8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لبنان يحسم مشاركته في القمة اليوم ولا يرغب في طرح تطوّرات أوضاعه

تحسم المشاورات اللبنانية الداخلية اليوم، في ضوء نيل الحكومة الثقة، مسألة مشاركة رئيس الجمهورية إميل لحود في القمة الاستثنائية العربية التي ستعقد في شرم الشيخ بعد غد الأربعاء، والتي دعت إليها مصر والجامعة العربية والجزائر لكونها رئيسة الدورة الحالية للقمة.
وأوضحت مصادر ديبلوماسية بارزة أن لبنان لن يطرح على القمة أيّ موضوع مستجدّ يهمه، لكنه سيشارك في النقاشات التي ستتناول ثلاثة مواضيع هي: الوضع في فلسطين في ظل خطة إسرائيل للانسحاب من غزة في شهر آب المقبل، والوضع في العراق وآخر تطوّراته، والإرهاب.
والأسباب الكامنة وراء عدم رغبة لبنان طرح أيّ موضوع يتعلق بتطوّراته الأخيرة، تعود إلى الآتي:
1 ـ في شأن الحدود مع سوريا والعلاقات معها، ثمة ميل لبناني إلى تفضيل عدم "تكبير" حجم هذه المسألة، والسعي إلى ترتيب كلّ تطورات الأوضاع مع سوريا بواسطة حسن سير العلاقات الثنائية وروابط الأخوة بين البلدين، ذلك أن أيّ طرح لما يتعلق بالعلاقات اللبنانية ـ السورية على العرب خصوصاً على مستوى القمة، سيزيد الأمور تعقيداً بدل حلّها، ليس لسبب متعلق بالدول العربية، إنما تلافياً لأن يتم تصوير الأمر وكأنه يُطرح بصورة خلافية، وهذا ما لا يرغب لبنان حصوله.
ـ أما بالنسبة إلى القرار 1559 وهو الموضوع الذي يهمّ لبنان، فلن يطرحه على القمة لأنه ليس لديه ما يقوله أو يطلبه من العرب في شأن هذا القرار الذي يعتبر أن استكمال تنفيذ ما تبقى من بنوده خاضع للحوار الداخلي اللبناني، خصوصاً أيضاً أن البيان الوزاري للحكومة الجديدة لم يتناول هذا القرار ولم يأت على ذكره.
إلا أن لبنان أعدّ ملفه لهذه القمة عبر ورقة لبنانية يحملها وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ اليوم إلى شرم الشيخ، وسيقدم لبنان موقفه إزاء القضايا الثلاث المطروحة للبحث. وتعتبر أعمال القمة قد بدأت يوم السبت الماضي باجتماع على مستوى المندوبين الذين تداولوا مواقف الدول وسيرفعون مشاريع المقررات إلى الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية الذي سيعقد غداً الثلاثاء، الذين سيقومون بدورهم برفع مشروع المقررات إلى القادة العرب الذين لن يضيفوا أيّ فكرة إلا إذا طرأت تطورات أو مستجدات على مواقفهم.
وسيعبّر لبنان عن ثوابته في شأن الوضع الفلسطيني، إذ سيشدّد على أهمية تنفيذ المبادرة العربية للسلام، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي ـ الإسرائيلي، والقرار 194 القاضي بحق العودة، ورفض لبنان للتوطين.
وعلم أن مقررات القمة ستقع أيضاً في هذا التوجه فلا يكون موضوع الانسحاب من غزة نهاية المطاف، بل إن الأهمية هي لاستمرار عملية السلام في المنطقة وعدم التوقف عند خطة الانسحاب هذه، وإنه من السابق لأوانه ما يطرح على العرب من مؤتمر دولي يضم العرب وإسرائيل، ولا سيما العرب المغاربيين أيضاً، في انتظار ما ستؤول إليه العملية السلمية.
والموقف اللبناني من الأوضاع في العراق يدعو إلى إزالة الاحتلال وتأليف حكومة شرعية تضم مختلف الانتماءات وحصول استقرار أمني وسياسي، أما بالنسبة إلى الإرهاب، فلبنان هو أكثر من عانى الإرهاب، ويدينه ويدعو إلى التمييز بينه وبين مقاومة الاحتلال لتحرير الأرض.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00