تكتسب زيارة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى الفاتيكان ولقائه المرتقب اليوم مع قداسة البابا بنديكتوس الرابع عشر اهمية خاصة، للمكانة التي يوليها الكرسي الرسولي، الى الموضوع اللبناني، والذي يضعه في سُلّم أولويات اهتماماته، ولتوقيت الزيارة التي تجري في اطاره، ان على صعيد تطورات الوضع الداخلي في لبنان، أو على صعيد تطورات التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما تشهده مرحلة التحقيق من تحديات يواجهها لبنان.
واللقاء الذي يجمع اليوم البابا والرئيس السنيورة هو الأول كهذا، ويستذكر طبعا اللقاءات التي كانت حاضرة الفاتيكان تشهدها بين الرئيس الشهيد الحريري، وقداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وقد تكررت مرات ومرات، وأرست روابط مميزة وخاصة بين الرجلين من جهة، وبين لبنان وحاضرة الفاتيكان من جهة أخرى، إذ تمكن الرئيس الشهيد من استمزاج رأي الكرسي الرسولي في صوغ المواقف التي تستند اليها الثوابت اللبنانية حيال مختلف القضايا المطروحة.
وأوضحت المصادر الديبلوماسية الغربية المعنية بالزيارة ان اعتبار الفاتيكان على الدوام أن لبنان ليس وطنا فقط بل رسالة، وتشديده على ضرورة العيش المشترك بين الأديان والطوائف كلها، كانا حجر الأساس في العلاقات اللبنانية بعاصمة الكثلكة. وقد أعطى الكرسي الرسول وقتاً اضافياً للقاء الذي سيعقده البابا مع الرئيس السنيورة رغبة منه في الحرص على استمرار الأولوية للموضوع اللبناني لديه، وخصوصاً مع تصاعد التوتر بين الشرق والغرب على خلفية الاعتراضات على الصور الكاريكاتورية التي أساءت الى النبيّ محمد (ص)، فضلاً عن الأهمية التي يوليها الفاتيكان لإبعاد الوضع اللبناني عن أي مسارات سلبية غير مطلوبة من جراء تطورات كهذه.
وقالت المصادر، ان لدى البابا رغبة قوية للاستماع من الرئيس السنيورة عن الأسباب التي أدت الى الجمود السياسي في لبنان، وشرحه لتطور الأوضاع والظروف اللبنانية، وتداعيات ذلك على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. كما سيسأل البابا جِدّياً عن موضوع يثير اهتمامه وقلقه، وهو صحة الكلام حول دخول السلاح الى العديد من المنظمات في لبنان، وتأثيرات هذا التطور، إذا كان صحيحاً، في وضع البلاد الامني الداخلي.
وسيعرب البابا للرئيس السنيورة عن تخوّفه من عدم الاستقرار في لبنان، وانعكاسات ذلك على احتمال ان يؤدي الى نزاع داخلي جديد، على حد تعبير المصادر. كما سيناقش البابا مع رئيس الحكومة، مسألة وصول انظمة أصولية الى دول الجوار اللبناني في الشرق الأوسط، والقلق الذي يساوره حول ما اذا كان وصولها واداؤها سيؤديان الى التفريط بحقوق الاقليات المسيحية في المنطقة، ودفعهم الى الهجرة كما حصل في العراق.
وتقول المصادر، ان مسألة الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبيّ محمد (ص)، ستكون محور بحث، في اللقاء، في ضوء مواقف الفاتيكان التي استنكرت الصورَ إيّاها، وتطالب باتخاذ قرارات دولية وسن قوانين عبر الشرعية الدولية تحذر من الاساءة الى الأديان كلها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.