8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مساعٍ لقمة عربية مصغرة على هامشها تضم السنيورة والأسد

تتجه أنظار العديد من وزراء الخارجية العرب الذين سيشاركون في القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة الأربعاء والخميس المقبلين، الى ما سينتج عن الاتصالات التي تقوم بها كل من المملكة العربية السعودية ومصر لعقد قمة مصغرة، تجمع قادة بلديهما الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، والرئيس السوري بشار الأسد على هامش أعمال القمة، تخصص للبحث في التعاون مع التحقيق الدولي، والتطورات في العلاقات اللبنانية ـ السورية.
والقمة تعقد بناء على الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مطلع السنة الحالية، لدى استقباله القادة المسلمين في موسم الحج، الى أن تم الاتفاق على تحديد الموعد الرسمي لها.
وسيلقي الرئيس السنيورة خلال القمة كلمة لبنان ويضمنها الثوابت اللبنانية من قرارات الشرعية الدولية، والتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والعلاقات اللبنانية ـ السورية، وموضوع مكافحة الإرهاب، والتطورات الراهنة في الأمة الإسلامية. وسيطالب السنيورة بتأييد الدول الإسلامية لمواقف لبنان في ما خص الاعتداءات الإسرائيلية والخروق لسيادته واستمرار احتلال إسرائيل لمزارع شبعا وامتناعها عن تسليم كامل خرائط الألغام التي خلّفتها وراءها، وتحرير كل الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية. كما سيطلب الدعم الاقتصادي من دول المنظمة. مع الإشارة الى أن المنظمة تصدر في اجتماعاتها الدورية قراراً مستقلاً بالمساعدة الاقتصادية للبنان من دون تحديد أرقامها.
وتناقش القمة الإسلامية حالة العالم الإسلامي، في ضوء تقرير سيرفعه أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو في هذا الشأن تحت عنوان "برنامج العمل العشري". ويتناول التقرير جملة مسائل أبرزها: حالة التفتت والضياع التي يعانيها العالم الإسلامي، ودرس السبل لتوحيد الصفوف، والعولمة، والحكم الرشيد، وإصلاح منظمة المؤتمر الإسلامي، ومحاربة الإرهاب، وظاهرة الكراهية للإسلام، والشؤون السياسية والاقتصادية في العالم الإسلامي، ووضع الإعلام، والعلوم والتكنولوجيا ومفهوم الاعتدال والوسطية في الإسلام، وتعدد المذاهب، وحقوق المرأة والطفل، وتحديات العولمة وآثارها على التراث الإسلامي، والقضية الفلسطينية، والمسألة العراقية.
وكان الاجتماع الذي عقده العلماء المسلمون الكبار في أيلول الماضي في مكة المكرمة، بناء على طلب خادم الحرمين الشريفين ناقش كل هذه المسائل، ووضع تصوراً للحلول المطروحة بموافقة القمة الإسلامية التي انعقدت في ماليزيا، والأمانة العامة للمنظمة.
وستناقش القمة جدول أعمال سيقوم وزراء الخارجية للدول الإسلامية بجوجلة المواقف حياله وتحضير "إعلان مكة" في اجتماعهم التحضيري للقمة الثلاثاء المقبل في مدينة جدة، مع العلم أنه لن يعقد اجتماع تحضيري على مستوى الموظفين الكبار لأسباب متعلقة بالتقشف المالي. ومن غير الواضح ما إذا كان سيحظى جدول الأعمال التقليدي بمناقشة بنوده كافة أم ستتم مناقشة الجزء المتعلق منها بالمستجدات على الساحة الإسلامية.
وقالت مصادر ديبلوماسية، إن الولايات المتحدة الأميركية تقوم باتصالات مع العديد من الدول الأعضاء بغية تضمين الإعلان النهائي إدانة واضحة للإرهاب، والالتزام بالعمل لمكافحته وفق كل المعايير وعدم قبول أي تبريرات له، كما تهدف هذه الاتصالات الى العمل للتخفيف من لهجة الإعلان في العديد من النقاط، خصوصاً بالنسبة الى العولمة، والمواقف من الأجواء الدولية المؤثرة في بعض المفاهيم الإسلامية.
وأشارت المصادر الى أن المشاورات تتركز على الدعوة الى عدم المزج بين الإسلام والإرهاب، والى تأكيد أن الإسلام هو دين تسامح وحوار، ودراسة الطلب الى الدول الغربية بعدم السماح لوسائل إعلامها بشن حملات مجحفة بحق الدين الإسلامي.
ولفتت الى أن التنسيق الإسلامي جارٍ في شأن صياغة بند يؤكد أن ليس هناك من دولة إسلامية داعمة للإرهاب، وأن هذه الدول لا تزال تطالب بضرورة التمييز بين الإرهاب والمقاومة لتحرير الأرض، وضرورة عقد مؤتمر دولي لتحديد تعريف واضح لمفهوم الإرهاب، وعدم إلصاق تهمة الإرهاب بدين معين.
وتشير المصادر، الى أنه يتوقع أن يتميّز إعلان مكة بتوازن مقبول في ما خص: إدانة الإرهاب والموقف من المقاومة، والإصلاحات في العالم الإسلامي والعولمة ومواجهة حملات التشكيك بالإسلام.
وستبحث القمة في تعديل ميثاق المنظمة في ضوء الأفكار التي يعدها أمينها العام.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00