تتناول المباحثات الرسمية التي يجريها اليوم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ووزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، ووزير المال، تعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطن وبيروت، وما آلى إليه تطبيق القرار الدولي 1559، وإعطاء زخم أميركي جديد لانعقاد المؤتمر الدولي الثاني لدعم لبنان المقرر في تشرين الثاني المقبل في بيروت.
وأوضحت مصادر ديبلوماسية بارزة، لـ"المستقبل"، "ان زيارة ولش لبيروت لا تتصل على الاطلاق بما يمكن أن يحمله التقرير المرتقب لرئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، القاضي ديتليف ميليس، في 21 الجاري. ذلك أن واشنطن لم تتدخل أبداً وليست على إطلاع على أجواء هذا التقرير، وهي تترك للجنة أن تقوم بعملها من دون أي تدخلات. لكن ما يهمها في الوقت عينه، هو حرص القيادات اللبنانية على بذل أقصى الجهود لتوفير الاستقرار في البلاد، خلال المرحلة المهمة التي ستؤدي إلى معرفة الحقيقة حول هذه الجريمة".
وأشارت المصادر إلى أن ولش "سيؤكد في مباحثاته مع المسؤولين اللبنانيين دعم بلاده للتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان الذي يأتي بعد المؤتمر الأول الذي انعقد بناء على دعوة أميركية في نيويورك في 19 أيلول الماضي، والذي تم بموجبه إعلان النوايا الدولية حيال مساعدة لبنان". لكنها لفتت إلى أن "واشنطن ترى أن على لبنان وضع خطة واضحة بالمشاريع المطلوب تنفيذها مع مواعيد التنفيذ والقيمة المالية التي يتطلبها ذلك. والإسراع في هذه الخطوة لتتمكن الدول من معرفة خطة لبنان قبل أن تشارك في المؤتمر، بحيث تكون قادرة على الإلتزام بتعهدات واضحة خلاله، مع الإشارة إلى أن المؤتمر الثاني ليس كالأول لأن التمويل الدولي للبنان سيتبلور من خلاله. ومن المحتمل أن يعلن ولش اليوم، الموعد النهائي لانعقاده".
وقالت المصادر "إن ولش سيؤكد دعم بلاده وارتياحها لبدء الدولة اللبنانية بالإصلاحات، إن على صعيد وزارة المال، أو بالنسبة إلى التعيينات الأمنية، أو بالنسبة إلى الإصلاحات الإدارية المتوقعة، على أساس أن الإصلاحات الشاملة تأتي في الدرجة الأولى، في العوامل التي تحفز المجتمع الدولي على دعم لبنان اقتصادياً".
وأشارت إلى أن ولش يبحث أيضاً، مسألة تطبيق القرار 1559، خصوصاً أن زيارته تأتي قبل تقرير الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار تيري رود لارسن في التاسع عشر من الشهر الجاري، والذي لن يبحث في مجلس الأمن قبل صدور تقرير ميليس"، لافتة إلى أن "ولش سيعلن في بيروت موقف بلاده المشجع لتسهيل الحوار اللبناني ـ الفلسطيني الذي سينطلق بمبادرة من الرئيس السنيورة، والذي تأمل واشنطن أن يؤدي دوراً ايجابياً للتوصل في ما بعد إلى حوار حقيقي لبناني ـ فلسطيني حول نزع سلاح المخيمات".
وأكدت أن المسؤول الأميركي سيسأل عما آلى إليه الحور اللبناني الداخلي حول نزع سلاح "حزب الله" في إطار الفرصة الدولية المعطاة للحوار الداخلي لكي يتحقق تنفيذ ما تبقى من بنود في القرار 1559".
وفي مجال تطوير العلاقات الثنائية، توقعت المصادر "ان يشدّد ولش على أهمية التعاون اللبناني مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب. وان يتم استكمال بحث النقاط التي كانت طرحت أثناء لقاءات ولش مع السنيورة وصلوخ في نيويورك، في ضوء الدعم الأميركي الواسع لتعزيز العلاقات في شتى المجالات لا سيما في تعزيز التشاور السياسي والاتصالات وتبادل الزيارات الرسمية، أو في مجال المساعدات الثنائية الأميركية للبنان في المسائل الأمنية والتنموية والثقافية".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.