أفادت مصادر ديبلوماسية لبنانية، ان لبنان يؤيد اي تحرك عربي تقوم به جامعة الدول العربية، بغية وقف الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وانه مستعد للمشاركة في أي اجتماع استثنائي قد يدعو اليه الأمين العام للجامعة عمرو موسى على مستوى وزراء الخارجية العرب، لهذه الغاية.
وأوضحت المصادر ان لبنان أجرى خلال الساعات الماضية اتصالات عربية ودولية لا سيما تلك التي قام بها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، وأخرى عبر القنوات الديبلوماسية هدفت الى القيام بمساع لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين، ثم على خلفية الاستعدادات العسكرية الاسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، والتهديدات بتوجيه عمل عسكري ضد لبنان اذا ما تعرضت اسرائيل لأي اعتداء من الجانب اللبناني.
وتمحورت الاتصالات اللبنانية مع الأمم المتحدة، ومع قيادة القوى الدولية العاملة في الجنوب "اليونفيل" ومع كل من الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي حول تأكيد أمرين:
ـ الأول: الابلاغ عن عدم وجود نية لبنانية بالتصعيد، أو بالتدخل على خط التطورات الاسرائيلية ـ الفلسطينية، والتي طالت سوريا في الوقت نفسه. كما أعرب لبنان عن أمله في ان تؤدي الاطراف الدولية دوراً في ايصال هذه الرسالة الى كل الجهات المعنية على الأرض، وعدم القيام بتهديدات اسرائيلية أو اعتداءات، وبضرورة الحفاظ على الوضع الهادئ في الجنوب قائماً، وعلى أهمية ضبط النفس، لكي يبقى الوضع على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية، والوضع الاقليمي على حد سواء، تحت السيطرة.
والثاني: حرص لبنان على اجراء مشاورات دولية استباقية ـ ردعية، لما يمكن ان تحمله اي تطورات اسرائيلية ـ فلسطينية بحيث لا يمكن لأحد ان يتكهن حول حقيقة النوايا الاسرائيلية. وما اذا كانت تل أبيب تنتظر فعلاً حصول أي عمل عسكري ضدها للقيام باعتداءات واسعة. وبالتالي لا يمكن لأي جهة تقدير احتمالات خروج الوضع عن السيطرة في ضوء الحسابات الاسرائيلية حول مصالحها في ذلك، وفي توسيع دائرة عملياتها العسكرية مع أكثر من طرف، في الوقت نفسه، مع الاشارة، الى أن أي عمل عسكري ستكون له أهدافه السياسية ومن بينها اعادة خلط الأوراق على الساحة الاقليمية من جديد.
وتستبعد المصادر ان يكون هناك تشجيع دولي على تغيير قواعد اللعبة التي تحكم الوضع على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية، الأمر الذي يزيد من فاعلية التحرك الديبلوماسي اللبناني الاستباقي، في مرحلة الانتظار الدولي لتطورات الملفات الاقليمية، وتطبيق سياسة ضبط الأمور والاحتواء للتصعيد، كمخرج متروك حالياً للوساطات الديبلوماسية.
وأوضحت المصادر ان الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، والتهديدات المتصلة بلبنان، انعكست ايجاباً على اجواء جلسة الحوار أول من أمس، اذ زادت المواقف بين المتحاورين توحداً حول العدو الخارجي المشترك وهو اسرائيل، ما يستوجب ضرورات العمل للحفاظ على الاستقرار الداخلي والتماسك والوقوف مع أي تحرك استباقي ردعي ضد قيام اسرائيل باعتداء محتمل، فضلاً عن وحدة الموقف الحواري بالنسبة الى المخاطر الاقليمية، والسعي الى تجنب ان يتعرض الاقتصاد اللبناني لأي استهدافات في هذا الاطار.
ولاحظت المصادر ان المسؤولية الوطنية التي يتمتع بها "حزب الله" جعلته خلال الفترة القليلة الماضية يأخذ في الاعتبار النصائح الدولية التي أبلغت بها بيروت، حول ضرورة عدم اتاحة الفرصة أمام اسرائيل للقيام باعتداءات على لبنان، ويتوقع استمرار هذا المنحى. وأشارت الى أن الأمانة العامة للحزب أدت دوراً كبيراً في وقف اطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في الجنوب. قبل نحو شهر أثر التصعيد بين اسرائيل ومنظمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية، وحيث ساهم الحزب في الرد على اعتداءات اسرائيل آنذاك. مع العلم أن وقف النار أخذ وقتاً للالتزام به تماماً من الجانب اللبناني، لكنه تم ولا يزال قائماً.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.