8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

تباينات في المواقف حيال القمة الاستثنائية تطرح احتمال عدم انعقادها قريباً

من المقرر أن يوافق لبنان على أي موعد جديد للقمة العربية الاستثنائية يحظى بإجماع الدول العربية، وذلك بعيد إرجاء انعقادها الذي كان محدداً غداً في شرم الشيخ، بسبب وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ومشاركة عدد كبير من القادة العرب في مأتمه.
إلا أن مصادر ديبلوماسية بارزة تخشى من أن لا تفضي الاتصالات والمشاورات العربية التي ستبدأ بعيد أيام الحداد الثلاثة على الراحل الكبير، الى تحديد موعد جديد للقمة الاستثنائية، ويعود ذلك الى جملة عوامل أبرزها:
ـ إن تحديد الثالث من آب موعداً لعقدها، تم بصورة سريعة، وقامت مصر بالدور الأساسي في التحرك لعقدها، حتى أن بعض الدول العربية التي وافقت على المشاركة فيها وعلى موعدها، كانت فوجئت بتسريع عقدها، لكنها أصلاً غير ممانعة في انعقاد القمة أو في حضورها، فأكدت مشاركتها.
ـ إن رئيسة الدورة الحالية للقمة العربية، وهي الجزائر، تميّزت بموقف مغاير للموقف المصري، وإن لم تكن لترفض انعقاد القمة، وشاركت في توجيه الدعوات الى الدول العربية للمشاركة، فضلاً عن مصر والأمانة العامة للجامعة العربية، إذ أن الجزائر تعتبر أن انعقاد أي اجتماع عربي، خصوصاً إذا ما كان على مستوى القمة، يجب أن تكون هي الداعية الأساسية إليه، وبالتالي أن تستضيفه، كما يفترض أن تكون لها مساهمة فعلية في تحديد المواضيع التي ستناقشها القمة والتي تدرجها على جدول أعمالها. وحيال انعقاد قمة شرم الشيخ التي لم تتم، بسبب الحدث الجلل، فإن الجزائر لم يكن لها دور لا في الدعوة الى القمة، كفكرة أساسية، ولا في اختيار المواضيع التي أدرجت على جدول أعمالها، وهي ثلاثة: التطورات في العراق وموضوع الإرهاب والموضوع الفلسطيني في ضوء الانسحاب الإسرائيلي المتوقع من غزة خلال آب الجاري، الأمر الذي أدى الى تباين في وجهات النظر بينها وبين مصر حول هذه النقاط، بعدما لمست أن الأخيرة دفعت مسألة انعقاد القمة بزخم كبير. لكن هذا التباين لم يؤدِ الى إفشال التحضيرات لانعقادها، وشاركت الجزائر في توجيه الدعوات لكن مشاركتها كانت شكلية.
ـ وثمة خشية أن تشكل المشاورات المرتقبة لعقد قمة مجدداً، مجالاً أمام بروز الخلافات العربية حول انعقادها أولاً، وحول ضرورات هذا الانعقاد ثانياً، وسط أجواء تشير الى وجود فريق عربي غير متحمس لعقدها، وآخر يركّز على انعقادها، وثالث لا يمانع في أي توافق يتم التوصل إليه.
ـ إن وفاة الملك فهد أدت الى بروز سبب مهم لإرجاء عقدها، لكن إذا ما حصلت ظروف أدت الى إلغائها، فإن أول اجتماع عربي قريب سيلتئم في مطلع شهر أيلول المقبل من خلال الدورة العادية لجامعة الدول العربية التي تنعقد على مستوى وزراء الخارجية، وتناقش مختلف التطورات العربية، بما فيها ما كان سيطرح على قمة شرم الشيخ. لذا، ينتظر أن تحسم الأيام القليلة المقبلة انعقاد القمة أو عدمها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00