالقرار الدولي، وبالتالي لا يعفيها من تحمل تبعاته من خلال الخطوات التي قد يتم التوافق عليها في مجلس الأمن. فإما أن تلتزم أو لا تلتزم بالقرار الأخير. وأكدت المصادر أن الوزير دوست ـ بلازي سمع شرحاً إيرانياً للموقف من الوزير متكي حيال الوضعين اللبناني والإيراني، وللثوابت الإيرانية حيالهما، ومنطلقات الاهتمامات الإيرانية بالموضوع اللبناني، ونظرة إيران إلى التعاون المطلوب منها دولياً، وشروط ذلك.
وأوضحت المصادر أن الإدارة الأميركية ليس لديها أي اتصال مباشر مع طهران أو دمشق، إلا أنها فوّضت ضمناً إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان العمل لحث هاتين الدولتين على التعاون، وتتوقع واشنطن أن يقوم أنان بهذه المهمة بالشكل الذي يرتأيه، من أجل إعطاء المزيد من الفرص الديبلوماسية لإيران وسوريا حيال الملفين اللبناني والإيراني. على أن استصدار القرار الأخير عن مجلس الأمن حول الموضوع الإيراني، هو تأكيد إضافي أن الإدارة الأميركية ليست في وارد الدخول في صفقات بالنسبة إلى كلا الملفين، وأنها تنتظر من إيران تحديد موقفها، ومن سوريا كذلك حول التعاون المطلوب.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.