8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

اللقاء المطوّل بين بوش والسنيورة لتأكيد الدعم المطلق رغم العراقيل الداخلية والإقليمية

أفادت مصادر ديبلوماسية في واشنطن ان اللقاء المطوّل الذي سيعقده الرئيس الأميركي جورج بوش غداً الثلاثاء في البيت الأبيض مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، والذي سيمتد لساعتين يتخللهما غداء عمل، يجسد أعلى مستوى من التعبير الرسمي الأميركي عن التقدير والتكريم الاضافيين في استقبال رؤساء الدول أو الحكومات، كما يشكل تعبيراً عن إزالة القيود البروتوكولية التي تفرضها مواعيد الرئاسة الأميركية.
وتوقعت المصادر ان ينعكس هذا الأمر إيجاباً على الارتياح في تبادل وجهات النظر حول نقاط البحث اللبنانية ـ الأميركية المطروحة على جدول أعمال اللقاء، خصوصاً تلك المتعلقة بالمجالين السياسي والاقتصادي وزيادة التعاون الثنائي، وعلى الصراحة التي ستتسم بها الجلسة.
وسيعقد اللقاء في الحادية عشرة قبل الظهر بتوقيت واشنطن، السادسة مساء بتوقيت بيروت، وسيستهل به السنيورة زيارته إلى العاصمة الأميركية، التي وصفت بأنها ستكون "ضخمة"، وعلى جدولها لقاءات تجمعه والوفد الوزاري المرافق، مع وزير الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، ومساعد الوزيرة رايس لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش، ووزير المال جون سنو، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزير العدل الأميركي وعدد من النواب الأميركيين من أصل لبناني، بالاضافة إلى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، ومن بينهم تشاك هيغيل، ونك رحال، وجون سنونو.
كما يلتقي السنيورة السفراء العرب المعتمدين في واشنطن، وسيزوره في مقر اقامته المسؤولون الأميركيون الكبار والوزراء كافة، كما يشارك في غداء العمل الوزيرة رايس ونائب الرئيس ديك تشيني، وعدد من الوزراء والموظفين الكبار في البيت الأبيض.
ويلتقي السنيورة أيضاً مديري صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ويقيم الديبلوماسيون في السفارة اللبنانية في واشنطن حفل استقبال تكريمي على شرفه، مساء الأربعاء في فندق "فور سيزون" حيث مقر اقامته، يحضره أبناء الجالية اللبنانية، في لقاء رسمي هو الأول من نوعه بين رئيس الحكومة والجالية في واشنطن، التي تتميز بأهمية خاصة في مواقعها في الولايات المتحدة.
وأوضحت المصادر ان هدف دعوة السنيورة الى البيت الأبيض والاستقبال والحفاوة العاليين اللذين سيلقاهما خلال الزيارة، يتركز على التعبير عن الدعم المطلق والشامل للحكومة اللبنانية ولما تبذله في سبيل بناء الدولة القوية والقادرة والحرة والمستقلة، وجهودها في مجال التطوير الاقتصادي والاداري، وللحوار الوطني الذي بدأه لبنان لايجاد الحلول للقضايا المتصلة بالتزاماته تجاه الشرعيةالدولية.
ويأتي توقيت التعبير عن الدعم المطلق، استناداً إلى المصادر، في ظل الظروف الداخلية اللبنانية والاقليمية المتصلة بالملفين الايراني والعراقي. ومن خلال ذلك توجيه رسائل لتأكيد ثوابت الموقف الأميركي حيال الملف اللبناني، والتي لن تتغير، وللتأكيد بأن الرهان على هذه المتغيرات ليس في محله.
ففي الشأن الداخلي اللبناني، سيتناول البحث الانجازات التي حققتها مسيرة 14 آذار ووضعها الراهن، وبتطورات الحوار الوطني لاسيما ما يتعلق بالمسائل التي جرى ارجاؤها، وسيسمع السنيورة في واشنطن مدى التعويل الأميركي على ما ستحققه حكومته، وهي التي تتمسك الادارة الأميركية بنظرتها حيالها بأنها تقود البلاد إلى الأمام وعلى عاتقها ملء الفراغ السياسي الذي خلفته المرحلة السابقة، فضلاً عن التركيز على ان العراقيل التي تواجه الحكومة، لن تشكل عقبة أمام تدفق الدعم الأميركي والدولي للحكومة سياسياً واقتصادياً وديبلوماسياً، ووجوب العمل على تذليل أي أمر يحول دون حسم المسائل في القضايا ذات البحث الداخلي، لان الآمال معلقة على الحوار الداخلي، بحيث ان الباب مفتوح أمام العملية السياسية في لبنان لكي تأخذ مداها الواسع، لكن في الوقت نفسه، لا يمكن إلا التأكيد على استمرار الدعم للبنان، واستمرار الولايات المتحدة على موقفها، لا سيما بعد سلسلة الإنجازات التي تحققت ومنها الانسحاب السوري من لبنان، والتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقرار إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي.
أما بالنسبة إلى الرسائل الإقليمية، فإن الدعوة تأتي بمثابة ردة الفعل السياسية على الطلب السوري من السنيورة "التحضير جيداً قبل زيارته لدمشق". فتأتي الدعوة البالغة التكريم من واشنطن لتؤكد بأن أولوية الملف اللبناني لدى الإدارة الأميركية ثابتة ولا شيء تبدل في ذلك، وان لبنان لا يزال تحت المجهر الدولي والآمال معلقة دولياً على ما ستقدمه الحكومة من إنجازات متصلة بسيادة لبنان واستقلاله وازدهاره الاقتصادي، وان أي ملفات إقليمية، اخرى أكانت إيرانية أو عراقية أو فلسطينية لن تثني واشنطن عن إكمال مسيرة الدعم للبنان.
اما على المستوى الاقتصادي، فسيجري البحث في إيجاد تصور أقوى لآلية الدعم الاقتصادي للبنان، سيبلورها مؤتمر سفراء الدول المانحة الذي يرتقب ان ينعقد في باريس في ضوء ما سينتج عن زيارتي واشنطن ونيويورك. وتترقب الإدارة الأميركية إنجاز خطة الإصلاحات التي تعدها الحكومة ليصبح الدعم من خلال المؤتمر الدولي جاهزاً.
ويشارك السفير الأميركي جيفري فيلتمان في الاجتماعات التي سيعقدها السنيورة الذي حرص على ان يكون الوفد الوزاري ممثلاً لكافة الافرقاء اللبنانيين بحيث ان ما سيعبر للإدارة الأميركية حوله، سيكون بمشاركة الجميع وعلى اطلاع مباشر منهم بحيث يأتي الموقف اللبناني في الولايات المتحدة موحداً، وممثلاً لكافة ابناء المجتمع اللبناني.
وينتقل السنيورة والوفد الخميس المقبل إلى نيويورك حيث سيلتقي في اليوم نفسه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، وموفده الخاص لتنفيذ القرار 1559 تيري رود ـ لارسن، ووكيله للشؤون القانونية نيكولاس ميشال، وسيجري البحث في تركيبة المحكمة الدولية ذات الطابع الدولي التي يجري العمل حالياً على تشكيلها، ويبحث مع أنان ولارسن آفاق التقرير الذي سيصدر حول 1559 بالتزامن مع زيارة نيويورك، واستكشاف مضمون القرار المنتظر عن مجلس الأمن.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00