8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

كثافة الزيارات الرسمية الأميركية للبنان للردّ بحزم على الترويج لتراجع الدعم

حدّدت مصادر ديبلوماسية مهمة في واشنطن، الأسباب التي تجعل الإدارة الأميركية تضاعِف إيفاد مسؤوليها في شتى مجالات العلاقات الثنائية الى بيروت. وجاء في طليعة هذه الأسباب الردّ بحزم على محاولات الترويج الاخيرة بأن الاهتمام الدولي بالملف اللبناني قد تراجع، وبأن الولايات المتحدة باتت معنية أكثر بأولويات الملفين الإيراني والعراقي.
لذا، تعددت الزيارات الرسمية الأميركية لبيروت، والتي ستتواصل خصوصاً في مرحلة تقديم رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيرج براميرتس تقريره إلى مجلس الأمن الدولي في 15 الشهر الجاري، لإثبات إصرار الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على رعاية مسيرة الاستقلال في لبنان، ودعم إعادة بناء قدراته وتطوير اقتصاده، ومساندته، وتوفير الدعم لاستكمال التحقيق في الجريمة ومقاضاة المجرمين دولياً وعدم التراجع عن ذلك.
وأوضحت المصادر ان كثرة الزيارات تعزى إلى الآتي:
ـ التعامل مع لبنان دولةً مستقلةً ذات سيادة، وان مقتضيات استقلاله تنعكس على حريته في اتخاذ المواقف السياسية التي يراها ملائمة لمصالحه وتخدمها، كما تنعكس على أدائه الدولي ومستوى تفاعله وتطورات العلاقات الدولية.
ـ ضرورة تعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وخصوصاً تلك التي شملتها الزيارات الرسمية، وهي متصلة بالتشاور السياسي بين البلدين، والمساعدة الأمنية والعسكرية للبنان. والتعاون في مجال المنظمات الدولية، وتبادل الدعم في المواضيع المطروحة في جدول أعمال الأمم المتحدة ولا سيما مسألة مكافحة الإرهاب الدولي، فضلاً عن تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان.
وسيجري، أمنيا، درس خطة مفصّلة كلفتها نحو مئة مليون دولار أميركي لإعادة تأهيل تجهيزات الجيش اللبناني ذات المورد الأميركي، وأخرى لدعم القوى النظامية ومنها قوى الأمن الداخلي، لدى زيارة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بعد أيام، إلى واشنطن.
وسيجري البحث ايضا في إعادة تأهيل القدرات العسكرية اللبنانية، وسبل تعجيل هذه الخطوة التي تخضع لقرار سياسي أميركي يشكل موقف الكونغرس فيه الحجر الأساس. وتتبع ذلك زيارة، أواخر الشهر الجاري، لوزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت تدرج في الإطار عينه.
واستناداً إلى المصادر، لا يزال الكونغرس الذي يتأثر معظم أعضائه بموقف اللوبي اليهودي، ينتظر ما سيقوم به لبنان بشأن سلاح "حزب الله"، على الرغم من دعم الإدارة الأميركية للتوجه الاستقلالي وتشجيعها العقيدة السيادية الأمنية للبنان.
وانعكس تعميق صلات التعاون الثنائي الأميركي ـ اللبناني على الصعيد القنصلي، فثمة قرار متخذ بتسهيل شؤون اللبنانيين في الولايات المتحدة، وتعزيز فرص تشريع إقامة من يقيمون هناك إقامة غير واضحة للسلطات.
عدا الجهود الثنائية المبذولة لتوقيع اتفاق بتوأمة بيروت وواشنطن.
اما على المستوى الاقتصادي الثنائي، فثمة دعم أميركي للمؤتمر الدولي لدعم لبنان والذي قد يتأخر انعقاده إلى آخر هذا الصيف في انتظار إنجاز الاستعدادات اللبنانية الخاصة بذلك.
ـ ان المقاطعة الرسمية الأميركية للسفير اللبناني في واشنطن فريد عبود، تجعل الإدارة الأميركية أكثر ميلاً إلى ايفاد مسؤوليها في شتّى المجالات إلى لبنان لاستطلاع استعداداته السياسية والاقتصادية والأمنية. وترى المصادر، ان واشنطن، هي ايضا، تعوّل على تكثيف الزيارات الرسمية اللبنانية للولايات المتحدة، وهي متوقعة في المرحلة المقبلة وفقاً للجهود المبذولة على المستوى الثنائي لتأكيد الاهتمام المشترك لتنشيط التوجه الجديد في العلاقات وفي إطار بلورة ما توصلت إليه زيارتا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لواشنطن. في حين انه على أهمية الأداء الذي يتمتع به الديبلوماسيون في السفارة في واشنطن، فإن القواعد الديبلوماسية المحددة تعوق توسيع الاتصالات، الأمر الذي يحتم لدى المسؤولين الأميركيين قيام مسؤولين لبنانيين بزيارات مماثلة.
وتؤكد المصادر، ان ما يرغب الجانب الأميركي في رؤيته في إطار هذا الدعم، قيام دولة معاصرة وديموقراطية تتمتع بأعلى مستوى من تنفيذ معايير حقوق الانسان، من أجل اعتماد ذلك نموذجا في المنطقة، وفي نجاح تجربة السياسة الأميركية فيها، بطريقة يتم اخذها بالاعتبار في الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00