8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

واشنطن تنشط لصدور "إعلان الخرطوم" مقبول دولياً ولعدم التهاون العربي مع سوريا لإلزامها التعاون

تتجه الأنظار العربية إلى المقررات التي ستصدر عن القمة العربية في دورتها الثامنة عشرة العادية التي تبدأ أعماله غداً في السودان وتستمر حتى الثلاثاء، بحيث تتكثف المشاورات العربية على مستوى القادة بالتوازي مع ما توصل إليه وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم التحضيرية للقمة خلال نهاية الأسبوع الماضي، للتوافق على كل بنود جدول الأعمال.
وكشفت مصادر ديبلوماسية عربية ان الولايات المتحدة الأميركية تجري اتصالات مع العديد من قادة هذه الدول وعبر القنوات الديبلوماسية بغية تحقيق أمرين، الأول عدم رفع السقف العربي في المواقف التي ستصدر عن القمة وفي إطار "إعلان الخرطوم" الذي أعد مشروعه شبه النهائي ولا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والموضوع العراقي والجولان السوري المحتل ومسألة بند العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، وبالتالي ضرورة الحفاظ على حد مقبول ومعقول في مقاربة المسائل العربية، الأمر الذي لا يجعل من مضمون بنود الإعلان أو بعض بنوده مسائل تصعيدية مع المجتمع الدولي، والثاني ثمة رغبة أميركية في الحفاظ على الوتيرة الدولية القائمة في الضغوط على سوريا لجعلها أكثر تعاوناً في المواقف وعلى الأرض مع متطلبات القرارات الدولية ومع المطالب الدولية منها في القضايا الإقليمية وأبرزها في العراق وعدم التهاون معها حيال ذلك.
وقد سعت واشنطن قبل انعقاد القمة إلى الوقوف على اتجاهات التعامل العربي مع دمشق إن بالنسبة إلى المقررات المحتملة أو من خلال ما قد يعمل العرب لانضاجه على صعيد المشاورات مع سوريا على هامش أعمال القمة حول تطورات الوضع اللبناني ـ السوري من مختلف جوانبه.
لذلك، أوضحت المصادر ان دمشق تواجه في أعمال القمة محاصرة عربية تنسجم في آفاقها مع التوجه الدولي، بغية إلزام سوريا التعاون مع مقتضيات القرارات الدولية خصوصاً القرارين 1595 و1559، وما يتفرع عنهما من مسائل تفصيلية.
وتتوقع المصادر أن لا يتصف "إعلان الخرطوم" بأنه حقق اختراقاً سياسياً في أي من القضايا العربية المعروضة في 18 بنداً على جدول أعمال القمة، وأن يحتل التشديد العربي على المبادرة العربية للسلام التي صدرت عن قمة بيروت في العام 2002 الأولوية في مقررات القمة، فضلاً عن إقرار المشروع اللبناني الذي يطالب العرب بالدعم في الكشف عن المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومقاضاتهم دولياً "أياً كانوا، وأينما كانوا" وعلاقاته الندية مع كلّ الدول الصديقة والشقيقة وفق الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل دولة.
وفي الموضوع العراقي، سيشدّد "إعلان الخرطوم" على ضرورة استعادة العراق سيادته واستقلاله واضطلاعه بدوره الطبيعي وإحلال السلم والأمن فيه واستمرار العملية السياسية وتشكيل حكومة جديدة.
وفي القضية الفلسطينية، فللمرة الأولى ستكون "حماس" ممثلة في القمة العربية، وهي التي لم تكن في السابق لتوافق على "المبادرة العربية للسلام" ولا على "خارطة الطريق" على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، إلا انها أرسلت إشارات إلى القمة قبل انعقادها متصلة باستعداداتها للتعاون شرط انسحاب إسرائيل حتى خطوط الرابع من حزيران 1967 وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة والتمسك بحق العودة والقرار 194.
وسيتمّ خلال القمة التمديد للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لولاية ثانية، كما سيقرّ "إعلان الخرطوم" النظام الأساسي لمجلس السلم والأمن العربي الذي تمّ حديثاً إقرار إنشائه. كذلك، سيتم إقرار النظام الأساسي لعمل محكمة العدل العربية، وإقرار أصول التصويت على القرارات في الجامعة، وهي بالغالبية للمسائل الإجرائية، وبأكثرية الثلثين للمسائل الموضوعية، وذلك في حال غياب التوافق عليها، كما ستقرر القمة فتح مكتب للجامعة العربية في بغداد من أجل إظهار الدعم العربي للعراق.
وستتضمّن مقررات القمة ايضاً صيغة الموقف العربي الموحد حول جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ففي حين يرغب العرب بإفساح المجال أمام إيران لتطوير وقودها النووي لأغراض سلمية، فإنهم في الوقت نفسه يؤيدون نزع سلاح إسرائيل النووي وانضمامها إلى المعاهدة الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية، لذلك تقتضي المحاذير إيجاد موقف توافقي حول هذه النقطة.
وستشجب القمة ما حصل في سجن أريحا، وستطالب ايضاً في بند العلاقات العربية ـ الأوروبية، بضرورة وجود قوانين دولية تحرّم إهانة الأديان السماوية، وتعريض المسيئين إليها إلى المساءلة القانونية، وستؤكد ان الحق العالمي في حرية الرأي والتعبير والمعتقد لا تعني التشريع لإهانة الآخرين.
وستعبّر كلمات رؤساء الوفود العربية فضلاً عن القضايا الوطنية، عن دعم السودان في جهوده الوطنية لإرساء مسيرة السلام والوحدة والوفاق.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00