يرأس لبنان الإثنين المقبل في عمان اجتماعات اللجنة الاستشارية لـ"وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم ـ أونروا" التابعة للأمم التحدة، والتي تسلم رئاستها في الأول من تموز الماضي من الأردن.
وتسبق اجتماعات إعدادية تنسيقية تستمر لثلاثة أيام الاجتماع الأول في كل الرئاسة اللبنانية، الذي يشارك فيه ممثلو الوكالة والدول العشر الأعضاء في اللجنة التي تستضيف اللاجئين: لبنان، سوريا، الأردن، الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا فرنسا، اليابان، تركيا، مصر وبلجيكا، بالاضافة الى منظمة التحرير الفلسطينية التي تشارك بصفة مراقب.
ويبحث المجتمعون في التقرير السنوي لـ"الأونروا" حول اوضاع اللاجئين الفلسطينيين، وأوضاع الوكالة المالية والادارية والطرق الفضلى لتحسين مواردها المالية لتكون قادرة على الوفاء بالأهداف التي انشئت لأجلها، وأهمية تفعيل عمل اللجنة الاستشارية.
ومن المقرر ان تضع اللجنة آلية لتحسين نشاط الوكالة وعملها الذي يشمل مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا والأردن والداخل الفلسطيني، أي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويتضمن تقديم المساعدات الانسانية والرعاية الصحية والاغاثة والخدمات الاجتماعية فضلاً عن المعونة الطارئة.
وأوضحت مصادر ديبلوماسية انه يعول جداً على ما سيكون عليه الدور اللبناني في رئاسة اللجنة، مشيرة في هذا السياق الى أهمية الاجتماع التالي الذي ستعقده اللجنة مجدداً في العاصمة الأردنية، عمان في تشرين الثاني المقبل والذي يرتقب ان يتم البحث خلاله في تغيير هيكلية "الأونروا" في ضوء العديد من الاقتراحات التي بدأت تنضج.
ومن الآن وحتى شهر تشرين الثاني ترجح المصادر ان تكون قد اتضحت الأمور بالنسبة الى المساعي الدولية لتمرير قرار يصدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك ينص على توسيع اللجنة الاستشارية، وتقوية دورها، بهدف توفير الاحتياجات الانسانية للاجئين، وتوسيع قاعدة المتبرعين لـ"الأونروا" وتفعيل مصادرها التمويلية، لكي تتمكن من تحسين مستوى الخدمات التي تقدمها في مناطق عملياتها الخمس.
وسيشدد لبنان خلال الاجتماع على ثوابته حيال موضوع اللاجئين وعلاقة "الأونروا" بهذه المسألة. اذ سيؤكد على أهمية تطبيق حق العودة كما هو وارد في القرار 194، وضرورة تنفيذ المبادرة العربية للسلام التي تلحظ قيام الدولة الفلسطينية التي يسهل وجودها تطبيق حق العودة. ويؤيد لبنان، أن تؤدي "الأونروا" دورها كاملاً في تحسين الظروف المعيشية للاجئين وتقديم العون لهم وان لا تكون عرضة لمشاكل مادية.
وعلى الرغم من سماحه ببعض التحسينات لظروف معيشة اللاجئين في الآونة الأخيرة، الا انه يعتبر ان وضع اللاجئين هو مسؤولية دولية على المجتمع الدولي والشرعية الدولية تحمل ذيولها، والاسراع في ايجاد الحل لها، وتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بالنزاع العربي الاسرائيلي والأهم من كل ذلك رفض لبنان للتوطين.
وعلى الرغم من ان ليس من مهمة "الأونروا" اتخاذ قرارات سياسية حول مستقبل اللاجئين، وخصوصاً في ما يتعلق بالقرار 1559 ونزع سلاح الميليشيات، فإن لبنان سيتنبه لأية أفكار أو أجواء قد تحملها الاجتماعات والتي قد تعبر عن مواقف للدول حيال مسألة اللاجئين، وبحيث في أوقات عدة تطلق أفكار معينة لمعرفة رد الفعل اللبناني ازاءها.
وسينتج عن الاجتماع مقررات تقدم في اطار ورقة مع التقرير السنوي للوكالة الى الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً لدرسها. وبسبب وجود السفير اللبناني في الأردن أديب علم الدين في بيروت لأسباب خاصة، سترأس اللجنة المستشارة من وزارة الخارجية والمغتربين رنا المقدم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.