أفادت مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة في نيويورك، ان مجلس الأمن الدولي سينعقد الخميس المقبل في السادس عشر من الشهر الجاري للنظر في التقرير الذي سيسلمه رئيس لجنة التحقيق المستقلة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتس الاربعاء إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.
وأوضحت المصادر، انه يرتقب ان يكون تقرير براميرتس وهو الأول له بعد شهرين على تسلمه لمهمته خلفاً للقاضي ديتليف ميليس، وصفياً، وسيسجل فيه تطورات التحقيق لا سيما منذ التقرير الثاني الذي وضعه ميليس في منتصف كانون الأول الماضي، وحتى الآن. وهذه التطورات تركزت على الجانب السوري من التحقيق.
وعلى الرغم من ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ليست الآن على اطلاع على ما توصل إليه براميرتس في تحقيقاته، بسبب الأسلوب الذي يتبعه براميرتس في عدم كشف أي خطوط عامة لما آل إليه التحقيق، وترْك ذلك في عهدة الأمين العام بعد تسلمه التقرير، فإن المصادر تؤكد، ان الساعات المقبلة التي تفصل عن تسلم أنان التقرير تتصف بالمرحلة "المفصلية"، ذلك ان، الزيارة المتوقعة لبراميرتس إلى العاصمة السورية قبل تقديمه التقرير ستحمل في طيّاتها أسئلة واضحة إلى دمشق.
كما يرتقب ان تحمل من دمشق أيضاً أجوبة عن مطالب للجنة التحقيق.
والتقرير المنتظر، سيكون معنياً "بوصف التعاون السوري مع التحقيق"، فإذا وجد براميرتس أن ثمة تعاوناً أبدته السلطات السورية مع التحقيق، سيسجل ذلك في تقريره. وان وجد ما هو مخالف لذلك، فسيسجل التقرير أيضاً الواقع. كما انه في حال عدم الرد السوري على أي مطالب سيتوجه بها براميرتس إلى السلطات السورية، فسيضمن التقرير عدم الرد السوري على المطالب.
وأشارت المصادر، إلى ان اللقاءات بين براميرتس والمسؤولين السوريين اقتصرت حتى الان على التفاهم على آلية عمل اللجنة على المسار السوري للتحقيق، وانه ينتظر الآن معرفة المطالب المحددة التي سيحملها براميرتس إلى دمشق.
وسيواكب لبنان جلسة مجلس الأمن العلنية بالاستماع المباشر إلى براميرتس يدلي بتقريره، ويشرحه أمام الدول الأعضاء الخمسة عشر. وهذا المواكبة ستكون مباشرة عبر مشاركة الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين بالوكالة مدير الشؤون السياسية والقنصلية السفير بطرس عساكر، في أعمال الجلسة والتي ستمتد إلى جلسة اخرى مغلقة تخصص للمشاورات في شأن ما سيصدر عن المجلس نتيجة للنظر بما سيتضمنه التقرير. ومن المقرر ان يغادر عساكر بعد غدٍ الإثنين إلى نيويورك، وان يلقي كلمة لبنان أمام الجلسة، ويشكر فيها المهمة التي يقوم بها براميرتس، وجهود الأمم المتحدة والدول الأعضاء في دعم عمل لجنة التحقيق في هذه الجريمة، ويشدّد خلالها على الأهمية التي يوليها لبنان لمعرفة الحقيقة ومقاضاة المجرمين والمتورطين، خصوصاً ان هذه المسألة هي أولوية وطنية.
وأكدت المصادر، ان كل الاحتمالات تبقى واردة، ان بالنسبة إلى استصدار قرار جديد عن مجلس الأمن بعد النظر في تقرير براميرتس، أو استصدار بيان رئاسي.
وأي خيار سيعتمد سيكون متوقفاً على مضمون التقرير وبالتحديد لجهة وجود تعاون سوري أم لا. فإذا سجل عدم التعاون، يكون القرار الجديد هو المرجح، اما إذا سجل تعاون جزئي، أو تعاون ايجابي، فالمرجح استصدار بيان رئاسي يدعو المجلس فيه سوريا لاستكمال تعاونها مع اللجنة استناداً إلى القرارات 1595 و1636 و1644.
وعلم ان دمشق تسعى، لكي لا يسجل التقرير نقاطا سلبية حول تعاونها.
وهي تحاول في ذلك الاستجابة لضغوط الدول العربية المحورية وللطلبات الدولية التي ترافق هذه الضغوط، لكن هذه الاستجابة سيظهر واقعها في مضمون التقرير، وفي أسلوبه لناحية الطريقة التي سيصف فيها براميرتس مستوى التعاون السوري.
وستشارك سوريا في جلسة مجلس الأمن للنظر في التقرير، عبر حضور وزير خارجيتها وليد المعلم.
ويذكر ان تقرير براميرتس المرتقب هو الثالث للجنة بعد تقريرين لميليس.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.