كشف مصدر ديبلوماسي قريب من الأمم المتحدة في بيروت ان هناك ارتياحا دوليا لموافقة جميع اللبنانيين على مختلف المستويات، من حكومة، وجيش، و"حزب الله"، على أن مصلحة لبنان تكمن في البقاء خارج دائرة الصراع الحاصل بين اسرائيل والفلسطينيين. وهو ما عملت الأمم المتحدة وأكثر من طرف دولي على التأكد من الالتزام به، ومن ان لبنان يهتم جداً لاستمرار الهدوء سائداً على طول الخط الأزرق وانه يعمل ما في استطاعته للحفاظ على ذلك. وقد حصل بتوافق يمكن الثناء عليه.
وأوضحت، ان التحرك الدولي في هذا الشأن، استطاع ايضاً تجاوز تحد على مستوى المجموعات الفلسطينية في لبنان الا أن المنظمة الدولية تأمل ان تكون هذه المجموعات قد استفادت من الدروس السابقة، ومن مسألة انهم ضيوف في لبنان، وأنه لا يجب أن يقوموا في لبنان بأي عمل يتنافى ومصلحة هذا البلد. وقد تعلموا دروساً تاريخية، وليس من مصلحتهم ولا من مصلحة اللبنانيين ولا من مصلحة المنطقة بكاملها، أن يتم أي دخول من لبنان على دائرة التصعيد الحاصل بين اسرائيل والفلسطينيين ولا يصعب على المجتمع الدولي ان يرى ان مصلحة العرب بصورة عامة ليست في توسيع رقعة التصعيد.
واذ دعا المصدر، الى ضرورة تضافر الجهود الدولية لايجاد حل لما يحصل بين الفلسطينيين واسرائيل بسرعة. أكد، على السعي الدولي الحثيث بغية استئناف العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وبدء الحوار حول السلام بينهما، وان يتعامل الاسرائيليون مع الفلسطينيين كشركاء حقيقيين. وبالتالي يجب الا يتم دفع الأمور في المنطقة وداخل فلسطين، لاعطاء اسرائيل ذريعة لتعطيل هذه الأهداف، التي يفترض ان تؤدي الى تفعيل "خارطة الطريق"، التي تتضمن مبدأ الدولتين المستقلتين، والتي بدورها تعتبر مدخلاً اساسياً لتنفيذ المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت العربية 2002.
وأوضح، أن ما تقوم به المجموعة الرباعية الدولية، حالياً يستند أيضاً الى المبادرة العربية للسلام، وعلى هذا الأساس، يجري التنسيق مع الدول العربية، خصوصاً تلك المحورية، والأخرى المعنية مباشرة بالصراع، للعودة الى البحث السياسي لايجاد الحلول اللازمة له، وهو أمر بالغ الأهمية.
كما أوضح، ان هناك جهودا واتصالات ديبلوماسية غير معلنة، تقوم بها كل من الولايات المتحدة الأميركية، والأمم المتحدة، وفرنسا، والاتحاد الأوروبي، مع اسرائيل على خط مواز للاتصالات مع لبنان وغيره من دول المنطقة للابقاء على الوضع الاقليمي هادئا وهذا مهم وعلى الأطراف المعنيين الموافقة على أن الحل المطروح لوقف النار على الفلسطينيين هو باطلاقهم الجندي الاسرائيلي الأسير، والقبول الفوري ببدء المفاوضات السلمية وتفعيل "خارطة الطريق"، وهذا أيضاً مهم بدوره لأنه يساعد في البدء بالحل، لأن الجميع يوافق على ان الأولوية هي للبحث في الحلول.
وأشار، الى أن اتصالات دولية ايضاً اجريت مع سوريا لتأمين قبولها بهذا الحل، خصوصاً وأن تصريحات المسؤولين الاسرائيليين حول أن من شارك في الأعمال الارهابية لن يكون في مأمن، ان سوريا تتحمل مسؤولية ما يحصل، يعطي دلالة أن اسرائيل تتطلع الى سوريا في اتهامها حول الجهة التي تقف وراء تطورات الموقف الفلسطيني، وان ذلك يعني في اللغة الديبلوماسية تهديداً لدمشق لا يجب أن تتجنب أخذه بالاعتبار.
وقال، ان الاتصالات الدولية لا سيما الروسية مع دمشق قائمة، على الرغم من ان اسرائيل لا تعتبر أن سوريا تشكل بالنسبة اليها تهديداً استراتيجياً، خلافاً لما هو الواقع بالنسبة الى ايران التي تعتبر تل أبيب أن تطوير طاقتها النووية هو بمثابة تهديد استراتيجي لها. وتضع اسرائيل سوريا في خانة المحرك الأساسي لتعريض امنها للاعتداءات التي لن تتوانى عن ردعها، وان ليست في مستوى التهديد الاستراتيجي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.