8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مساع لتوحيد المواقف العربية والأوروبية قبل انعقادها

يلقي رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة كلمة لبنان أمام القمة الأوروبية ـ المتوسطية التي ستنعقد بعد غد الأحد وتستمر حتى الاثنين في برشلونة، لمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاقة الشراكة بين دول الاتحاد الأوروبي الـ 15، ودول البحر المتوسط الـ 12 في العام 1995.
وستشارك في القمة عشر دول أوروبية انضمت حديثاً الى الاتحاد.
ويتناول السنيورة في كلمته مواقف لبنان من آخر التطورات الاقليمية والدولية وما حققته الحكومة من انجازات على صعيد الديموقراطية وحقوق الانسان والاصلاحات، ومكافحة الارهاب الذي عانى منه لبنان بصورة كبيرة لا سيما من خلال الجريمة الارهابية التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما يسعى الى تحقيقه في إتجاه توفير الازدهار الاقتصادي للبنان فضلاً عن الجهود التي تؤدي الى تحقيق الاستقرار السياسي والأمني، وحرص لبنان على تنفيذ المبادرة العربية للسلام التي توفر الحل العادل والشامل والدائم للصراع العربي الاسرائيلي.
وأوضحت مصادر ديبلوماسية بارزة ان الاتصالات و المشاورات العربية ـ الأوروبية تكثفت خلال الساعات الماضية التي تفصل عن انعقاد القمة، توصلاً الى التوافق على مضامين اعلان برشلونة، وسط ما شهدته المواقف الأخيرة من تباعد في وجهات النظر ان بالنسبة الى الأفكار المعروضة أو أسلوب صياغتها.
ويلتزم لبنان الورقة العربية التي تصر على ان يلحظ اعلان برشلونة دعمه للمبادرة العربية للسلام، وضرورة ان يلحظ دوراً لمقاومة الاحتلال الأجنبي في هذا الاعلان، وعدم تجاهل ذلك، في ما خص بحث مسألة الارهاب المعروفة على جدول اعمال القمة وفي "مدونة السلوك" المعروضة ايضاً على القمة، وضرورة تضافر الجهود العربية والأوروبية لمكافحته لا سيما ان لبنان يدعم العمل الدولي في هذا الاطار.
وتبذل الرئاسة البريطانية للاتحاد الأوروبية جهوداً واسعة للتوصل الى مسودة لاعلان برشلونة ومدونات السلوك التي ستصدر بالتزامن مع الاعلان، إن حول مكافحة الارهاب، او حول الورقة المشتركة الجامعة حول الرؤية الجديدة لمسار برشلونة، او حول مشروع السنوات الخمس للمساعدات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ووضع خطط العمل قبل انعقاد القمة. واذا ما فشلت في ذلك، فليس من حل عندئذ الا عبر مناقشات قادة الدول اثناء القمة لنقاط الخلاف العربية ـ الأوروبية. وثمة رأي أوروبي آخر يقول بضرورة بذل جهود اضافية توصلاً الى انجاز اعلان برشلونة قبل القمة، لأنه ليس هناك من وقت كاف امام القادة لبحث مختلف تفاصيل جدول الأعمال المعروض. ولا تزال اجتماعات الموظفين الكبار التحضيرية للقمة منعقدة في بروكسل منذ يومين توصلاً الى مسودة مشتركة نهائية.
ويتناول جدول الاعمال السلام وتقويم مسار برشلونة، والديموقراطية وحقوق الانسان، والاصلاحات المنشودة والمجتمع المدني، وأسلحة الدمار الشامل، اذ أن هناك إصراراً عربياً ولبنانياً على ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ولبنان ليس معنياً بالأمر لأن ليس لديه أسلحة من هذا المستوى، لكنه يعتبر أن اقامة منطقة من هذا النوع امر أساسي بالنسبة الى السلام العالمي والاقليمي. ثم هناك بند مساءلة الشعب للحكومات، وتحرير التجارة، والمشكلات المتعلقة بالزيجات المختلطة، وخطف الأطفال، والهجرة، لا سيما غير الشرعية منها والتي يعمل الأوروبيون مع دول المغرب العربي التي تنطلق عن طريق التعليم وتعزيز القدرات الاقتصادية لتسهيل تمركز أبناء هذه الدول فيها.
ولاحظت المصادر ان مسار برشلونة شهد تقدماً محدداً في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، انما لم يشهد أي تقدم في المجال السياسي. وهذا كان وراء الفكرة الأوروبية التي طرحت بدعم اسرائيلي، ومفادها ان لا لزوم لأن يتناول اعلان برشلونة تأكيداً على السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط، في حين تصر الورقة العربية على تضمين الاعلان دعم الأوروبيين لهذا السلام.
كما يرغب الجانب الأوروبي بأن تترك الحكومات العربية للمجتمع المدني حرية العمل مع الدعم الكامل له، في حين تقول الورقة العربية انها لا تؤيد تدخلاً أوروبياً في هذا الشأن.
وأشارت المصادر الى أن المشاركة الأوروبية في القمة ستكون بمجملها على مستوى رؤساء الحكومات، بحيث عدل العديد من الرؤساء عن المشاركة لا سيما الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00