أبلغ لبنان أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أثنى على الجهود اللبنانية لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ فور بدء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي الفلسطينية، والدعوة اللبنانية الحازمة إلى اتخاذ موقف عربي للتحرك لدى مجلس الأمن الدولي لوقف الاعتداءات.
وأوضحت مصادر ديبلوماسية معنية ان المشاورات بين وزراء الخارجية العرب قائمة، وتتركز على متابعة التطورات الفلسطينية وعلى تنفيذ ما توصل إليه اجتماع الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين من مقررات بالتحرك العربي لدى مجلس الأمن لدرس إمكان استصدار قرار جديد حول الأوضاع في فلسطين وتأكيد الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وسيادته على أرضه، وإقامة دولته المستقلة.
وتضمنت مقررات الاجتماع تسع نقاط هي: وقف العمليات العسكرية، وإطلاق الأسرى، والعودة إلى العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، واعتماد مرجعية "خارطة ـ الطريق"، وعدم التعرض للمدنيين واستهدافهم، وفتح المعابر ورفع الحصار، والسماح بدخول المؤن والأغذية وإطلاق الوزراء والنواب الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل فوراً.
وأبقى المندوبون لدى الجامعة اجتماعاتهم مفتوحة لمتابعة التطورات واتخاذ القرار المناسب في شأن دعوة وزراء الخارجية العرب للاجتماع استثنائيا لدرس التطورات في فلسطين. فيما لم يبلغ لبنان حتى الساعة ما إذا كانت الدعوة إلى الاجتماع الوزاري ستتم أم لا، في انتظار تطورات الاتصالات العربية ـ العربية، والعربية ـ الدولية.
وتشير المصادر، إلى ان هذه الاتصالات دونها ضغوط دولية معاكسة. فعلى المستوى العربي، وعلى الرغم من الاستنكار لما يواجه الفلسطينيين من اعتداءات وقتل، فإن الدول العربية، لا سيما تلك الفاعلة، تفضل معالجة الاعتداءات بالوسائل الديبلوماسية الثنائية التي تربطها بالدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن، وتعتقد أن هذه الوسيلة تبدو مجدية بدل التعرض الى مزيد من الضغوط نتيجة المقاربة العربية للموضوع الفلسطيني عبر مجلس الأمن الذي يبقى لسنوات بعيداً من المقررات الفعلية في المجلس، وحيث كان ثمة إجماع دولي على إبعاده عنه.
أما على مستوى اتصالات المجموعة العربية في الأمم المتحدة، فتؤكد المصادر، أنها لم تتوصل الى نتائج، لذا تستبعد أن تحظى بقَبول الدول الأعضاء في المجلس بما يسمح بتمرير قرار جديد حول الوضع الفلسطيني. وقد وضعت الولايات المتحدة الأميركية الكرة في الملعب الفلسطيني وحمّلته مسؤولية الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون. كما أن ردّ فعل معظم الدول الغربية وضعت اللوم على الفلسطينيين في عدم تقدم احتمالات الحل السلمي للنزاع العربي ـ الإسرائيلي.
وهذا ما أظهرته أيضاً التقارير الديبلوماسية التي وصلت الى بيروت، الأمر الذي يؤكد وجود انحياز دولي شامل لإسرائيل، كما يؤكد المصاعب أمام إمكان استصدار قرار جديد عن المجلس، وإن لم يكن يحمل إدانة لإسرائيل، أبرزها استعمال حق النقض اليتو.
وهذا الواقع، يفسّر تريّث موسى في دعوة وزراء الخارجية العرب الى الاجتماع واتخاذ موقف مما يحصل. ذلك أنه يفترض بأي اجتماع وزاري عربي طارئ أن يتخذ مقررات وتحركا فوريا، وأي تحرك في ظل الضغوط الدولية الحاضرة لا بد من أن يصطدم بالتوجه الدولي داخل مجلس الأمن الذي يعارض استصدار قرار جديد.
وفي هذه الأثناء، تتكثّف الاتصالات الديبلوماسية بين كل من مصر والمملكة العربية السعودية وقطر والولايات المتحدة الأميركية لإيجاد مخرج لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتهيئة الأجواء للعملية السياسية، ولشحذ نشاط "الرباعية الدولية" حول المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.