8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

موفد أنان للسلام يزور المنطقة قريباً

يترقب لبنان باهتمام المساعي الدولية حول السلام في الشرق الأوسط من خلال استئناف نشاط "المجموعة الرباعية" التي تضم الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة التي ستعقد اجتماعاً لها غداً الثلاثاء في نيويورك على مستوى وزراء الخارجية وبمشاركة وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية ومصر والأردن فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.
واستناداً إلى مصادر ديبلوماسية بارزة، سيبحث اللقاء الأوضاع الفلسطينية ـ الاسرائيلية وسبل تطبيق "خارطة الطريق" وتطلعات الحكومة الفلسطينية الجديدة بعد فوز حركة "حماس"، والدعم الاقتصادي الدولي للفلسطينيين، بحيث تؤكد المصادر ان "الرباعية" ستطلب من الحكومة الفلسطينية احترام قواعد عملها والاتفاقات الموقعة سابقاً بين الفلسطينيين واسرائيل، ورفض العنف، وتأييد الحل النهائي على أساس الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية ذات السيادة.
وتشير المصادر إلى انه على الرغم من المساعي الدولية لتحريك الاهتمام بالملف الفلسطيني ـ الاسرائيلي، فإن لبنان يبقى في صلب أولويات المجتمع الدولي، ولاسيما انطلاقاً من ان توافر الاستقرار في لبنان وقيام الدولة المستقلة ذات السيادة والموحدة الموقف يشكل عاملاً مهماً في استقرار المنطقة بكاملها بدلاً من بقاء لبنان ساحة تعكس التجاذبات واختباراً لنفوذ القوى الاقليمية والدولية.
ولذلك، من المتوقع ان يرسل أنان موفده الخاص لعملية السلام ألفارو دي سوتو إلى لبنان والمنطقة في وقت لاحق لاستطلاع الوضع الاقليمي والاستعدادات التي لدى دول المنطقة لاستئناف هذه العملية.
وكان دي سوتو زار لبنان نهاية العام الماضي في اطار جولة له في المنطقة.
ويرى انان انه من المفيد ان تباشر الأمم المتحدة القيام بدورها في المنطقة، ولو ان الأولوية في هذا المجال خلال المرحلة القريبة لن تكون لدفع المسارات الثلاثة للسلام في الشرق الأوسط، اي اللبناني ـ الاسرائيلي، والسوري ـ الاسرائيلي، والفلسطيني ـ الاسرائيلي في الوقت نفسه، بل للتركيز في البداية على الفلسطيني ـ الاسرائيلي نظراً الى عوامل عدة أبرزها:
ـ ان إعادة الاهتمام الدولي بهذا المسار ودفعه إلى الواجهة يعبر عن متنفس دولي مطلوب بعد فترة سادها الجمود في هذا الاهتمام باستثناء ما كُلفت مصر القيام به من جهود أثناء مرحلة بناء المؤسسات الفلسطينية والانتخابات التي واكبتها إلى حد ان الجولة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية في المنطقة قبل نحو شهرين لم تشمل الأراضي الفلسطينية ولا اسرائيل.
ـ تهيئة الأجواء الدولية لإعادة تحريك السلام في انتظار أجندة الحكومة الجديدة في اسرائيل خصوصاً ما هو متصل بسياستها الخارجية ومع دول المحيط تحديداً.
ـ الإحراج الذي تواجهه "الرباعية الدولية" ولاسيما بعد الفوز الكبير لـ"حماس" في فلسطين، وعدم القدرة الدولية على الرهان على انكفاء "حماس" في السعي الى تحقيق المبادئ التي قامت على أساسها حتى ان بعض الدول الخليجية نصحت وزراء فلسطينيين بضرورة الجمع في الموقف بين مبادئ "حماس" وما يطلبه المجتمع الدولي من هذه الحركة في آن، الأمر الذي يقتضي دولياً إعادة الاهتمام بهذا الملف.
ـ ان المجتمع الدولي يعتقد ان إعادة استئناف "الرباعية" لدورها، سيكشف ما اذا كانت اسرائيل تريد إعادة تحريك مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وإذا ما كانت مهيأة داخلياً في ضوء أجندتها المتوقعة لذلك.
وعملت اسرائيل على استنفاد المواقف الغربية ورفع السقف حيال مسألة من هو الطرف الفلسطيني الذي سيتحاور معها: السلطة الفلسطينية أم "حماس".
وثمة مؤشرات الى احتمال قبول اسرائيل بالتحاور مع "حماس" عبر طرف ثالث لكن على الفلسطينيين الحسم من جانبهم من هي الجهة التي ستفاوض في ظل الدستور الفلسطيني الجديد، لأن اتفاق "أوسلو" قبل ذلك نص على ان منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.
ويترقب لبنان استناداً إلى المصادر، التوجه الذي سيسلكه الفلسطينيون في ضوء ما ستبلوره نتائج جولة وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار العربية لشرح الموقف الفلسطيني وطلب الدعم، بحيث ان زيارته لكل من الرياض والقاهرة تساعد في بلورة التوجهات الدولية بالنسبة إلى الملف الفلسطيني. أما لبنان الذي وعده بتحديد موعد لزيارته في وقت لاحق، فإنه يعتبر ان اتضاح التوجه الفلسطيني سيساعد في أن تكون زيارته للبنان أكثر فاعلية في حين ان سوريا استقبلت الزهار بإعلان رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي بين الطرفين في رسالة دعم للسلطة المنتخبة شرعياً، بحيث لا يمكن بحسب رأيها للمجتمع الدولي اتهامها بدعم منظمة متطرفة.
وتقوم دمشق في الوقت نفسه ببذل مساع مع أطراف عربية وأوروبية لإطلاق عملية السلام.
وعلم ان اتصالات سورية بدأت مع اسبانيا، ترغب دمشق من خلالها بخرق موقف الاتحاد الأوروبي عبر مدريد، لكي تتوسط لدى فرنسا في مسألتين: إعادة النظر حيال الموقف القائم دولياً من دمشق، وإعادة العمل لإقناع باريس ان سوريا مفيدة اقليمياً وقادرة على تأدية دور مهم في السلام وقضايا المنطقة، وإذا ما كان ذلك قابلاً للبحث، قيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة لإسبانيا قريباً.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00