افادت مصادر ديبلوماسية أوروبية، أن مشاورات مكثفة تجرى بين الدول الأعضاء في مجموعة الثماني، الآن لتقويم الأوضاع اللبنانية أمنياً وسياسياً، في ضوء تسارع التطورات في المنطقة.
ولهذه الغاية، اتفِق على أن تدعو روسيا الاتحادية عبر سفيرها في بيروت سيرغي بوكين الى اجتماع لسفراء الدول الثماني المعتمدين في بيروت، الجمعة المقبل في مقر السفارة الروسية، للتباحث في الأوضاع، في اطار عنوان اساسي هو مكافحة الارهاب الدولي، وهذا يؤكد استناداً الى المصادر، ان الطابع الذي يتخذه مضمون الاجتماع هو أمني ـ سياسي، في وقت تتزايد النصائح العائدة الى مراكز صوغ القرار في هذه الدول بضرورة التنبه الى احتمال وجود عوامل قد تؤثر في مناخ الاستقرار القائم، ووجوب اتخاذ خطوات وقائية بالتعاون مع السلطات اللبنانية المختصة لتبديد القلق الذي يشغل اهتمام بعثات هذه الدول في لبنان، والذي تعبر عنه في تقاريرها الى حكومات بلادها، ولاسيما الذي يتعلق منه بما اذا كان ثمة عناصر في لبنان من قوى متطرفة ذات ابعاد اقليمية، ويفترض التنبه الى وجود نية لديها باستهداف مصالح دولية فيه.
ويتزامن التحضير لهذا الاجتماع مع اهتمام اميركي وأوروبي بتعزيز المساعدة للقوى الأمنية النظامية، مع الأخذ في الاعتبار الدور الأساسي الذي يؤديه لبنان مركزاً للمعلومات التي يجب أن تستثمر في مسيرة الحفاظ على الاستقرار، الذي يشكل مصلحة للبنان ولأصدقائه من الدول.
وتقول المصادر، ان التطورات التي تشجع مجموعة الثماني على مناقشة مسألة مكافحة الارهاب على مستوى سفرائها في لبنان متصلة بالعديد من المواضيع أبرزها:
ـ مصير الجهود التي تبذلها بعض الدول لاعادة الثقة السياسية والأمنية بين لبنان وسوريا، وإيجاد المناخات الملائمة لاستئناف البحث في المسائل الثنائية العالقة نتيجة التشنج السياسي. وتبعاً لذلك، مصير الجهود التي تبذل للفصل بين مسار التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي يجب أن يأخذ مجراه دون العودة الى الوراء، ونظرة سوريا الى العلاقات السياسية والثنائية، والى الظروف الأمنية التي يجب ان تتحكم بالوضع اللبناني خلال مرحلة التحقيق الدولي.
ـ الأخذ بالاعتبار المعلومات التي أشارت الى وجود عناصر من "القاعدة" في لبنان، ودراسة ما اذا كانت هذه المعلومات هي في اطار التهويل الاعلامي بوجود هذه العناصر في لبنان، وما يمكن ان يشكله هذا الوجود من روابط مع مفهوم مكافحة الارهاب الدولي.
ـ الأخذ بالاعتبار ما تردد حول دور قد تضطلع به "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة"، بالتعاون مع لواء "الصاعقة"، الذي استقل عن الجيش السوري واللذان يشكلان معاً نحو 20 ألف عنصر، في ما خص ملف نزع سلاح المخيمات الفلسطينية عند تطبيق القرار 1559، في هذا الشأن، بغية منع تنفيذ القرار، اذ يمكن التحرك فلسطينياً بحجة الدفاع عن النفس، مع ما ينعكس هذا الاحتمال على الأوضاع العامة.
ـ تقييم فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وانعكاسات ذلك على الاداء الفلسطيني في لبنان نظراً للمؤثرات الايرانية ـ السورية. لكن الحركة لا تمتلك أسلحة خارج المخيمات، ويتركز نشاطها على المؤتمرات السياسية خصوصاً تلك المتعلقة بحق العودة، ولدى افرادها في المخيمات اسلحة فردية، يبررون انها لحراسة المسؤولين. لكن القلق يبقى قائماً اذا ما اعتمدت "حماس" في الداخل سياسة الاستقواء والتطرف. أما اذا كان اداؤها واقعياً، فإنه قد يكون لها دور ايجابي في المساهمة بالحوار مع سوريا في ازالة السلاح خارج المخيمات..
ويذكر ان مجموعة الثماني تضم: الولايات المتحدة وفرنسا واليابان والمانيا وروسيا الاتحادية، وبريطانيا وكندا وايطاليا.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.