8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

بلازي في بيروت الشهر المقبل

في موازاة التحرك الأميركي المكثف باتجاه الملف اللبناني، ان على صعيد مواقف الدعم الرسمية أو الزيارات المتتالية التي يقوم بها مسؤولون أميركيون الى بيروت، يبرز تطور جديد في الموقف الفرنسي، يتجلى باستئناف الزيارات الرسمية على مستوى رفيع للبنان، من خلال الزيارة التي يرتقب ان يقوم بها وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي الى بيروت في النصف الثاني من شهر تموز المقبل.
وأوضحت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان الزيارة، تأتي في اطار جولة لبلازي على عدد من دول المنطقة العربية لاستطلاع مواقفها من الأوضاع الاقليمية، بعدما كان زار اسرائيل في وقت سابق، الا أن الجولة لن تشمل سوريا.
ولفتت المصادر الى أن توقيت زيارة بلازي الى لبنان في تموز، مع العديد من الاستحقاقات اللبنانية المقبلة، يهدف الى التأكيد الفرنسي على الوقوف الى جانب لبنان واستقلاله وسيادته على كامل أراضيه، ومعرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومحاكمة المتورطين دولياً، وتقديم الدعم للحكومة اللبنانية برئاسة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، والدعم للاقتصاد اللبناني وتطويره فضلاً عن استطلاع الاستعدادات لدى اللبنانيين سياسياً واقتصادياً وأمنياً بصورة مباشرة، بعدما كان ذلك يتم في السابق عبر الزيارات لمسؤولين لبنانيين الى باريس لا سيما الرئيس السنيورة ورؤساء الكتل النيابية خصوصاً النائب سعد الحريري. والنائب وليد جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب الآخرين. في مرحلة كانت باريس تفضل ترك موضوع زيارات رسميين فيها الى لبنان للظروف التي تراها ملائمة.
من هنا سيطّلع بلازي على آفاق التطورات اللبنانية، بعد الاستحقاقات التالية:
ـ ما سيتضمنه التقرير الثاني لرئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري سيرج براميرتس والذي سيحال الى مجلس الأمن في 15 حزيران المقبل. وبالتالي ما سيتوصل براميرتس الى اعلانه من حيث التقدم المرتقب في التحقيقات التي يجريها بصورة بعيدة عن الاعلام، وما سيعبر عنه مجلس الأمن بالنسبة الى قناعات الدول الأعضاء فيه حول النظر في التقرير والاجراءات الواجب اعتمادها في ضوء الوقائع الجديدة.
ـ بلورة الاتصالات المكثفة التي يجريها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، مع المجموعة الدولية بالنسبة الى تشكيل المحكمة المختلطة الدولية ـ اللبنانية لمقاضاة المجرمين، والمرجعيات التي ستعتمدها في عملها، وما اذا كانت ستعتمد الأسس الفرنسية، أو الانكليزية، حيث ان هناك فارقاً متصلاً بطريقة الادعاء وبموقع المدعي العام في المحكمة، اضافة الى المشاورات التي يقوم بها أنان بشأن التجديد لبراميرتس لستة أشهر جديدة أو لسنة.
ـ الاطلاع على أوضاع الحوار اللبناني الداخلي في ضوء ما ستحمله الجلسة المقبلة في الثامن من حزيران. وما قد يستتبعها من جلسات قبيل زيارة بلازي، والذي شدد على استمرار هذا الحوار، لأنه الحل الأسلم للقضايا المطروحة للبحث في لبنان.
ـ دعم الحكومة اللبنانية، ودعم التوجه الذي تعمل في اطاره، وهو الحوار والاصلاح، والعمل لتثبيت الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد. وذلك، في وجه كل المحاولات التي تهدف الى اسقاط الحكومة، والتشكيك بشمولية تمثيل رئيسها، وتحريك الملفات المعيشية لأهداف تطال مصيرها في مرحلة ما بعد 15 حزيران المقبل وتقرير براميرتس.
ـ بلورة الخطوات التي تكون قد توصلت اليها الحكومة حول خطتها الاصلاحية والتي ستعرضها على المؤتمر الدولي لدعم لبنان بحيث أن مسألة تحريك انعقاده، تنتظر الانجازات اللبنانية في هذا الشأن والتي تعمل الحكومة على التوافق الداخلي حولها، في اطار "عملية تشاورية" على مختلف المستويات، قبل التوجه بها الى المؤتمر.
لذلك سيبحث بلازي في بيروت تطورات الأوضاع في المنطقة في ضوء استئناف "الرباعية الدولية" لنشاطها، والتي عقدت اجتماعاً لها في 9 أيار الجاري في نيويورك، ستليه اجتماعات أخرى لبحث مسار السلام بين الفلسطينيين واسرائيل من خلال انطلاق "خارطة الطريق" من جديد. وتؤيد فرنسا اعادة التمويل الدولي للفلسطينيين في ظل حكومة "حماس، وتعارض فكرة اقتصار التمويل فقط على الشأن الانساني واستثناء الأجهزة العسكرية والأمنية من ذلك.
وسيتناول رئيس الديبلوماسية الفرنسية خلال وجوده في بيروت التطورات على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وموقف لبنان حيالها. وعلم ان بلازي، طلب من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، ان توقف اسرائيل طلعاتها الجوية فوق الأراضي اللبنانية اثناء مرحلة الحوار الوطني، لا سيما لدى انعقاد المؤتمر.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00