8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

بيروت تُبلَّغ تأخير تقرير لارسن لأيام: هل تدفع الضغوط الدولية الى ربط روحية التقريرين؟

وسط تسارع التطورات مع بدء العد العكسي لإعلان رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ديتليف ميليس تقريره اليوم الجمعة، تبلغ لبنان، استناداً الى مصادر ديبلوماسية بارزة، أن الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري­رود لارسن قد أرجأ تقديم تقريره الدوري نصف السنوي حول تطبيق لبنان لهذا القرار، والذي كان مقرراً أول من أمس الأربعاء، الى موعد آخر.
وقالت المصادر إن هذا الموعد قد يستمر لأيام عدة، وعزت الأمم المتحدة هذا التأجيل الى ضرورات في ضوء المستجدات الحاصلة.
وكان من المقرر أن يتسلم أمس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان التقرير من لارسن، ويحيله على مجلس الأمن الدولي لمناقشته في 31 تشرين الأول الجاري، إفساحاً في المجال أمام مناقشة تقرير ميليس الثلاثاء المقبل، وعلى أساس أن هذه المناقشة قد تمتد لأيام عدة.
وأوضحت المصادر أن التأجيل كان بتنسيق كافٍ بين الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة في ضوء اللقاء الأخير الذي جمع أنان ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ولاقى التأجيل موقفاً فرنسياً داعماً.
غير أن مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت عزت التأجيل الى أسباب عدة هي:
ـ انتظار صدور تقرير ميليس بحيث أن الأولوية الدولية هي للقرار 1595، والساعات الفاصلة عن إعلان التقرير ستحمل مستجدات تتعلق بضغوط دولية قد تُمارس على سوريا، الأمر الذي يجعل المجتمع الدولي يسعى لتجييش كافة المناسبات والظروف من أجل ربط تداعيات تقرير ميليس المنتظرة مع قضايا مستقلة وغير مباشرة في علاقتها معه، وتذكر المصادر في هذا السياق على سبيل المثال التقويم الدولي الثالث لتطبيق لبنان للقرار 1559، ومستوى الضغط الذي يحمله تقرير لارسن في البنود التي يعتقد أن لسوريا دوراً سابقاً فيها. مما يعني أن التقويم الدولي للتعاون السوري في شأن القرار 1595 يبدو في مرحلة حاسمة، وسيكون مؤثراً على المنحى الذي ستسلكه نقاشات مجلس الأمن الدولي لتقرير ميليس، وعلى ما يمكن أن يستجد من تعديلات على تقرير لارسن، والاحتمالات المتعلقة بصدور قرار تحذيري عن مجلس الأمن إذا ما ثبت تورط غير لبناني في الجريمة.
ـ إن لارسن ومعه المجموعة الدولية الفاعلة يفضلون أن يتم تقديم التقرير حول الـ1559 بعد بلورة الاتصالات والمشاورات السياسية القائمة دولياً في شأن تداعيات تقرير ميليس. وتنتظر واشنطن كما موسكو وباريس، مضمون التقرير، لكي يُبنى على الأمر مقتضاه. وقد ضمنت واشنطن حتى الآن موقفاً روسياً متعاوناً في مجلس الأمن لدى بحث تقرير ميليس. على أن ينسحب هذا التعاون على نقاش تقرير لارسن أيضاً داخل المجلس. في حين أن فرنسا داعمة منذ الأساس ومتعاونة مع الموقف الأميركي. وثمة اتصالات مع الصين لتوفير الموقف ذاته، وكذلك مع الدول العشرة غير دائمة العضوية في المجلس. وتركزت المباحثات الأميركية الروسية الأخيرة على العمل لاختيار أفضل القرارات الملائمة لتحقيق الاستقرار بالنسبة الى الشرق الأوسط والوضع في لبنان وسوريا، مع الإشارة الى ضغط دولي كافٍ على إسرائيل لعدم التدخل على الخط اللبناني السوري.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00