أفادت مصادر ديبلوماسية في واشنطن، أن الإدارة الأميركية راقبت باهتمام المواقف الداخلية اللبنانية من زيارة رئيس كتلة تيار "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري للعاصمة الأميركية وعلى مدى أسبوع من انتهاء هذه الزيارة، كما راقبت ردود الفعل على مواقف النائب الحريري التي كان أطلقها هناك.
وأوضحت المصادر أن الإدارة الأميركية سادها شعور بأن دور النائب الحريري يجعل منه محاوراً رئيسياً وجدياً للبنان على المستوى الدولي، ومحاوراً إيجابياً لدى مختلف الأطراف على الساحة اللبنانية، وهذا يمكنه من معالجة القضايا الوطنية الكبرى التي تواجه لبنان.
وتشير الى أصداء هذه الزيارة الايجابية من أن الإدارة الأميركية التي يهمها تعاون الأطراف في المنطقة وتشاورهم، يهمها في الوقت عينه مَن يشرح بواقعية الأوضاع الداخلية، والسبل المتوافرة للخروج من المشكلات والتعقيدات التي تواجه الأداء الحكومي الأفضل. وفي ذلك توضح المصادر، أن النائب الحريري حرص في كل ما عبّر عنه، على مسائل أبرزها: السعي لتخفيف التشنّج الداخلي، وهذا كان موضع تقدير أميركي خاص. ثم في تمكنه من التعبير عن وجهات نظر مختلف الأطراف اللبنانيين، من كان تاريخياً صديقاً للولايات المتحدة، ومن لم يكن كذلك. كما أنه لم يخاطب الإدارة الأميركية بصفته ممثلاً لفريق الرابع عشر من آذار، أو تيار "المستقبل" حصراً، بل شرح الوضع اللبناني الشامل والمرحلة الدقيقة التي يمر بها، كممثل أمين للشعب اللبناني كله، على مستقبله واستقرار بلاده. وهذه العوامل، حظيت باحترام الإدارة الأميركية الجادّ، وخصوصاً الالتزام الأخلاقي والمعنوي في حرص النائب الحريري على أن يعود ممثلو "حزب الله" و"حركة أمل" الى الحكومة، وتوسيع المساحة الزمنية أمام إعادة ترتيب الأمور الداخلية، وضرورة وجود الأطراف كافةً في الحكم.
ـ التركيز على عدم خَسارة ما كسبه لبنان حكومة وشعباً من دمج "حزب الله" في الحياة السياسية اللبنانية، وعدم التفريط بالإنجاز الذي حققه هذا الاندماج على أساس أن أداء الحزب هو أهم من سلاحه، وأن الولايات المتحدة تنتظر مزيداً من النتائج الإيجابية على الوضع الداخلي اللبناني، بعد خطوة عودة الوزراء المقاطعين الى المشاركة في جلسات الحكومة، وما يرتقب من إعادة للزخم الى العمل الحكومي أولاً، وإلى أداء الحكومة في شتى القضايا السياسية والاقتصادية.
وكنتيجة لإعادة لمّ شمل الحكومة، تتوقع المصادر في واشنطن أن تحظى التحضيرات الحكومية للبرنامج الذي سيطرحه لبنان على المؤتمر الدولي لدعمه بموافقة داخلية شاملة ينعكس على تعجيل حوافز الدعوة الى تحديد موعده متى تجد الحكومة اللبنانية ذلك مؤاتياً.
كما أن الأصداء الإيجابية التي تركتها الزيارة تناولت موضوع التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولا سيما بشأن إصرار لبنان على معرفة الحقيقة كاملة ومقاضاة المتورطين في هذه الجريمة، وخصوصاً أن هذه المسألة هي أولوية أميركية لتأكيد رسالة واشنطن مفادها أن مسيرة العدالة الدولية ستكمل طريقها بلا معوقات.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.