أكدت مصادر ديبلوماسية في بيروت، ان زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس المفاجئة الى لبنان، تركزت على متابعة التطورات بشأن مستقبل رئاسة الجمهورية، والأسماء المطروحة والمحتملة لأن تحظى بقبول اللبنانيين تولّيها منصب الرئاسة الأولى.
ولفتت المصادر، الى ان رايس أرجأت زيارتها التي كانت مقررة أمس الى الإمارات العربية المتحدة، وانتقلت الى لبنان، بطلب من الرئيس الأميركي جورج بوش بعد تلقيه اتصالاً بالهاتف من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، بعدما أجرت محادثات في كل من المملكة العربية السعودية ومصر تناولت التطورات اللبنانية.
وقالت المصادر، "ان واشنطن رغبت من خلال الزيارة، حسم مسألتين، الأولى: تأكيد الدعم الأميركي لحرية لبنان وسيادته والثقة بأمنه، وبالارادة ان يكون لبنان بلداً آمناً، فضلاً عن اعطاء الدعم المطلوب للأفرقاء اللبنانيين الذين يسيرون في اطار القرار اللبناني الحر، وتأكيد استمرارها في اعطاء الملف اللبناني الأولوية في سياستها الخارجية، والمسألة الثانية، دعم مسار انهاء حكم الرئيس لحود وتسريع آلية التغيير، وبالتالي ضبط الايقاع الداخلي مع متطلبات القرارات الدولية لا سيما البند الأول من القرار 1559".
وتقول المصادر، "ان واشنطن لا ترغب في فرض رئيس للجمهورية، اذ ان لدى اللبنانيين الذين يسيرون في توجه الاستقلال والحرية، العديد من المرشحين، وان البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير يحظى بالثقة في هذا الملف، والجميع يسلم بما سيكون عليه توجهه.
ولاحظت المصادر، "ان واشنطن حرصت على الاهتمام المباشر بملف مستقبل رئاسة الجمهورية، في حين بقيت فرنسا بعيدة عن هذا الاهتمام المباشر لا سيما بعد كلام مصادر بعبدا عن تدخلها في هذا الشأن".
وتقول المصادر ان اهتمام رايس بالشأن الاقتصادي اللبناني لا يقل أهمية عن الاهتمام بالمستقبل السياسي للبنان، وقد أثنت على جهود الحكومة في الاعداد للاصلاحات واستعداداتها لمؤتمر بيروت ـ 1".
وأبلغت رايس الرئيس السنيورة عن الاجتماع التحضيري لهذا المؤتمر الذي سينعقد برعاية الولايات المتحدة في باريس في منتصف آذار المقبل، والذي سيمهد بدوره لانعقاد "مؤتمر بيروت 1" في بداية فصل الصيف المقبل، إذ لن ينعقد المؤتمر قبل انتهاء المرحلة الانتقالية لرئاسة الجمهورية وتسلم رئيس جديد مقاليد الحكم تكون لديه سياسة واضحة، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، الأمر الذي يمكن لبنان من الوفاء بالتزاماته الدولية والداخلية في تطوير القطاعات الاقتصادية وتوفير شروط الازدهار والتنمية على السواء، وتبلغت رايس ان الخطة التي ستعرضها الحكومة على المؤتمر شارفت على الانتهاء، وسيقرها مجلس الوزراء في أقرب فرصة.
أما بالنسبة للدعم العسكري فقد أبلغت رايس لبنان بوجود رغبة أميركية بدعم واسع لاسيما للجيش اللبناني لتطوير قدراته الدفاعية وتجهيزاته وتوسيع برامج تدريب الضباط، وان هذا التوجه سيترجم في وقت غير بعيد، خصوصاً اذا ما خطت الدولة خطوات مهمة في تطبيق مركزية السلطة النظامية الأمنية عبر تنفيذ ما تبقى من بنود في القرار 1559، ونزع سلاح الميليشيات، وعدم تسريب الأسلحة إلى أي فريق داخلي، بالتزامن مع تطبيق البند المتعلق باجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، خصوصاً ان واشنطن تعتبر ان وجود حكم جديد في لبنان، من شأنه نزع الحماية والضمانة عن القوى والأحزاب التي لا تزال تمتلك الأسلحة وتحدد بذاتها وجهة استعمالاتها، وهذا ما يتيح المجال أمام الولايات المتحدة لبلورة رغبتها بتقديم الدعم العسكري للبنان بزخم.




يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.